مريم علي ورد... آلام اللجوء الطويل في لبنان

06 أكتوبر 2019
تعيش بمخيّم عين الحلوة وتنفق على نفسها (العربي الجديد)
+ الخط -

في عام النكبة، عندما هجّرت مريم علي ورد، مع أهلها من بلدها فلسطين إلى لبنان، كانت في الخامسة عشرة، وهي بذلك تحمل ذكريات عديدة عن بلدتها المنشية، في قضاء عكا. تقول مريم لـ"العربي الجديد" من منزلها في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، في صيدا، جنوبي لبنان: "لم أتعلم في المدرسة، لكننا كنا نعيش أجمل حياة، فقد كان والدي موظفاً في الإدارة البريطانية أيام احتلالها فلسطين، قبل أن يحتلها الصهاينة، ويخرجونا منها تحت نيران أسلحتهم. عائلتنا كانت تتألف من أبي وأمي، وأربعة صبيان، وأربع بنات. كانت لدينا أرض، وكانت فيها أنواع عديدة من الأشجار، كالخوخ، والتين، والزيتون، وغيرها".

تضيف مريم: "خرجنا من بلدتنا يوم النكبة إلى كفر ياسيف، في الجليل، ولم يكن والدي معنا، بل بقي في أرضه. أذكر أنّنا مشينا في حقول القمح، وكان الرصاص ينهمر علينا. وعند وصولنا فُتحت لنا أبواب الكنيسة، والمدارس التي كانت في المنطقة، واستقبلنا أهل البلدة أجمل استقبال، واهتموا بنا، وأحضروا لنا الطعام، وكلّ ما نحتاجه". وتتابع: "بقينا في كفر ياسيف نحو خمسة عشر يوماً، وكان والدي في هذه الأثناء قد سأل عنا، ووصل إلينا. وبعد انقضاء تلك الأيام ذهبنا إلى كفر مندا، القريبة من صفورية والناصرة، لكن بعدما بدأت طائرات العدو الصهيوني بقصف صفورية والناصرة أخذنا والدي وانتقل بنا نحو الجنوب اللبناني، وكان معنا حينها حمار وجمل صغير، وفي الطريق كنا نتناوب على امتطائهما أنا وأشقائي".

وتكمل مريم سردها: "هكذا خرجت العائلة من فلسطين. وصلنا إلى قرية جويا (صور، جنوبي لبنان) وهناك بقينا سنتين، ننفق من المال الذي أحضره معه والدي. وبعد جويا، ذهبنا إلى عدلون (صيدا، جنوبي لبنان) وهناك كان قد نفد المال منا، فاضطررنا إلى العمل في الأرض، وكنا نتقاضى أجراً يومياً عن عملنا ربع ليرة لبنانية لكلّ فرد. بعد ذلك أُخبر والدي بضرورة الذهاب إلى المخيمات، فجئنا إلى عين الحلوة. في البداية عشنا في حيّ التعمير المحاذي لمخيم عين الحلوة، وكان بالقرب منا نهر معروف بالبرغوث. عشنا في تلك المنطقة أسوأ حياة، طوال أربع سنوات، فقد كانت مياه النهر تدخل إلى خيامنا. وكان في كلّ خيمة عشرون شخصاً، مع حمامات مشتركة، ولم تكن لتلك الحمامات أبواب. حياتنا كانت تعيسة".




وتلفت مريم إلى أنّه "عندما بلغت العشرين من عمري، تزوجت، وكان زوجي يعمل في البساتين، فأذهب معه لمساعدته، وما زلت إلى الآن أبيع الصعتر، وورق العنب، وما زلت أساعد أولادي في مصروف البيت، وأرفض أخذ المال منهم".
المساهمون