عمليات السطو المسلح تطاول المدارس في العراق

30 يوليو 2015
السطو المسلح دون رادع (فرانس برس/GETTY)
+ الخط -



تزداد وتيرة جرائم السطو المسلح في العراق، يوماً بعد يوم، في ظل التدهور الأمني الذي تشهده البلاد، وانتشار المليشيات المسلحة في كل مكان. 

بعد أن كانت تستهدف عمليات السطو شركات الصيرفة والمحال التجارية والمصوغات الذهبية، والتي راح ضحيتها العديد من المواطنين بين قتيل وجريح، باتت تطاول المدارس بهدف الاستيلاء على رواتب المدرسين والمعلمين من دون رادع قانوني أو ملاحقة، لتنتهي إما بالاستيلاء على ملايين ومليارات الدنانير أو بقتل وجرح كل من يقاوم منفذي هذه العمليات.

وشهدت محافظة البصرة مقتل معلم في إحدى المدارس، وجرح اثنين آخرين بهجوم مسلح على مدرستهم خلال توزيع رواتب المدرسين والمعلمين.

وأوضح مصدر أمني من البصرة أنَّ "هجوماً مسلحاً استهدف إحدى المدارس في بلدة أبي الخصيب بمحافظة البصرة، من قبل شخص مسلح يحمل بندقية كلاشنكوف، هاجم إدارة المدرسة خلال تجمع المعلمين والمدرسين لاستلام رواتبهم الشهرية"، مشيراً إلى أنّ "المعلمين حاولوا مقاومة المسلح، فأطلق النار وأصاب أحدهم وهرب، فلاحقه الباقون محاولين إمساكه وتسليمه للسلطات الأمنية، فأطلق النار وقتل أحدهم وجرح آخر ولاذ بالفرار".

بدوره أشار مدير إعلام تربية البصرة، باسم الكرطاني، في بيانٍ أصدره إلى أنَّ "إدارة مدرسة البهادلية للبنين، بمديرها ومعاونه واثنين من كوادر المدرسة، كانوا بصدد توزيع الرواتب على الكادر التدريسي عندما هاجمهم شخص مسلح أخفى وجهه بقناع، وطلب منهم تسليمه الرواتب". 


وأضاف "عندما حاول المدير رفع حقيبة النقود، أطلق المسلح النار عليه وأصابه في قدمه، وطلب المهاجم من الكادر التدريسي جمع الرواتب في كيس، فأوهمه معاون مدير المدرسة بأنه يريد تسليمه الكيس المملوء بالمال، وحاول مقاومته فأطلق النار على بطنه وهرب. باقي الكادر التدريسي لحقوا به، فأطلق النار عليهم، وقتل أحدهم وجرح آخر ولاذ بالفرار دون أن يتمكن من سرقة الرواتب".

وتشهد العاصمة العراقية بغداد وعدد من المحافظات، عمليات سطو مسلح من قبل مجاميع ومليشيات مسلحة تتجول في الشوارع والأزقة، دون أن تتمكن الأجهزة الأمنية من ملاحقتها أو منعها بحسب المختصين.

وفي هذا السياق، ذكر مصدر في وزارة الداخلية العراقية، أنَّ "عمليات السطو المسلح تقوم بها مليشيات مسلحة لها نفوذ واسع لدى مختلف المؤسسات والأجهزة الأمنية، وتقوم بمهاجمة شركات الصيرفة ومحال المصوغات الذهبية جهاراً نهاراً. والتطور الخطير، أنّ هذه المليشيات تقوم بمهاجمة نقاط التفتيش التابعة للشرطة المحلية في منطقة معينة، وتسيطر عليها ثم تبدأ بعمليات السطو التي تشمل حتى منازل المواطنين".

وذكر المصدر لـ"العربي الجديد" أنَّ "عمليات السطو المسلح شملت أيضاً المدارس، وهذا تطور خطير لا يمكن السيطرة عليه بصراحة، ما دام هناك أكثر من 50 مليشيا مسلحة يتجول عناصرها في الشوارع، وتتخذ من المقرات الأمنية منطلقاً لها، دون أن يستطيع أي ضابط الاعتراض وإلّا يكون مصيره القتل".

إلى ذلك، بث ناشطون مقاطع مسجلة على مواقع التواصل الاجتماعي لقادة مليشيات مسلحة يهددون أصحاب محلات صياغة الذهب بالقتل، إذا لم يدفعوا لهم مبالغ مالية، بحجة دعمهم في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".

من جهته، قال مرتضى العبودي صاحب شركة للصرافة إنَّ "الوضع لم يعد يحتمل والأجهزة الأمنية غير قادرة على حمايتنا، ونتعرّض بين فترة وأخرى لعمليات سطو مسلح في وضح النهار من قبل المليشيات المسلحة، التي تفرض علينا إتاوات شهرية بحجة دعمها لمحاربة "داعش" ومن يمتنع يتعرض للقتل". 

إلى ذلك، يطالب خبراء الأمن الحكومة العراقية، بكف يد المليشيات المسلحة وسحب السلاح منها، وحصره بيد الدولة لمنع عمليات السطو المسلح التي ستطيح النظام السياسي في العراق، إذا استمر الحال على ما هو عليه.

اقرأ أيضاً: خدع وحيل عصابات السرقة في بغداد

دلالات