وضع كارثي في ريفي إدلب وحماة بسبب استمرار القصف العشوائي

07 فبراير 2019
نزوح إلى المناطق الآمنة (Getty)
+ الخط -


يعاني عشرات الآلاف من السوريين في ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي، من استمرار عمليات القصف العشوائي، ما يجعلهم يعيشون أوضاعاً إنسانية سيئة للغاية، في ظل نقص الموادّ الغذائية والطبّية والوقود، الأمر الذي تسبب في موجة نزوح كبيرة إلى المناطق الداخلية في إدلب، ضمن عملية تهجير كالتي حدثت قبل عام إثر معارك شرق السكة بريف إدلب.

وقال الرئيس السابق للمجلس المحلي لبلدة جرجناز، حسين الدغيم، لـ "العربي الجديد"، إنّ "الوضع الإنساني سيئ جداً وخاصة في جرجناز والتح والتمانعة، وقد أعلنتها مجالسها جميعاً مناطق منكوبة، إذ لا توجد فيها موادّ غذائية أو أي خدمات، حتى الفرن الوحيد في البلدة أعلن اليوم توقفه عن العمل إلى إشعار آخر".

وأوضح أنّ "النقاط الطبّية الموجودة بسيطة وتناوب في اليوم لنحو 3 ساعات فقط، لتقديم خدماتها لبعض العائلات الباقية في المنطقة".

ولفت إلى أن "عدد سكان جرجناز كان نحو 31 ألف نسمة باحتساب النازحين إليها، فيما لا يتعدى اليوم أكثر من ألفي نسمة، موزعين في الأطراف والمزارع"، مشيراً إلى استعداده للمغادرة باتجاه معرة النعمان.

بدوره، قال عضو "منسقو الاستجابة" في الشمال السوري، طارق الإدلبي، لـ"العربي الجديد"، "الوضع الإنساني المتردي في ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي لا يوصف، فالقصف من قبل القوات النظامية مستمر دائماً وبعدة استراتيجيات، الأولى هي عبر تركيزه على قرى ونقاط محددة بهدف إفراغها من سكانها كبلدة جرجناز والتح والتمانعة، كخطوة أولى قد يتبعها تقدم للنظام".

وأوضح "أن القصف المتواصل تسبب بحملة نزوح واسعة، حتى إن هناك بلدات غادرها غالبية سكانها مثل التمانعة وجرجناز والتح، ومن بقوا فيها يعانون من وضع مادّي سيئ جداً فليس لديهم الإمكانية للانتقال إلى مكان آخر، لذلك غالباً ما يمضون أيامهم إما في الأقبية إن توفرت، وإما يخرجون إلى العراء في محيط بلداتهم بانتظار أن يهدأ القصف".

وذكر أن "مسألة تأمين الحاجات لمنطقة يتكرر عليها القصف صعب جداً، حتى تنفيذ مشاريع النظام يتوقف، إذ يصبح كل شيء عرضة للاستهداف".

وأضاف: "ما ينفذ اليوم في ريف إدلب وحماة، يشبه استراتيجية النظام في معارك شرق السكة، إذ اتبع قبل التقدم والسيطرة على عشرات القرى عمليات القصف المكثف، ودفع بالناس جميعاً إلى النزوح. واليوم نتحدث عن ما بين 30 – 40 ألف عائلة في البلدات التي يتركز عليها القصف، نعمل على إحصاء أعداد النزوح وأماكن وجودهم لتوجيه المنظمات لتقديم المساعدات لهم".

وقال الإدلبي إن "غالبية النازحين يتوجهون إلى مناطق ريف معرة النعمان، وهي أقرب منطقة آمنة للمناطق التي تتعرض للقصف".