مصر..الإسمنت "المغشوش" يضرب العقارات

16 مارس 2016
الأف العقارات تواجه السقوط (GETTY)
+ الخط -

أكد المركز القومي لبحوث الإسكان والبناء في مصر، أن سبب زيادة كوارث انهيار العقارات في البلاد خلال الأيام الأخيرة، هو انتشار الإسمنت المغشوش بطريقة كبيرة، من خلال خلط الإسمنت بالتراب وبرادة الحديد وإعادة توزيعه في الأسواق، ويأتي ذلك رغم أن معظم تلك العقارات حديثة.

وكشف المركز القومي للبحوث في دراسة حديثة، أن هناك نحو 85 ألف عقار آيل للسقوط في القاهرة والإسكندرية والجيزة فقط، من بينها عقارات حديثة، فضلاً عن وجود نحو مليون عقار آيل للسقوط على مستوى البلاد، تهدد حياة أكثر من خمسة ملايين أسرة.
وتزايدت خلال الفترة الأخيرة حالات انهيار المباني في مصر، خاصة في القاهرة والإسكندرية، والتي كان آخرها انهيار عقار بمحافظة الإسماعيلية (شمال) أدى إلى وفاة أربعة أشخاص وإصابة العشرات، وأكد مصدر مسؤول في المحافظة أن المبنى هُدم في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مؤكداً أن جرائم "الإسمنت المغشوش" انتشرت في عدد كبير من مدن المحافظة، فضلاً عن "الحديد القديم" الذي يستخرج من العمارات بعد انهيارها ويعاد استخدامه مرة أخرى بسبب ارتفاع أسعار شراء الحديد.

ويرى أستاذ التخطيط العمراني في جامعة القاهرة طارق وفيق، في حديثه لـ "العربي الجديد"، أن التشققات المخيفة بعدد كبير من العقارات، خاصة الموجودة في بعض المدن الجديدة، والمباني الحديثة في عدد من الأحياء، سواء في العاصمة أو باقي المحافظات، مؤشر خطير على استخدام إسمنت قليل الجودة، مطالباً الحكومة ممثلة في وزارتي الإسكان والمحليات بضرورة مراقبة جودة الإسمنت قبل استخدامه، فضلاً عن متابعة الشركات.
وأضاف وفيق، أن شركات الخرسانة عليها التأكد من نوعية الإسمنت وجودته، من خلال المختبرات، مع التزامها بالمعايير القياسية. وقال إن بعض الشركات وعددا من المقاولين لا يبحثون عن الإسمنت الأكثر قوة، بل الأقل سعراً مهما كانت نوعيته رديئة، ما يؤدي إلى ضرر في المباني، والتغرير بالمشترين الجدد.

وفي نفس السياق، قال أستاذ التخطيط العمراني بجامعة القاهرة عبدالله العريان، لـ "العربي الجديد"، إن وجود شروخ وتآكل في الحديد المسلح بعدد كبير من المباني في محافظات مصر، دليل على استخدام أسمنت غير مطابق للمواصفات، متسائلاً: لماذا لا تحدث انهيارات في أحياء وسط القاهرة العتيقة والأثرية التي تشكل "مصر الفاطمية" والتي تم بناؤها منذ أكثر من 150 عاماً؟ مجيباً أن الإسمنت كان في ذلك الوقت يمتاز بالجودة العالية.
وأكد أستاذ الطرق بجامعة عين شمس علي زيدان، لـ"العربي الجديد"، أن غياب الرقابة أهم أسباب الأزمة، مشدّداً على أن المواطن هو الضحية.
المساهمون