رئيس جامعة سودانية يعتذر بعد اعتدائه بالضرب على طالبات

14 يناير 2018
تضامن السودانيون مع الطالبات (Getty)
+ الخط -



وجه رئيس جامعة الأحفاد للبنات، البروفسور قاسم بدري، خطاباً للرأي العام السوداني، يوم السبت، أعلن خلاله اعتذاره عن حادثة اعتدائه بالضرب على طالبات بالجامعة، لمنعهن من الخروج في مظاهرات احتجاجية على غلاء الأسعار.

وانتشرت الأربعاء الماضي، ثلاثة مقاطع فيديو قصيرة يظهر فيها رئيس الجامعة وهو يصفع طالبة على خدها ويشتبك مع أخرى، ويتأهب لضرب أخريات، في تصرف أثار حالة من الجدل والغضب على وسائط التواصل الاجتماعي والصحافة السودانية.

وشن آلاف المتداخلين هجوماً على بدري، مشيرين إلى أن تصرفه يتناقض مع أهداف الجامعة ومناهجها ونشاطها العام المهتم بتكريس مبادئ حقوق المرأة، ورعاية المنظمات الناشطة في هذا المجال.

ويوم الخميس الماضي، وهو اليوم التالي للحادثة، أجرت عدة صحف سودانية حوارات مع رئيس الجامعة، برر فيها اعتداءه بـ"خوفه على حياة الطالبات من ردة فعل الشرطة، حال خروجهن للشارع العام للاحتجاج على موجة الغلاء".

غير أن ما أثار حمم الغضب عليه أكثر، هو قوله إن تصرفه المثير الجدل لم يكن الأول من نوعه، وسبقته حالات أخرى، رافضاً بشدة فكرة الاعتذار، ومؤكداً أنه سيكرر التصرف لو تكرر الموقف.

وعلى الرغم من توسع حجم الحملة على رئيس الجامعة إلا أن آخرين مضوا في الدفاع عنه، باعتباره "يتعامل مع طالباته من منطلق أبوي بحت، وأنه لم يقصد مطلقاً إهانتهن". إلا أن تلك المبررات والدفوعات، لم توقف الحملة التي انضمت لها لاحقاً أحزاب سياسية وحقوقيون ومنظمات ناشطة في الدفاع عن المرأة، وجمعيهم طالبوا رئيس الجامعة بالتراجع والاعتذار.

لكن كانت المفاجأة التي صدمت البعض، يوم الخميس الماضي، كانت حينما نظمت طالبات الجامعة مسيرة داخلية، بغرض "الاعتذار لرئيس الجامعة عما أصابه بسببهن".

وقال قاسم بدري في خطابه إنه "يتحمل كل المسؤولية عما حدث يوم الأربعاء راجياً من الجميع أن يفهم أن مقصده كان وسيظل هو حماية الطالبات من أية مخاطر قد يتعرضن لها خارج أسوار الجامعة".

وأضاف: "إذا أدى ذلك لانعكاسات سلبية لدى البعض، فإنني أود أن أؤكد أن الجامعة تسير في طريقها القويم"، متمنياً أن يكون خطابه بمثابة اعتذار لمن يهمه الأمر.

ويعد قاسم بدري، واحدا من أحفاد بابكر بدري رائد تعليم البنات في السودان بتأسيسه في عام 1903، أول مدرسة حديثة لتعليم البنات في مدينة رفاعة بوسط السودان، فيما طور الابن يوسف بدري، الفكرة في العاصمة الخرطوم بإنشاء مؤسسة تعليمية، مضت في التطور على يد الحفيد قاسم بدري، حتى وصلت لجامعة معترف بها عالمياً.

المساهمون