وانعكس تهاوي سعر الليرة السورية على الأسواق، فارتفعت الأسعار بنحو 35% عمّا كانت عليه الشهر الماضي، مع توقعات بتراجع الإنتاج وسط إحجام التجار عن استمرار الاستيراد، بعد وقف التمويل من مصرف سورية المركزي، وفرض وضع 40% من قيمة عقود الاستيراد في المصارف السورية بالدولار، لدعم الليرة.
ويقول المحلل المالي علي الشامي من دمشق، لـ"العربي الجديد"، اليوم الإثنين، إنّ "أسواق الصرافة تشهد إغلاقات وجموداً وامتناعاً عن البيع والشراء، بواقع التهاوي السريع لسعر العملة، وعدم وجود أي مؤشرات على تدخل الدولة، بالتوازي مع طلب الدولار من التجار والمواطنين الذين يبدلون حتى مدخرات بسيطة".
ويضيف الشامي أنّ "سعر صرف الدولار بالمناطق التي يسيطر عليها بشار الأسد، أعلى منه في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، ففي إدلب شمال غربي البلاد، لا يزيد سعر الدولار عن 850 ليرة اليوم، في حين اقترب من عتبة الـ900 ليرة بحلب شمالاً والعاصمة دمشق"، معللاً ذلك بعرض الدولار شمال غربي سورية، جراء التحويلات الخارجية، والأجور بالدولار التي تدفعها المنظمات الدولية للعاملين معها بالمناطق المحررة.
ويؤكد المحلل السوري على تهافت السوريين على المعادن الثمينة، بواقع تشديد الرقابة الأمنية على أسواق الصرافة، ما أدى لارتفاع أسعار الذهب أكثر من 5 آلاف ليرة، خلال شهر، مع توقعات بمزيد من ارتفاع أسعار العملات الأجنبية والذهب وتهاوي سعر الليرة، لتبلغ أكثر من ألف ليرة، نهاية العام الجاري.
الذهب يرتفع لمستوى قياسي
وقالت جمعية الصاغة بدمشق، اليوم الإثنين، إنّ سعر غرام الذهب عيار 21 قيراطاً، ارتفع بمقدار 4800 ليرة، خلال شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، بعد أن قفز سعره من 27200 ليرة إلى 32000 بحسب إقفال سعره، يوم السبت، ليسجل الغرام ارتفاعاً بنحو 15%، خلال شهر، وهو الأعلى في تاريخ الذهب السوري.
وبيّنت الجمعية، أنّ الذهب ارتفع بنسبة 91.4% عما كان عليه، في بداية العام، ليرتفع بمقدار 14500 ليرة من 17500 ليرة إلى 32000، بحسب إغلاق 30 نوفمبر/ تشرين الثاني، ما قيمته 14800 ليرة.
وتضيف جمعية الصاغة السورية أنّ سعر الأونصة الذهبية السورية، قفز خلال شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، بشكل قياسي ما قيمته 170 ألف ليرة من 982 ألف، في بداية الشهر، إلى مليون و152 ألفا و600 ليرة، اليوم، بنسبة ارتفاع نحو 15%، كما ارتفع سعر الليرة الذهبية السورية من 223 ألف ليرة إلى 261 ألفا، بنهاية نوفمبر/ تشرين الثاني، بقيمة ارتفاع بلغت 38 ألف ليرة.
وتقول مصادر من دمشق، لـ"العربي الجديد"، إنّ مخاوف انهيار العملة السورية، انعكست على سوق دمشق للأوراق المالية، أمس الأحد، و"لم تشهد البورصة أي نوع من أنواع الصفقات الضخمة، فيما بلغ عدد الصفقات المنفذة 77 صفقة".
وكانت قيمة تداولات بورصة دمشق قد انخفضت، لتصبح حوالي 40 مليون ليرة سورية، بعد ما كانت قد أغلقت، الخميس، على قيمة تداول بنحو 60 مليون ليرة.
وانخفض مؤشر سوق دمشق المثقل بالقيمة السوقية "Dwx" بقيمة تبلغ 27.47 نقطة، ونسبة قدرها 0.50%، وبلغ انخفاض مؤشر الأسهم القيادية المثقل بالأسهم الحرة "Dlx" 5.59 نقاط، ونسبة تغير قدرها 0.65%.
ويشير تقرير البورصة، إلى أنّ أكثر الأسهم انخفاضاً، هي أسهم كل من "بنك الشرق" و"الأهلية للزيوت"، و"فرنسبنك سورية"، و"بنك الشام"، و"بنك سورية الدولي الإسلامي"، فيما لم يكشف التقرير اليومي للبورصة عن أي سهم مرتفع.
وكان التداول بحده الأدنى، على أسهم "بنك سورية الدولي الإسلامي"، و"بنك البركة سورية"، و"الشركة الوطنية للتأمين"، و"شركة إسمنت البادية".
ولم تجر شركات "آروب سورية"، و،العقيلة للتأمين التكافلي"، و"بنك عوده سورية"، و"بنك بيمو السعودي الفرنسي"، و"بنك سورية والمهجر"، و"المصرف الدولي للتجارة والتمويل"، و"الشركة المتحدة للتأمين"، أي صفقات في السوق النظامية للبورصة، أما السوق الموازية فلم تحصل فيها أي صفقة.