قصّة حبّ طويلة جمعت جوزيه وآنا

09 أكتوبر 2018
حب (Getty)
+ الخط -
لعلّ أكبر المستفيدين من روح جوزيه الجميلة كانت زوجته آنا، التي تزوجها على مدى 38 عاماً، بحسب مجلة "سايكولوجي توداي". توفيت آنا عام 2009 بعدما عانت من مرض ألزهايمر مدة 11 عاماً. منذ اللحظة التي شخّص فيها الطبيب مرضها، كرّس نفسه لرعايتها والاهتمام بها حتى وفاتها. يقول: "قبل أن يشخّص الطبيب مرضها، كنت أعرف أنها تعاني مشكلة صحية، واتخذت قراري بأن أكرّس حياتي لأجلها، وأفعل ما بوسعي لتخفيف معاناتها. 


في البداية، لم تعد تتذكر أمكنة الأشياء. كانت آنا مدرّسة في مدرسة كاثوليكية في فلوريدا. ولم أكن الوحيد الذي بدأ يلاحظ أن آنا باتت مشتتة الذهن، وتنسى كثيراً. زملاؤها في العمل لاحظوا أيضاً". يضيف: "وصلنا إلى مرحلة لم يتمكّنوا فيها من تجديد عقدها بعدما باتت عاجزة عن إتمام مسؤولياتها كما يجب، خصوصاً مع تلاميذها الذين أحبتهم". 

خسر جوسيه وآنا دخلاً جيداً. ولم تعد تملك تأميناً كانت قد وفرته لها وظيفتها وله ولابنتيهما. لطالما كان جوزيه داعماً للكنيسة، فعمد الكاهن إلى تولّي مصاريف التأمين الصحي. خلال هذا الوقت، كان جهد جوزيه الأساسي على دعم آنا التي لم تكن تعرف بعد إصابتها بالمرض. ويقول: "كنت أعلم أن آنا لن تتقبل وضعها. كان عليّ احترام عدم قدرتها على مواجهة مرضها، حتى لو كان الأمر يتطلّب عدم قول الحقيقة للتخفيف من ألمها".

وحين أصبح واضحاً أن آنا لن تكون في أمان وحدها في المنزل أو أثناء قيادة السيارة، أخبرها أن السيارة تحتاج إلى إصلاحات. لكن ذلك هدر للمال لأنها باتت قديمة. "ربّما كانت على دراية بوضعها الصحي، فتقبّلت ما كنت أفعله". حين أتم 62 عاماً، حصل على تقاعد مبكر، واتخذ قراره بأن تبقى آنا في المنزل، على أن يتولّى رعايتها.



ومع الوقت، بدأ يشعر بالتعب وصار في حاجة إلى دعم نفسي. بحث عن مجموعة لدعم مرضى ألزهايمر، لكنه يقول: "كان الأمر محبطاً للغاية. بدا الجميع خائفاً وحزيناً بينما كنت في مكان آخر".

بقي جوزيه إلى جانب آنا مدة 11 عاماً. "بدا لي أن آنا تشعر بتحسن من جراء خلق روتين. أيام السبت، كنا نذهب إلى المركز التجاري للتسوق. وخلال فترة بعد الظهر، نشاهد الأفلام". وحقق حلمهما بالتجوال والسفر، ولو انحصر الأمر في ولاية فلوريدا.

يقول: "كنت أقرب إلى آنا بعد مرضها. عدم قدرتها على التواصل معي بسهولة خلق لدي تحدياً أكبر لفهم ما كانت تشعر به وتحتاج إليه. على الرغم من أنّ آنا لم تعد موجودة الآن، ما زلت أشعر بالارتباط الشديد بها. كل يوم أحد، أزورها في المقبرة وأتحدث إليها كما كنت أفعل. أشتاق إليها، لكنني لا أشعر بالوحدة بسبب عمق العلاقة التي تربطني بها منذ فترة طويلة".

دلالات