حذّر تقرير صادر عن وكالة "بلومبيرغ" الأميركية من أن توسّع السعودية في توطين الوظائف، بات يُهدّد بقاء الشركات التي تعاني من أحوال مادية وتشغيلية صعبة جداً، بسبب التباطؤ الاقتصادي الذي ترزح تحته المملكة منذ سنوات.
ويلفت التقرير إلى أن طغيان الشباب على عدد السكان في المملكة يعني أن ثمن الفشل بالنسبة لحاكم السعودية الفعلي (محمد بن سلمان) قد يكون باهظاً. فإذا بلغ عدد كبير منهم سن الرشد ولم يجدوا فرص عمل بانتظارهم، قد يُجازف ولي العهد بانحسار الدعم الممنوح له أو حتى باندلاع اضطرابات.
التقرير ينقل معاناة السوري مهنّد فحّام الذي يتساءل عمّا إذا كان معرض الأثاث الذي يديره في الرياض يمكنه الاستمرار إذا ما استقدم مزيداً من السعوديين إلى مؤسسته التي تعاني أصلاً بسبب تراجع أداء الاقتصاد السعودي ككل، وهو ما دفعه إلى الإعلان عن تنزيلات في الأسعار وصلت إلى 60% لتشجيع الزبائن على الشراء.
ومن شأن تطبيق التاجر السوري، قراراً حكومياً لإحلال سعوديين بأجور أعلى محل معظم الموظفين الأجانب المهيمنين على قطاع تجارة التجزئة، أن يدفع بمؤسسته إلى حافة الهاوية، وفقاً لتعبير "بلومبيرغ".
هذا الواقع تعاني منه شركات كثيرة عملياً، بما لا يتلاقى مع تطلعات ولي العهد محمد بن سلمان، التي يقوّضها انجذاب السعوديين غالباً للعمل في القطاع العام بدوام أقل وأجور عالية وأمن وظيفي مضمون.
وبين التباطؤ الاقتصادي وميل السعوديين إلى الراحة، ارتفعت نسبة البطالة إلى 12.9%، مسجلة أعلى مستوى لها منذ أكثر من 10 سنوات، فيما يدخل إلى سوق العمل سنوياً حوالي ربع مليون شاب لم تعد المؤسسات الحكومية قادرة على استيعاب أعدادهم المتزايدة.
ودخلت المرحلة الأولى من حملة "السعودة" للتجزئة حيز التنفيذ هذا الشهر، حيث من المتوقع الآن أن يوظف وكلاء السيارات وباعة الملابس والأثاث والأواني المنزلية السعوديين في 70% من وظائف المبيعات.
ويُنظر إلى توظيف السعوديين على أنه عبء على الشركات التي تعتمد على العمالة الرخيصة من باكستان والهند ومصر واليمن، وفقاً لـ"بلومبيرغ"، التي تنقل لغراهام غريفيث، أحد كبار المحللين في "كونترول ريسكس" في دبي، قوله إن صغار تجار التجزئة، خصوصاً، سيصارعون من أجل تحقيق أهداف الحكومة، وقد يغلقون مؤسساتهم.
بالنسبة إلى العديد من الأجانب، تعتقد "بلومبيرغ" أن وقت العودة إلى الوطن ربما يكون قد حان، لينضم المغادرون الجدد إلى مئات الآلاف الذين غادروا المملكة في الآونة الأخيرة.