موجة نزوح عكسية في مدن نينوى.. والحكومة لا تحرك ساكناً

23 نوفمبر 2018
ضاقت بهم سبل العيش فعادوا إلى المخيمات (Getty)
+ الخط -
كشف مسؤولون محليون في محافظة نينوى شمالي العراق، اليوم الجمعة، عن تسجيل موجة نزوح عكسية لعشرات العائلات في مناطق عدة من المحافظة، منها الموصل والبعاج وربيعة وحمام العليل وبلدات سهل نينوى وسنجار وتلعفر ومناطق وقرى مختلفة، إلى مخيمات النزوح مجددا في "حسن شام" و"الخازر" و"مخمور"، وذلك بعد أن ضاقت بهم سبل العيش، وعجزوا عن تأمين منازل تؤويهم بعد تلك التي دمّرها تنظيم "داعش".

وقال مسؤول محلي في الموصل، لـ"العربي الجديد"، إنّ "العائلات التي دُمرت منازلها والتي فقدت مصادر رزقها، عادت من جديد إلى المخيمات"، مؤكدا أنّ "الهجرة العكسية تزداد، بسبب ضنك العيش وعدم وفاء الحكومة بوعودها للنازحين".

من جهته، قال عضو المجلس المحلي لمحافظة نينوى، حسام الدين العبار، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الخطة الموجودة في إدارة نينوى تركز على إفراغ المخيمات من النازحين، وإعادتهم إلى منازلهم، ولكن هناك عودة إلى المخيمات من جديد، وذلك لعدم امتلاك المواطنين مساكن، بعد أن دُمرت منازلهم، وأيضا بسبب مشاكل أمنية".

وأضاف "هناك عائلات ليس لديها عمل ولا مصدر للدخل، مما حتّم عليها العودة إلى المخيمات، لتوفُّر الغذاء والدواء وغيرها من الخدمات المجانية".

وفي السياق، أكد مسؤول جمعية البارزاني الخيرية، رزكار عبيد، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الأوضاع في القيارة (جنوبي الموصل) وفي أطراف نينوى وداخل المحافظة، ومنها مناطق البوسيف والجزيرة وبادوش وغيرها، وتهديدات خلايا تنظيم "داعش"، تسببت في النزوح العكسي من المدن والقرى إلى المخيمات".

وأوضح أنّ "مخيمَي حسن شام والخازر يستقبلان يوميا 50 نازحا، ولا يوجد أي دعم لنا من الحكومة". داعيا، الحكومة، إلى "التدخل ودعم مخيمات النزوح، خاصة بعد أن مرت سنوات على بنائها، وأصبحت غير صالحة للسكن، وتحتاج الأموال لدعمها".

وقال أحد النازحين، ويُدعى عباس خليل، لـ"العربي الجديد"، إنّه "ترك منزلا استأجره لعدة أشهر وعاد إلى المخيم، بسبب عدم امتلاكه ثمن الإيجار، وعدم قدرته على إعمار منزله المدمر، كما أنه فشل في العثور على وظيفة بدلا من التي كان يعمل فيها في معمل أدوية الموصل الذي دُمر هو الآخر خلال الحرب".

وتابع "لديّ أقارب كثر نزحوا وتركوا قراهم في أطراف سنجار وربيعة والبعاج والشرقاط أيضا، واستقروا في المخيمات، بسبب هجمات داعش المتكررة عليهم".




ويثير الملف الأمني في الموصل، مخاوف القيادات الأمنية والعسكرية العراقية، على حد سواء، التي تجد في هجمات داعش المتكررة تهديدا متواصلا عليها. وقد أجرى رئيس أركان الجيش، الفريق أول الركن عثمان الغانمي، جولة تفقدية للقطعات العسكرية في الموصل، يرافقه معاونه للعمليات نائب قائد العمليات المشتركة وعدد من ضباط هيئة الركن.

وذكر مسؤولون عسكريون عراقيون في المحافظة، أن الخوف من سقوط مدن كاملة في يد داعش غير واقعي حاليا ولا يمكن حدوثه، غير أن الهجمات المتكررة تمثل استنزافا كبيرا لقوات الأمن، وتهديدا للمدنيين، على حد سواء.

المساهمون