حملات شعبية في تركيا لدعم الليرة

27 مايو 2018
تحركات شعبية لإنقاذ العملة التركية (Getty)
+ الخط -
أطلق مواطنون أتراك وجاليات عربية، حملات لدعمالليرة التركية، واعتبروا أن ما يحدث هو "استهداف خارجي" متعمد.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دعا، أول من أمس، المواطنين إلى تحويل مدخراتهم بالدولار واليورو إلى الليرة، لدعم العملة التركية التي خسرت نحو 20% من قيمتها مقابل الدولار منذ بداية العام. وقال أردوغان أمام حشد في مدينة أرضروم شرق البلاد، قبيل الانتخابات البرلمانية والرئاسية المزمع إجراؤها في 24 يونيو/ حزيران: "إخواني الذين يحتفظون بالدولارات واليورو تحت الوسادة، اذهبوا وحولوا أموالكم إلى الليرة. سنحبط هذه اللعبة معاً".
ومن جانبها، تقول مديرة حملة "نحن نستطيع" لدعم الليرة، عبير الحفار، إن الهدف من الحملة التي أطلقت، أمس، هو رد الجميل لتركيا ومساندتها السوريين بالأوقات العصيبة، معتبرة أن رسالة الحملة لاقت صدى واستجابة من السيدات السوريات، وتم خلال ساعات، تبديل آلاف الدولارات للعملة التركية.
كما أطلق، مدير مؤسسة "زدني علماً" التعليمية بإسطنبول، محمد زبدية، حملة لمساندة الليرة التركية عبر وسائل التواصل الاجتماعي وصفحات مؤسسته ولاقت الحملة تأييداً من السوريين المقيمين بتركيا، نظراً لدور "زدني علماً" بتعليم اللغة التركية وفق الأساليب المبسطة المتضمنة أغانيَ ومقاربتها باللغة العربية.



وتقول المواطنة السورية منار يوسف: لاقت الحملة انتشاراً واسعاً، حيث تمت مشاركة "البث المباشر للدكتور زبدية من قبل 3375 مشاركاً على الفيسبوك" مشيرة لـ"العربي الجديد" إلى أن صدى حملة مؤسسة "زدني علماً" تعدى السوريين المقيمين بتركيا، ووصل إلى الجاليات العربية.
ومن جانبه، يرى مدير مركز صدى للدراسات وأبحاث الرأي، محمد برو، في حديثه لـ"العربي الجديد" أن من الطبيعي أن يتخوف الأتراك على تراجع سعر صرف عملتهم، وبالتالي أن يستجيبوا للنداءات التي أطلقها كثيرون، ومنهم رئيس الدولة رجب طيب أردوغان، لأن التضخم ينعكس سلباً على دخولهم.
ولاقت دعوة الرئيس التركي، استجابة شعبية، إذ تم تنظيم حملات عدة بالأوساط الشعبية التركية، وخرجت سيارات تنادي وتحض الأتراك، على تبديل العملات الأجنبية بالليرة التركية، كما جرى بحي الفاتح، أكبر أحياء إسطنبول، أمس.
ويعوّل مراقبون على لقاء، اليوم الإثنين، الذي سيجمع نائب رئيس الوزراء محمد شمشك ومحافظ البنك المركزي مراد تشيتين كايا، مع ممثلي المؤسسات المالية والمستثمرين، في إسطنبول، في تعافي سعر صرف الليرة التركية التي تشهد تراجعاً أفقدها أكثر من 20% من قيمتها خلال العام الجاري، ووصلت إلى أدنى سعر على الإطلاق الأربعاء الفائت "4.92 ليرات للدولار" قبل أن تتعافى نسبياً ليدور الدولار حول 4.7 ليرات خلال اليومين الماضيين.
وتشير مصادر لـ"العربي الجديد" إلى أن المسؤولين التركيين، سينتقلان بعد لقاء إسطنبول، اليوم، إلى بريطانيا للقاء مديري الصناديق الأجنبية، ورجال الأعمال، لبحث الأسباب الخارجية لتراجع سعر صرف الليرة التركية.
وكانت تركيا قد اتخذت خلال الأسبوع الماضي، قرارات عدة لوقف نزيف الليرة؛ إذ رفع المصرف المركزي من سعر الفائدة على الإقراض، من 13.5% إلى 16.5%، كما حولت بورصة إسطنبول جميع العملات الأجنبية الزائدة عن احتياجاتها على المدى القصير، إلى الليرة.

المساهمون