عراقيون ينضمون للمليشيات طمعاً في المال والسلطة

30 ديسمبر 2016
سطوة المليشيات تتزايد في العراق (سكوت نيلسون/Getty)
+ الخط -


يتردد الخمسيني العراقي عباس النداوي، في موافقة ابنه على الانضمام إلى المليشيات، لأنه يخشى أن يتورط في انتهاكات بحق مدنيين أبرياء، لكنه لا ينكر أن انضمام الابن للمليشيات سيضمن للعائلة الأمان.

وباتت المليشيات في العراق، القوة صاحبة النفوذ الأوسع على الأرض، وهو ما يفسر عدم محاسبة أفرادها أو قادتها رغم الأدلة الكثيرة التي تكشف اشتراكهم في انتهاكات إنسانية، لدواع طائفية.
يفكر النداوي في نصيحة إخوته وأبناء عمومته بالموافقة على انضمام ولده الشاب إلى صفوف إحدى المليشيات، "جميعهم يعتقدون أنهم بلا سند في الحكومة والأجهزة الأمنية، وأنهم معرضون في أي وقت للاعتقال أو مداهمة بيوتهم وسرقة محتوياتها، ويعتقدون أن انضمام أبنائهم للمليشيات يمنحهم الأمان"، بحسب النداوي.

ويوضح لـ"العربي الجديد"، أن مناطق سكنهم في قضاء التاجي، شمالي بغداد، تتعرض باستمرار إلى مضايقات المليشيات، وأن العديد من الأهالي قتلوا أو اعتقلوا على يد عناصر مليشيا في أوقات مختلفة خلال الأعوام العشرة الأخيرة.

ووفقاً لما وثقه "العربي الجديد"، نقلاً عن سكان في عدد من مناطق "حزام بغداد"، فإن مئات العوائل رحلت عن قراها، فضلاً عن هروب شباب إلى مدن أخرى أو السفر خارج البلاد بسبب استهداف المليشيات.

يقول حمد السعيد، من وجهاء قبيلة العبيد في قضاء التاجي، إن "الكثير من الرجال والشباب تعرضوا للاعتقال أو الخطف. المليشيات وراء كل ما يجري"، وأضاف: "نصح كبار السن الشباب أن ينضموا للمليشيات، فهم بذلك يحصنون أنفسهم من الخطف والاعتقال، ويوفرون حماية لقراهم وعوائلهم. المليشيات لن تعتدي على منطقة تسكنها عوائل مؤيدة لها، وانضمام شبابنا يعني تأييدنا لهم".


الانضمام للمليشيات لا يعني الولاء، بل يتطلب إثباتاً آخر يتعلق بالاعتقاد الديني، حسب ما يروي شاب من إحدى قرى حزام بغداد، صار ينتمي لإحدى المليشيات.

وقال الشاب، طالباً عدم الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد": "عليّ أن أوافقهم على ما يؤمنون به من عقائد، رغم أنهم يسيئون بشكل مقزز لرموز دينية أؤمن بها، رغم ذلك لا أعترض لأن اعتراضي يعني عدائي لهم".

وأضاف: "يشجعني أهلي وأقاربي على البقاء في صفوف المليشيا، لأن وجودي وآخرين من أقاربي ضمن المليشيات يبعث الطمأنينة في قريتنا التي تعرضت في سنين سابقة لاعتداءات من قبل المليشيات".

المال دافع آخر، فعنصر المليشيات يتلقى ضعف ما يتلقاه الجندي بالجيش، وثلاثة أضعاف ما يتلقاه الموظف العادي في دوائر الحكومة، حيث ترصد له مخصصات داخلية وإعانات خارجية، بحسب أحد عناصر المليشيات الجدد.

ويقول حسن أحمد، الذي انتمى لإحدى المليشيات، لـ"العربي الجديد": "المال وفير. نحن نتلقى مرتبات جيدة، وهناك هدايا من المراجع الدينية"، مبينا أنه ترك الجامعة للانضمام إلى المليشيا، فشقيقه الأكبر الذي أكمل الماجستير لا يجد ثمن السجائر، بينما هو يمتلك سيارة جديدة.

يشار إلى وجود أكثر من 65 مليشيا في العراق، بينها مليشيات لها سلطات واسعة، وهو ما يتضح من خلال بيانات تصدر من قبل قادتها، يهددون خلالها بلدانا مجاورة، فيما لا تتخذ الحكومة العراقية أي إجراءات قانونية حيال تلك التهديدات.


المساهمون