كورونا يغلق الأسواق الشعبية في لبنان... وأضرار للاقتصاد العليل

01 مارس 2020
قلق من مواجهة البلد المتأزم مالياً صعوبات أكبر(فرانس برس)
+ الخط -
دفعت المخاوف من انتشار فيروس كورونا في لبنان، العديد من المحافظات والبلديات إلى إغلاق الأسواق الشعبية، في إطار إجراءات احترازية، بعد تسجيل العديد من حالات الإصابة بالفيروس القاتل، بينما يسود القلق من إمكانية مواجهة البلد المتأزم مالياً صعوبات اقتصادية أكبر مع انحسار السياحة وانكماش الأسواق.

وقرر محافظ بيروت زياد شبيب، إغلاق سوق الأحد والأسواق الشعبية الأخرى في المحافظة، وفق بيان أوردته الوكالة الوطنية للإعلام، أمس، كما طلب محافظ البقاع، كمال أبو جوده، إيقاف كل الأسواق الشعبية في المحافظة، اليوم الأحد، كإجراء احترازي.

وفي محافظة النبطية الواقعة في القطاعين الأوسط والشرقي من جنوب لبنان، قررت العديد من البلديات إغلاق الأسواق الشعبية بشكل مؤقت في بعضها ولأجل غير مسمى في البعض الآخر.

وأعلنت بلدية الخيام في محافظة النبطية، في بيان "إلغاء سوق الخميس ابتداء من الخامس من مارس/آذار الجاري وحتى إشعار آخر، كما أعلنت بلدية ميس الجبل، إيقاف العمل في سوق الأربعاء، باستثناء المحال التجارية.

وقالت بلدية حاصبيا إنها ستتوقف عن استقبال التجار في سوق الخان، ابتداء من الثالث وحتى العاشر من مارس الجاري "نظراً لضرورة أخذ إجراءات وقائية لمنع انتشار فيروس كورونا، وحفاظا على السلامة العامة للمواطنين". وأعلنت بلدية مدينة النبطية كذلك، تعليق نشاط سوق الإثنين التجاري حتى إشعار آخر.

وجاءت قرارات إغلاق الأسواق الشعبية، بعد أن أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، أمس، ارتفاع عدد المصابين بالفيروس إلى 7 إصابات بعد تسجيل 3 حالات جديدة. والجمعة الماضي، أعلنت وزارة التربية تعليق الدوام في جميع المدارس لمدة أسبوع.

وفي 22 فبراير/شباط الماضي، أعلن لبنان تسجيل أول إصابة مؤكدة بفيروس كورونا، الذي ظهر في الصين، أول مرة في 12 ديسمبر/كانون الأول 2019، بمدينة ووهان (وسط)، إلا أن بكين كشفت عنه منتصف يناير/كانون الثاني الماضي.

ونهاية يناير/كانون الثاني، أعلنت منظمة الصحة العالمية، حالة الطوارئ على نطاق دولي لمواجهة تفشي الفيروس، الذي انتشر لاحقا في عدة بلدان، ما تسبب في حالة رعب سادت العالم أجمع.

وتسود مخاوف من تسبب كورونا في إصابات مضاعفة للاقتصاد اللبناني العليل، والذي يعتمد في أحد أركانه على السياحة، وهي ما يتوقع أن تتضرر بشدة في حال اتساع رقعة انتشار الفيروس.

وكتبت السفارة السعودية في لبنان على تويتر، أمس، أن المملكة تهيب بالمواطنين السعوديين والمقيمين بضرورة تأجيل السفر إلى لبنان بسبب مخاوف تتعلق بانتشار كورونا.

وسبق أن قرر مجلس الوزراء اللبناني نهاية فبراير الماضي، ضبط حركة الطيران والسفر مع الدول التي تشهد تفشي كورونا، واقتصار الرحلات منها وإليها على الحاجة الملحة، فضلا عن وقف الرحلات الدينية.

ويواجه لبنان تحديات توفير سيولة مالية بالنقد الأجنبي خلال العامين الجاري والمقبل، في وقت تشهد فيه البلاد أزمة اقتصادية ومالية ونقدية، دفعت لانتعاش السوق السوداء للعملة.

وسجل الدين العام في لبنان 89.48 مليار دولار، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بزيادة سنوية بلغت نسبتها 6.9 في المائة.

ونقلت رويترز، الخميس الماضي، عن مصدر حكومي، قوله إنّ لبنان يعتزم طلب فترة سماح تمتد 7 أيام في السندات الدولارية الدولية (يوروبوند) البالغة قيمتها 1.2 مليار دولار، والتي يستحق تسديدها في 9 مارس الجاري، لإعطاء المستشارين الماليين وقتاً إضافياً من أجل صياغة خطة إعادة هيكلة ديون البلد.

المساهمون