الحوثيون يستهدفون باب المندب مهددين مساراً دولياً للنفط

02 أكتوبر 2016
تهديد حركة الملاحة (صالح العبيدي/ فرانس برس)
+ الخط -

تجددت المخاوف من توقف حركة الملاحة في مضيق باب المندب (جنوب غرب اليمن)، بعد استهداف الانقلابيين الحوثيين، أمس السبت، سفينة بحرية إماراتية قبالة المضيق. وقال محللون اقتصاديون يمنيون لـ "العربي الجديد" إن تجدد المعارك قبالة باب المندب بعد عام على تحريره، سيؤدي هذه المرة إلى توقف طويل لحركة الملاحة في الممر الدولي.

ويمر من خلال مضيق باب المندب ما يربو على 4.7 ملايين برميل نفط خام، يومياً، تمثل نحو 5.4% من إجمالي إنتاج العالم من الذهب الأسود، وفق تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

وتعهد المتحدث باسم التحالف العربي اللواء أحمد عسيري، مساء أمس، بالعمل على تأمين سلامة السفن التي تأتي من باب المندب، وتوعد الحوثيين بإجراءات أكثر صرامة ودقة. وقال عسيري، في تصريحات: "الشأن في باب المندب دولي ويؤثر على مصالح دول العالم".

وأعلنت قيادة قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، مساء السبت، أنها قامت فجر اليوم نفسه بعملية إنقاذ لركاب مدنيين بعد استهداف المليشيات الحوثية للسفينة المدنية (سويفت) التابعة لشركة الجرافات البحرية الإماراتية.

وأوضحت، في بيان، أن السفينة كانت في إحدى رحلاتها المعتادة من وإلى مدينة عدن لنقل المساعدات الطبية والإغاثية وإخلاء الجرحى والمصابين المدنيين لاستكمال علاجهم خارج اليمن، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية.

رسالة رداً على نقل "المركزي"

واعتبر مراقبون، أن استهداف الحوثيين لسفينة إماراتية بعد مرور عام وثمانية أشهر على حرب اليمن، هي رسالة بأن قوات التحالف العربي وقوات الحكومة اليمنية لم تنجح في تأمين الخط الملاحي الدولي الذي يمر من باب المندب.

وأوضح المراقبون، أن الحادثة ستثير قلق شركات الشحن العالمية ومخاوفها من قدرة مليشيا الحوثي على تهديد باب المندب والخط الملاحي الدولي الذي يمر من خلاله مجدداً.


وقالت قوات الشرعية، الخميس، أنها تمكنت من استعادة السيطرة على منطقة كهبوب الاستراتيجية المطلة على ممر الملاحة الدولية "باب المندب".

وألمح قادة وناشطون حوثيون، خلال الأسبوع الماضي، إلى إمكانية تهديد مضيق باب المندب، كرد فعل على قرار الرئيس هادي نقل البنك المركزي اليمني من العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرتهم إلى العاصمة المؤقتة عدن (جنوب البلاد).

وهدد قيادي حوثي، عقب صدور قرار الحكومة اليمنية بنقل البنك المركزي من العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرتهم (الحوثيون) إلى مدينة عدن (جنوب)، باستهداف اقتصاد الخليج والعالم، في إشارة إلى باب المندب بحسب مراقبين.

وقال يوسف الفيشي، وهو عضو المجلس السياسي الأعلى المشكل بالمناصفة بين الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح، في بيان على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) ونقلته قناة المسيرة الحوثية، إن نقل البنك "سيسبب كارثة للخليج وسيضع أمن واقتصاد دول الخليج العربي في مهب الريح". 

وقال الناشط الحوثي عبد الملك الوادعي، أمس السبت، إن استهداف السفينة الإماراتية وبالقرب من باب المندب هي رسالة اقتصادية أكثر من كونها رسالة عسكرية. خصوصاً أن التحالف بدأ باستخدام الورقة الاقتصادية متمثلة بمحاولة نقل البنك المركزي.

استهداف الملاحة الدولية

وقال التحالف أمس "إن هذا العمل الخطير يؤكد توجه هذه المليشيات لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف الملاحة الدولية المدنية والسفن الإغاثية في باب المندب".

من جانبها، قالت مصادر عسكرية موالية لجماعة الحوثيين إنها تمكنت من إغراق سفينة حربية إماراتية من نوع "سويفت" قبالة ساحل المخا جنوب غرب اليمن، بصواريخ.

ويأتي تهديد الحوثيين للملاحة في مضيق باب المندب، قبيل أيام قليلة من حلول الذكرى الأولى لاستعادة المضيق من قبل قوات الشرعية اليمنية بمساندة التحالف العربي في 8 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.

وأكدت قوات التحالف العربي حينها، أنها حرصت على تأمين باب المندب وتسليمه للشرعية لهدفين أولهما إيصال رسالة للمجتمع الدولي أن قوات التحالف والحكومة اليمنية الشرعية قادرة على تأمين باب المندب وضمان حرية الملاحة الدولية إلى جانب قطع الإمداد المسلح للحوثيين من إيران.

المساهمون