وتجمع المئات من السكان الغاضبين أمام مستشفى البشير بن ناصر في ولاية الوادي، رافعين شعارات تطالب بإقالة وزير الصحة محمد ميراوي، ومدير الصحة بالولاية ومدير المستشفى وكافة المسؤولين الذين لهم علاقة بالحادث.
وأشار الأهالي المحتجون إلى أن هذا المستشفى تحول في الفترة الأخيرة إلى "مسلخ"، بسبب سوء التسيير، مؤكدين أن ملحقاً قريباً تابعاً للمستشفى ذاته سبق أن تعرض لحريق قبل عام من الآن.
وذكر الإعلامي عادل الشيخ لـ"العربي الجديد"، أن حالة من التوتر والغضب تسود في محيط المستشفى، ما دفع السلطات إلى إرسال تعزيزات أمنية إلى المكان، لتهدئة السكان الغاضبين، مشيرا إلى وجود مساع ونداءات من قبل قوى وفعاليات المجتمع المدني تدعو إلى التهدئة لمنع انزلاق الأوضاع بسبب الصدمة الكبيرة التي خلفها الحادث.
وقال محمد بالشيخ لـ"العربي الجديد"، إن أحد أقاربه فقد في الحادث توأما أنجبهما بعد ثماني سنوات من الزواج بعد القيام بعمليات تخصيب جراحية، وأضاف "قريبي يعيش حالة من الصدمة والذهول منذ الصباح، وفشلت كل محاولاتنا لإقناعه بأن ما جرى قضاء وقدر".
وقال مدير وحدة الدفاع المدني في مدينة وادي سوف، أحمد بادسي، لـ"العربي الجديد"، إن أعوان الدفاع المدني وجدوا خمسة جثامين لرضع وقد احترقت، فيما توفي الثلاثة الآخرون في المكان اختناقا، وقاموا بنقل بقية الرضع إلى خارج المستشفى، مشيرا إلى أن التدخل منع انتقال الحريق إلى باقي غرف المستشفى، الذي تعرض لحريق خلال السنة الماضية.
وقرر وزير الصحة الجزائري محمد ميراوي فور وصوله إلى مكان الحادث، إقالة مدير الصحة بالولاية، والوقف التحفظي لمدير المستشفى والأعوان الداخليين، وإحالة كامل الفريق الطبي العامل في الفترة الليلية أمس، إلى التحقيق لمعرفة وتحديد المسؤوليات.
ورفضت بعض عائلات الضحايا استقبال الوزير الذي حاول تقديم التعازي لها باسم الحكومة، فيما واجهه تجمع للسكان الغاضبين قبالة المستشفى بهتافات تطالب برحيله، ورحيل والي الولاية.
وبادر ناشطون في ولاية وادي سوف إلى نشر صور من داخل المستشفى، تظهر الوضع المأساوي للمنشأة الصحية، وأكدوا أن إدارة المستشفى قامت بتنظيف ما أمكنها اليوم، قبيل قدوم وزير الصحة، في محاولة لتلافي تحميلها أي مسؤولية عن الحادث.
وقال الناشط عبد الحميد إبراهيمي لـ"العربي الجديد"، إن المنشأة كانت في حالة كارثية تتنافى مع كل متطلبات الصحة العامة، وأنه سبق للناشطين كشف ذلك في وقت سابق، لكن الإدارة تغاضت عن ذلك.
— الإذاعة الجزائرية (@radioalgerie_ar) September 24, 2019 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
ويتخوف متابعون من أن يرتفع عدد الأطفال الرضع ضحايا الحريق إلى أكثر من ثمانية، من بين الرضع الذين نقلوا من مكان الحادث إلى مستشفى مجاور لإنقاذهم، ما قد يزيد غضب السكان.
وشبّ الحريق، فجر اليوم، في المستشفى المختص بالولادة، فلقي ثمانية رضع حتفهم حتى الآن. وأعلنت مصالح الدفاع المدني أن الحريق نشب عند الرابعة فجرا، وأنها تمكنت من إنقاذ 76 شخصا، منهم 11 رضيعاً، و37 امرأة و28 عامل وعاملة بالمستشفى.
وأشار المصدر إلى أن تدخل فرقها منع انتشار الحريق في الأقسام الأخرى من المستشفى ووقوع مزيد من الضحايا، وهذا ما أكدته وحدة الدفاع المدني بمدينة وادي سوف في بيان لها، وأن سرعة تدخل أعوانها منعت انتقال الحريق الى باقي أقسام المستشفى ووقوع ضحايا آخرين.
— Mohamed Benguit (@benguit_mohamed) September 24, 2019
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وأعلن رئيس الحكومة نور الدين بدوي أنه يتابع الوضع عن كثب، وأن وفداً برئاسة وزير الصحة وإصلاح المستشفيات الجزائري الدكتور محمد ميراوي توجه إلى المدينة لمتابعة الوضع وزيارة أهالي الضحايا.
وأمر رئيس الحكومة بفتح تحقيق في الحادث، كما أعلن القضاء الجزائري عن فتح تحقيق لمعرفة ملابسات الحادث.
وبحسب وزير الصحة، الذي تحدث صباح اليوم في الإذاعة الحكومية قبل توجهه إلى مدينة وادي سوف، فإن "التحقيقات الأولية تشير إلى شرارة كهربائية في الجهاز الكهربائي الطارد للبعوض كسبب أولي لنشوب الحريق في مصلحة الرضع الجدد".