حج المصريين...لمن استطاع إلى الدولار سبيلاً

22 مارس 2016
الجنيه المصري يتهاوى أمام الدولار (Getty)
+ الخط -
تسبب الارتفاع غير المسبوق في سعر صرف الدولار الأميركي أمام الجنيه المصري، في ارتفاع تكاليف العمرة والحج للمصريين بشكل كبير، نتيجة صعود الريال السعودي المرتبط سعر صرفه بالعملة الأميركية.
وتشهد أسواق الصرافة ارتفاعاً كبيراً في سعر الريال مقابل الجنيه، ليتجاوز أكثر من ثلاثة جنيهات في السوق السوداء، بينما سعره في المصارف يبلغ نحو 2.36 جنيه للشراء و2.38 جنيه للبيع.
ولم يعد الشح في العملات قاصرا على الدولار في سوق الصرافة المصرية، وإنما امتد إلى العملات العربية أيضا، ما دفع مصرفي "الأهلي" و"مصر" الحكوميين، وهما أكبر مصرفين في مصر، إلى طرح شهادات استثمار الأسبوع الماضي للأفراد بعائد كبير يصل إلى 15%، مقابل التنازل عن أي عملات أجنبية أو عربية.
ويتزامن شح العملات العربية، ولا سيما الريال السعودي، مع وقت يزداد فيه الطلب على العملة مع اقتراب مواسم العمرة في أشهر رجب وشعبان ورمضان، التي تبدأ من أبريل/نيسان وحتى الأسبوع الأول من يوليو/تموز، وكذلك الحج في سبتمبر/أيلول المقبل.
ويشكو الكثير من المواطنين وأصحاب شركات السياحة من اختفاء الريال من المصارف وشركات الصرافة، فيما تشير التقديرات إلى أن الارتفاع في تكاليف العمرة والحج يصل إلى نحو 30%.
وقال بلال خليل، نائب رئيس شعبة الصرافة في اتحاد الغرف التجارية، لـ"العربي الجديد"، إن سعر الريال اعتاد على الارتفاع كل عام مع اقتراب شهر رمضان، إلا أن هذا العام سجل زيادة كبيرة مقارنة بالأعوام السابقة، متوقعاً استمرار ارتفاع الريال داخل السوق الموازية (السوداء) ما لم يتدخل المصرف المركزي لحل الأزمة.
وأضاف أن الوارد من الريال للسوق المصري تراجع بنسبة كبيرة لعدة أسباب، من بينها ضعف تحويلات المصريين العاملين في السعودية، وضعف الصادرات المصرية إلى المملكة خلال السنوات الماضية، فضلاً عن التراجع الكبير في السياحة السعودية لمصر. وأشار إلى أن هناك بعض شركات الصرافة تقوم بتخزين الريال بسبب الزيادة المتوقعة في الأسعار وارتفاع الطلب عليه من جانب المعتمرين والحجاج، بينما في المقابل تحدد الكثير من المصارف مبالغ لا تتجاوز 600 ريال لكل جواز سفر عليه تأشيرة عمرة، الأمر الذي زاد من الأزمة داخل السوق.
وأكد رئيس إحدى شركات السياحة، أن الريال السعودي مرتبط بالدولار، ومن الطبيعي أن يزداد سعره طالما تسجل العملة الأميركية قفزات أمام الجنيه. وقال أحمد جمال، الذي يعمل مدرساً ثانوياً ويعتزم المضي قدما في إجراءات الحج لهذا العام، إنه يعمل منذ سنوات لتدبير نفقات الحج، لكن صعود الدولار بشكل كبير، أدى إلى تغيير حساباته، مضيفا: "للأسف الحج أصبح لمن استطاع إلى الدولار سبيلا".
وخفض المصرف المركزي المصري قبل نحو أسبوع سعر صرف الجنيه بنسبة 14.5%، ليصل سعر الدولار إلى 8.85 جنيهات، مقابل 7.83 جنيهات سابقا، بينما يبلغ في السوق السوداء 9.50 جنيهات، وفق متعاملين.
وقال حاتم القرنشاوي، الخبير الاقتصادي، إن الزيادة المتوقعة في تكاليف العمرة والحج خلال العام الحالي تفوق الـ30% مقارنة بالعام الماضي، مشيرا إلى ضرورة تدخل الحكومة لضبط الأسواق.



اقرأ أيضا: "فيتش" تتوقع استمرار تراجع الجنيه المصري
المساهمون