كان يُمكن أن يكون أيّ شيء. كان يمكن أن يحمل أي اسم. كان يمكن أن يبدأ في أيّ مكان، أيّ حيّ، أي زاوية على هذا الكوكب. كان يمكن أن يبدأ في كوكب آخر، قبل أن يحطّ بشراسة على كوكب الأرض. لم يرضَ المرّيخ أو القمر أن تدوس أقدام البشر سطحيهما. ماذا ينوي هؤلاء وقد تحدّوا الطبيعة وسعوا إلى قتلها حتى حان الوقت لتنتقم منهم، وتعزلهم في بيوتهم علّهم يجلسون مع ذواتهم، يؤنّبهم ضميرهم...
"كورونا"... اتّفق العالم على هذا الاسم. عبارة صالحة لكلّ اللغات. كانت القرية الكونيّة مجرّد مزحة. اليوم، الجار الإيطالي تعلّم إعداد التبولة. والجار الألماني بات يعدّ طبق الدجاج بالكاري الهندي.
يشبه كورونا الطيور المهاجرة التي تتجاوز سرعة الضوء، مجازياً. لكنّها، في الحقيقة، قادرة على أداء دور جيّد ومقنع في أفلام الكرتون. أتذكرون "نيلز" والأوزّة البيضاء؟ كانت لطيفة. لكنّ الطيور ربّما لم تدرك أنها تنشر كورونا أينما تحلّ. هل من تفسير آخر لسرعة انتشاره؟
إذاً، يمكن جميعَ سكان الكوكب، من أقصاه إلى أقصاه، أن يرددوا معاً كلمة "كورونا". تكاد هذه الكلمة تكون لغة مشتركة بين الشعوب. المبنى الذي نعيش فيه جميعنا لا نهاية له، وقد شكّل من الطوابق نحو 7.53 مليار بشري...
اقــرأ أيضاً
نستيقظ جميعاً ونعدّ فطور الصباح معاً. لا يفرّقنا وقتٌ ولا تاريخ، فما من أرقام غير أعداد الإصابات والموتى. لقاءاتنا وهميّة، مثل فناجين الشاي البلاستيكية التي كنّا نلعب بها صغاراً أمس، ومع صغارنا اليوم. نشرب من الفنجان الفارغ ونستمتع بطعم الفراغ. ومع حلول المساء، يُوحّد كورونا لغات العالم الأجمع في لفظ آخذ بالتطوّر، ويبدأ الغناء والرقص، كلّ يغني بلغته ويرقص فولكلوره. لكن الفيروس حلّ ضيفاً ثقيلاً بينهم. هو هنا، وهم في حالة هلع، لا يعرفون ما ينتظرهم. مسافة الطريق ويخترق كورونا أجسادهم.
عتيق هو كوكب الأرض. كان يخرج إلى العالم بالأبيض والأسود. والألوان بيّنت تفاصيل كنا نجهلها. وكورونا حلّ ضيفاً غداراً. لكنّه لن يبقى كذلك. سنصير جزءأ منه، ويصير جزءاً منّا. هل نخسر أرواحنا؟ لا شيء مضمون. ننتظر. ويواسينا أننا نُصاب جماعةً وقد نموت جماعة. يُمسك بعضنا بأيادي بعض، ونودّع أحياءً أحببناها. وتحت التراب، نستلقي معاً ونستمع إلى الموسيقى. وربّما نتشاجر.
خبثاء وطيّبون في مكان واحد. هذه لعنة. لكنّ كورونا يُجبرنا على ذلك. لا بأس. المعقّمات قد تكون مُفيدة هنا، وهي كثيرة. حتّى إن الاختيار بات صعباً، خلال البحث عن القاتل الأشرس بينهما. ها هو الجار الإيطالي نفسه يرقص الدبكة، والقاطنون في الشقة السفلى تضايقوا من خبطة قدميه. جلبوا العصا الخشبية وراحوا يطرقون على السقف.
"كورونا"... اتّفق العالم على هذا الاسم. عبارة صالحة لكلّ اللغات. كانت القرية الكونيّة مجرّد مزحة. اليوم، الجار الإيطالي تعلّم إعداد التبولة. والجار الألماني بات يعدّ طبق الدجاج بالكاري الهندي.
يشبه كورونا الطيور المهاجرة التي تتجاوز سرعة الضوء، مجازياً. لكنّها، في الحقيقة، قادرة على أداء دور جيّد ومقنع في أفلام الكرتون. أتذكرون "نيلز" والأوزّة البيضاء؟ كانت لطيفة. لكنّ الطيور ربّما لم تدرك أنها تنشر كورونا أينما تحلّ. هل من تفسير آخر لسرعة انتشاره؟
إذاً، يمكن جميعَ سكان الكوكب، من أقصاه إلى أقصاه، أن يرددوا معاً كلمة "كورونا". تكاد هذه الكلمة تكون لغة مشتركة بين الشعوب. المبنى الذي نعيش فيه جميعنا لا نهاية له، وقد شكّل من الطوابق نحو 7.53 مليار بشري...
نستيقظ جميعاً ونعدّ فطور الصباح معاً. لا يفرّقنا وقتٌ ولا تاريخ، فما من أرقام غير أعداد الإصابات والموتى. لقاءاتنا وهميّة، مثل فناجين الشاي البلاستيكية التي كنّا نلعب بها صغاراً أمس، ومع صغارنا اليوم. نشرب من الفنجان الفارغ ونستمتع بطعم الفراغ. ومع حلول المساء، يُوحّد كورونا لغات العالم الأجمع في لفظ آخذ بالتطوّر، ويبدأ الغناء والرقص، كلّ يغني بلغته ويرقص فولكلوره. لكن الفيروس حلّ ضيفاً ثقيلاً بينهم. هو هنا، وهم في حالة هلع، لا يعرفون ما ينتظرهم. مسافة الطريق ويخترق كورونا أجسادهم.
عتيق هو كوكب الأرض. كان يخرج إلى العالم بالأبيض والأسود. والألوان بيّنت تفاصيل كنا نجهلها. وكورونا حلّ ضيفاً غداراً. لكنّه لن يبقى كذلك. سنصير جزءأ منه، ويصير جزءاً منّا. هل نخسر أرواحنا؟ لا شيء مضمون. ننتظر. ويواسينا أننا نُصاب جماعةً وقد نموت جماعة. يُمسك بعضنا بأيادي بعض، ونودّع أحياءً أحببناها. وتحت التراب، نستلقي معاً ونستمع إلى الموسيقى. وربّما نتشاجر.
خبثاء وطيّبون في مكان واحد. هذه لعنة. لكنّ كورونا يُجبرنا على ذلك. لا بأس. المعقّمات قد تكون مُفيدة هنا، وهي كثيرة. حتّى إن الاختيار بات صعباً، خلال البحث عن القاتل الأشرس بينهما. ها هو الجار الإيطالي نفسه يرقص الدبكة، والقاطنون في الشقة السفلى تضايقوا من خبطة قدميه. جلبوا العصا الخشبية وراحوا يطرقون على السقف.