أطفال المخيمات السورية في تركيا: نعمل لنأكل

02 اغسطس 2014
عشرات من الأطفال التحقوا بسوق العمل (GETTY)
+ الخط -

يقضي الطفل عبد الله حمدو (17 عاما) ما يزيد عن 12 ساعة في العمل في الزراعة داخل الحقول التركية الواقعة قرب مخيم الإصلاحية للاجئين السوريين بالقرب من مدينة غازي عنتاب التركية، الذي يقيم فيه رفقة عائلته.

يحصل عبد الله، وأقرانه، مقابل هذا العمل الشاق على أجر زهيد لا يتجاوز عشرة دولارات أميركية لليوم الواحد.

حال عبد الله كحال غيره من السوريين، الذين وجدوا أنفسهم مضطرين للعمل لسد حاجاتهم، حيث أن المخيمات لا تقدم لهم سوى 40 دولاراً أميركياً لكل فرد خلال شهر كامل، والمبلغ لا يكفي للعيش، حسب ما ذكر العديد من أهالي المخيم.

في المقابل يحصل المواطن التركي على نحو 50 دولاراً أميركياً مقابل يوم العمل الواحد، رغم أنه يقوم بذات العمل الذي يقوم به عبد الله وباقي السوريين؛ ما دفع الكثير من أصحاب الأراضي إلى الاعتماد على العمالة السورية الرخيصة لجني أرباح أكثر، مستغلين حاجة اللاجئين للعمل.

يقول عبد الله لـ"العربي الجديد" إنه جاء مع عائلته إلى مخيم الإصلاحية قبل عامين، قادمين من بلدة تل رفعت بريف حلب، والتي طالها قصف قوات النظام السوري بالبراميل المتفجرة والصواريخ التي حولت المدينة إلى كومة من الركام، وأصبح منزلهم جزءاً من هذا الركام.

تقيم عائلة عبد الله المؤلفة من ثمانية أشخاص في خيمة واحدة لا تزيد مساحتها عن 16 متراً مربعاً. وكان عبد الله رفقة أخيه الأكبر مسؤولين عن إطعام أبيهما الذي يعاني من أمراض في القلب لا تسمح له بأعمال مجهدة، إضافة إلى خمسة من الإخوة مازالت أعمارهم صغيرة، ولكن أخاه الأكبر ترك العمل في البناء وانضم حديثاً إلى إحدى كتائب المعارضة السورية التي تقاتل في مدينة إدلب.

وأشار عبد الله إلى أنه يبدأ العمل في قطف الفليفلة منذ السادسة صباحاً، ولا يعود الى المخيم قبل السابعة مساء، ويتقاضى نحو 20 ليرة تركية (ما يعادل 10 دولارات)، منوهاً إلى أن هذا الوقت هو موسم قطف ويستمر لمدة شهر ونصف الشهر، إذ يعمل معظم أطفال المخيم معه.

"ما دفعنا الى ذلك هو المعاملة السيئة من إدارة المخيم، التي تصل حد السباب والضرب، وهو أصعب ما نعانيه"، يقول عبد الله، والمعاملة السيئة ناتجة عن حادث قديم بين اللاجئين السوريين وإدارة المخيم أدت إلى العراك، مضيفاً أن المخيم ينقصه العديد من الخدمات كالمياه والكهرباء إضافة إلى ضعف الكوادر الطبية التي تشرف على المرضى داخله.

وعلى الرغم من وجود مدرسة داخل المخيم، فإن عبد الله لم يتمكن من الالتحاق بصفوفها نتيجة انشغاله بالعمل، وهو أشد ما يتحسر عليه بحسب قوله، مضيفاً أنه تمكن من تعلم اللغة التركية ومثله معظم السوريين الذين يعيشون في المخيمات، وأن تعلم اللغة تساعده دوماً على إيجاد عمل.

المساهمون