قطر تتبرع بمائة مليون دولار لدعم خطط مكافحة تغير المناخ

23 سبتمبر 2019
أمير قطر وماكرون خلال قمة العمل المناخي(تيموثي كلاري/فرانس برس)
+ الخط -
أعلن أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، عن نية بلاده التبرع بمبلغ مائة مليون دولار لدعم الدول الجزرية الصغيرة النامية، وتلك الأقل نمواً، للتعامل مع تغير المناخ والمخاطر الطبيعية والتحديات البيئية، وبناء القدرة على مواجهة آثارها المدمرة.
وقال أمير قطر خلال مداخلة في قمة العمل المناخي التي تُعقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، اليوم الإثنين، إن بلاده وضعت مجموعة متكاملة من الأهداف الثابتة أهمها تلك المتعلقة بالطاقة المتجددة لتوليد 200 ميغاوات من الطاقة الشمسية خلال العامين القادمين، على أن تزيد إلى 500 ميغاوات بعد ذلك، فضلاً عن السعي لتنظيم تسعير الكربون كوسيلة لخفض الانبعاثات، ودفع الاستثمار باتجاه خيارات أنظف.
وحول استضافة قطر لبطولة كأس العالم 2022، قال أمير قطر إن "قطر ملتزمة بتنظيم بطولة صديقة للبيئة، وأول بطولة محايدة الكربون عبر استخدام الطاقة الشمسية في الملاعب، واستخدام تكنولوجيا تبريد وإضاءة موفرة للطاقة والمياه".

وأشار إلى أن صندوق الثروة السيادية في قطر يطلع بدور فاعل في مكافحة تغير المناخ من خلال جهاز قطر للاستثمار، وهو عضو مؤسس في صندوق الثروة السيادية العالمي "كوكب واحد"، والذي تم إنشاؤه وفقاً لمبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من أجل تعزيز الاستثمارات الخضراء وتسريع الجهود لمراعاة قضايا تغيير المناخ في قطاع الاستثمار وإدارة صناديق الثروة السيادية.
ووصف أمير قطر ظاهرة التغير المناخي بأنها تشكل واحدة من التحديات الخطيرة، وتطرح إشكاليات عديدة تتشابك في أبعادها الاقتصادية والبيئية والاجتماعية، كما أن لها تداعيات سلبية بالغة الخطورة على كافة أشكال الحياة، وعلى البلدان المتقدمة والنامية على حد سواء، مناشداً جميع الدول الوفاء بمسؤولياتها وتنفيذ التزاماتها التي كرستها الاتفاقيات الدولية.

وقال مسؤول في الرئاسة الفرنسية، اليوم الإثنين، إن مانحين دوليين كباراً سيقدمون مساعدات إضافية بقيمة نصف مليار دولار لحماية الغابات المدارية، بما في ذلك غابات الأمازون التي تستعر فيها حرائق، وأن فرنسا ستساهم بمبلغ 100 مليون دولار في هذه الحزمة.
وفي كلمته بالقمة، حاول الرئيس الفرنسي ماكرون الظهورَ أمام العالَم باعتباره المدافع الأول عن المناخ، فكانت كلماتُه حماسية، ولا تخلو أحياناً من نوع من الحدة. وفي نوع من التحدي للموقف الأميركي في ظل حكم دونالد ترامب، كشف ماكرون عن تغير إيجابي في موقف العديد من الدول، خاصة اليابان وروسيا والصين والهند.
وتحدث عن طموحات على المستوى الأوروبي، وعن "أجندة تجارية تهدف إلى تحييد الكربون، وإلى وقف إزالة الغابات، وعدم القبول بوجود أجندة تجارية مخالفة لأجندتنا المناخية"، كما عبّر عن بعض الأمنيات، ومنها أن "تتجه أوروبا ابتداءً من 2020 إلى الحدّ من الانبعاثات، والوصول إلى تحييد الكربون سنة 2050".
وكشف ماكرون أنّه "يتوجب على زعماء الدول والحكومات تغيير سرعة الاستجابة، والبقاء في اتفاق باريس"، واستنجد بالشباب وحركتهم من أجل تغيير الذهنيات. "لا نستطيع رؤية شبابنا في معاناة، ثم نزعم بأننا نؤدي عملنا على ما يُرام. أي مسؤول سياسي لا يمكن أن تظل أذنه صماء أمام مطالب التغيير".

المساهمون