مسلمو أميركا: على ترامب وقف اتهاماته لأنها تشجع العنف

08 ديسمبر 2015
ساركر حق مسلم أميركي اعتُدي عليه (فرانس برس)
+ الخط -
حث مسلمو أميركا أبرز المرشحين لتمثيل الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية، دونالد ترامب، على وقف تصريحاته ضدهم، وآخرها دعوته إلى منع تام لدخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، بعدما تعرض صاحب أحد محال نيويورك للضرب في ما يعتقد أنه جريمة بدافع الكراهية.

وتأتي تصريحات ترامب الشديدة اللهجة في إطار ما وصفه ناشطون بأنه حملة غير مسبوقة ضد المسلمين بعد اعتداءات باريس وغطلاق النار في كاليفورنيا الذي نفذه زوجان مسلمان.

وقال أحمد شديد، الذي انتقل من مصر للإقامة في الولايات المتحدة في 1980 ويحمل إجازة في الهندسة الزراعية، ويدير حاليا وكالة سفريات "إنه يعطي الناس الحق بإيذائنا".

وتحدث شديد الذي يدير المركز الإسلامي في مدينة جرزي، في أحد المساجد متهما ترامب باثارة الكراهية والعنف. وقال "أنا أطلب منه، أتوسله أن يوقف كل هذه الاتهامات"، داعيا إياه إلى النظر إلى "المجموعة المسلمة على أنها جزء من النسيج الأميركي، ونحن قسم من أميركا ولن نذهب إلى أي مكان آخر".

ويعبر المسلمون الأميركيون عن خوفهم ويتحدثون عن تعرض نساء محجبات لإهانات، أو عن إطلاق نار على سائق سيارة أجرة مسلم من الخلف أثناء عيد الشكر، أو العثور على رأس خنزير أمام مسجد في فيلادلفيا.

وقبل ساعات على دعوة ترامب إلى وقف هجرة المسلمين، التقى قادة مسلمون من نيوجرزي، مدعون أميركيون لكي يطلبوا منهم أن يأخذوا جرائم الكراهية المفترضة بحق المسلمين على محمل الجد.

ويقول مجلس العلاقات الأميركية-الإسلامية، أكبر مجموعة مدافعة عن الحقوق المدنية للمسلمين في الولايات المتحدة، إنه أحصى موجة من التجاوزات والتخريب وأعمال التمييز الشهر الماضي.

وقال مدير المجلس، نهاد عوض، خلال مؤتمر صحافي في واشنطن: "إنها أمور متهورة وتتعارض مع قيم أميركا. يبدو ترامب وكأنه زعيم عصابة أكثر مما هو زعيم لأمة عظيمة مثل أمتنا".

ورغم عدم وجود احصاءات دقيقة، إلا أن مجموعة المسلمين الأميركيين تتحدر بمعظمها من مهاجرين والعديد منهم نجحوا في الأعمال بعد قدومهم من آسيا والشرق الأوسط بحثا عن مستقبل أفضل.

وأظهر تحقيق أعده مركز بيو للإحصاء في 2011، وجود 2.75 مليون مسلم في الولايات المتحدة، رغم أن قادة المسلمين يقولون إن عددهم يتراوح بين ستة ملايين و12 مليونا.

وبعد إطلاق النار في كاليفورنيا الذي أوقع 14 قتيلا الأسبوع الماضي، دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما، الأميركيين إلى عدم التفرقة بحق المسلمين، فيما دعا المسلمين بدورهم إلى بذل المزيد من الجهود "للتصدي بدون أعذار" لعقيدة المتطرفين.

وقال شديد إن هذا الخطاب جعله يشعر بالفخر لكونه أميركيا، بعدما أصر ترامب، رغم وجود أدلة معاكسة، على أن عددا كبيرا من العرب الأميركيين في مدينة جرزي احتفلوا عند وقوع اعتداءات 11 سبتمبر/أيلول 2001.

وأضاف "نحن نعاني، ونحن خائفون. نحن نخاف من أشخاص مثله. لو كان ترامب متواجدا على الساحة عند وقوع اعتداءات 2011، وأدلى بتصريحات مماثلة لكان كثيرون منا تأذوا بالتأكيد".

من جانب آخر، قال ساركر حق، صاحب متجر في نيويورك، إنه تعرض للضرب على رأسه من قبل رجل هدده بقتل المسلمين. وأضاف أن رجلا دخل محله ظهر السبت، ثم حمل رزمة الصحف التي تظهر على صفحتها الأولى صورة المرأة التي أطلقت النار في كاليفورنيا قائلا: "كل شيء مجاني في هذا المحل؟".

وتابع أن الرجل وهو أبيض خمسيني قام بضربه على رأسه قائلا "أريد أن أقتل مسلمين". وأضاف أن الرجل ضربه أيضا على وجهه وقام بركله ما اضطره لدخول المستشفى. ولا تزال أثار الكدمات ظاهرة على وجهه.

وقال إن هذا الهجوم أثار مشاعر الخوف لديه للمرة الأولى، مؤكدا "لم أشعر أبدا في السابق بعدم الأمان، والآن علي التنبه أكثر".

وقالت الشرطة إن المشتبه به أوقف بتهمة الاعتداء. وقال حق إنه يعتقد أنها جريمة كراهية.

وفي بلدة هاكنساك قرب نيوجرزي أيضا، تقول نجيبة صالح، وهي أم لأربعة أولاد إنها عاشت في أميركا على مدى السنوات الثلاثين الماضية وتشعر الآن للمرة الأولى بالخوف على سلامتهم.

وقالت "الآن لدي أولاد وأخاف عليهم"، مضيفة أن أولادها يتوجهون أربعة أيام أسبوعيا إلى منزل صديق لتعلم القرآن. وأن بناتها "حين يغادرن، يضعن الحجاب وهذا الأمر يشعرني بالخوف لأن شخصا ما قد يراهن ويستهدفهن".


اقرأ أيضا:إسلاموفوبيا في الدنمارك: الاعتداء على صحافي ملتحٍ... "يُشبه المسلمين"!