وبعد إعلان أسامة مرسي إضرابه عن الطعام، تعالت المخاوف الحقوقية المصرية والدولية من تعرضه لـ"القتل البطيء" في السجن، حسب تعبير صفحة "صوت الزنزانة"، وهي مبادرة حقوقية مصرية، تساءلت "هل سيسكت العالم حتى نستيقظ على خبر وفاة أسامة كما حدث مع والده وأخيه؟".
وأعرب المحامي الحقوقي الدولي توبي كادمان، المدافع عن أسرة الرئيس الراحل محمد مرسي، عن قلقه البالغ بشأن السلامة الجسدية له، إذ لا يزال محتجزاً في ظروف متردية تنتهك المعايير المعترف بها دولياً.
وطالب كادمان السلطات المصرية بالالتزام بالقانون الدولي، مشيراً إلى أن أسامة يواجه مخاطر القتل البطيء التي واجهها والده قبل وفاته في 17 يونيو/حزيران 2019.
كما أن المنظمة العربية لحقوق الإنسان ببريطانيا سبق أن صرّحت بأن أسامة تم منعه وبقية المعتقلين من التريّض، كما يجري احتجازه في زنزانة انفرادية، وهو محروم من التواصل مع أسرته أو محاميه بأي صورة.
أسامة مرسي، المحامي المعتقل في سجن العقرب شديد الحراسة، الملقب بـ"غوانتنامو مصر"، محبوس على ذمة قضية فض اعتصام رابعة العدوية، ومحكوم عليه بالسجن عشر سنوات، وممنوع من الزيارات تماما، وكانت الوسيلة الوحيدة لأسرته للاطمئنان عليه من خلال جلسات محاكمته، وقد انقطع هذا الخيط بصدور الحكم في القضية في سبتمبر/أيلول 2018، ولم تعد هناك أي وسيلة للاطمئنان عليه.
لم يخرج أسامه من زنزانته الانفرادية سوى مرتين فقط، الأولى في 17 يونيو/حزيران 2019 لكي يدفن والده، والثانية في 4 سبتمبر/أيلول 2019 لكي يدفن شقيقه الأصغر عبد الله.
وفي ظل مخاوف جميع أهالي السجناء والمعتقلين على ذويهم من تفشي وباء فيروس كورونا (كوفيد 19) في السجون، يبقى السؤال الأكثر إلحاحا بالنسبة لأسامة، كيف لمُضرب عن الطعام أن يقي نفسه من الإصابة بالفيروس، رغم الهزال الصحي العام الذي يصيب المضربين عن الطعام.
الإجابة الطبية، من روشتة حول الإضراب عن الطعام في السجون أو ما يعرف بـ"معركة الأمعاء الخاوية"، سبق أن أعدها مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب - منظمة مجتمع مدني مصرية -، وجاء في الإجابة عن سؤال "ماذا يحدث للجسد أثناء الإضراب؟ في الأيام الثلاثة الأولى يستمر الجسد في استخدام مخزونه من الغلوكوز - السكر - لتوليد الطاقة. بعد ذلك يبدأ الكبد في استخدام الدهون الموجودة بالجسم في عملية تسمى (الكيتوزية) نسبةً إلى الأجسام الكيتوزية التي تتولد عن تكسير تلك الدهون. بعد ثلاثة أسابيع يدخل الجسم في حالة من (المجاعة)، حيث يبدأ في استخدام العضلات والأعضاء الحيوية لتوليد الطاقة، وهي مرحلة الخطر".
وبماذا يشعر المضرب عن الطعام؟ كانت الإجابة عن هذا السؤال "في أول 3 إلى 7 أيام، يكون الشخص المضرب عن الطعام في حالة طبيعية نوعا ما طالما يتناول كميات كافية من المياه - 2 لتر على الأقل يوميا - ينخفض الشعور بالجوع بعد اليومين الثاني أو الثالث. بعد اليوم السابع يبدأ الشخص المضرب عن الطعام في الشعور بأعراض الدوار والإجهاد والضغط وقد يشعر بصعوبة في الوقوف. بعد الأسابيع الأولى، قد يشعر المضرب بالبرد والآلام في المعدة. في أواخر الشهر الأول قد يشعر المضرب بالإجهاد الذهني والتوتر. بعد الأسبوع الرابع يصبح من الأفضل تحويل المضرب للمستشفى. ومع حلول الأسبوع الرابع أو الخامس أو في حالة عدم حصول المضرب على فيتامينات، تتولد أعراض النظر المزدوج والدوار الشديد والقيء وصعوبة البلع بسبب عطب في الأعصاب.
وبداية من اليوم الأربعين، يشعر المضرب بارتباك ذهني واختلال في الحديث واضطراب في السمع وضعف في البصر وقد يحدث نزيف. المضاعفات الأخرى لغياب التغذية تتمثل في فشل في وظائف الكلى والجهاز المناعي ووظائف القلب، كما يزيد الاستعداد للإصابة بالعدوى الميكروبية مع تأخر في شفاء الجروح. وحالات الوفاة بسبب الإضراب عن الطعام غالبا ما تكون نتيجة انهيار الدورة الدموية واختلال ضربات القلب".