ضربات الحوثيين لأرامكو: خسائر سعودية ومكاسب أميركية

15 سبتمبر 2019
زيادة صادرات النفط الأميركي (ملادين أنتونوف/فرانس برس)
+ الخط -

 

أضرار كبيرة أصابت الرياض من جراء ضربات الحوثيين لمنشأتين في شركة أرامكو، أبرزها توقف مصانع بسبب شح الوقود، وانخفاض معظم أسهم الشركات المدرجة في البورصة السعودية.

وفي المقابل، يبدو أن أميركا قد تصبح أكبر المستفيدين من هذه التوترات؛ إذ أصبح الطريق ممهدا أمامها لزيادة صادراتها النفطية والاستحواذ على جزء أكبر من الأسواق.

ولم تتوقف خسائر السعودية عند فقدان نحو نصف إنتاجها من النفط، بل امتدت إلى القطاع الصناعي؛ إذ أعلنت العديد من الشركات السعودية عن تعرّض إنتاجها للشلل، بسبب مواجهتها نقصاً حاداً في إمدادات الوقود ومشتقاته، منذ أول من أمس.

وقالت الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، في بيان أرسلته إلى البورصة السعودية، اليوم الأحد، إنها تواجه نقصا في إمدادات بعض مواد "اللقيم" بنسب تقدّر بنحو 49 في المائة لبعض شركاتها التابعة في المملكة.

واللقيم هي المادة الخام المستعملة في المصانع والمعامل، ومن المواد التي تقيد تحت هذا التصنيف الغاز الطبيعي والنفط والكهرباء والسوائل مثل البيوتان والغازات مثل الإيثان.

كما هوت البورصة السعودية في بداية تعاملات، اليوم الأحد، أولى جلسات أسبوع التداول، بنحو 3% بعد هجمات بالطائرات المسيرة للحوثيين على منشأتين لشركة أرامكو، أمس السبت، قبل أن تقلّص خسائرها في الإغلاق، ورغم ذلك جاءت بورصة السعودية، الأكبر في العالم العربي، على رأس الأسواق الخاسرة مع هبوط مؤشرها الرئيسي "تأسي" بنسبة 1.05 بالمائة إلى 7749 نقطة، لتتخلى عن جميع مكاسبها المحققة خلال العام الجاري، بضغط رئيسي من هبوط أسهم البتروكيماويات.

وانخفضت أسهم 143 شركة من إجمالي 193 شركة مدرجة في السوق السعودي.

وفي مقابل خسائر السعودية، قد تتجه أميركا لحصد مكسب مهمة، إذ أصبح الطريق ممهداً لها لزيادة صادراتها، في ظل تعطل نحو نصف النفط السعودي لعدة أسابيع.

وقالت وزارة الخزانة الأميركية، أمس، إنها على استعداد للسحب من المخزون الاستراتيجي إذا اقتضت الضرورة وتعويض الفاقد من النفط السعودي.

وقبل استهداف المنشأتين النفطيتين في السعودية بيومين، قالت وكالة الطاقة الدولية، الخميس الماضي، إن الولايات المتحدة تفوقت على السعودية كأكبر مصدر للنفط في العالم، لفترة وجيزة في يونيو/حزيران الماضي.

وفي العام الماضي، تجاوزت صادرات أرامكو سبعة ملايين برميل يومياً من النفط الخام، مع تسليم ثلاثة أرباع هذه الصادرات لزبائن في آسيا. وتملك السعودية مخزوناً احتياطياً يبلغ حوالي 188 مليون برميل.

بينما تقول وزارة الطاقة الأميركية إن المخزون الاستراتيجي الأميركي يبلغ الآن نحو 644 مليون برميل، تعادل ما يقرب من إنتاج الولايات المتحدة في 52 يوماً.


ويتجاوز الإنتاج الأميركي الآن 12 مليون برميل يومياً، وتتجاوز الصادرات ثلاثة ملايين برميل يومياً، لكن ليس من الواضح ما إذا كان بإمكان منشآت التصدير الأميركية استيعاب الشحنات الإضافية.

وذكرت "رويترز"، في تقرير لها في 23 إبريل/نيسان 2018، أنه في الوقت الذي تؤتي فيه جهود منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" الرامية إلى تحقيق التوازن في سوق النفط ثمارها، من خلال خفض الإنتاج، يقطف المنتجون الأميركيون الثمار ويغرقون أوروبا بكميات قياسية من الخام.

ومن أكبر الوجهات التي تقصدها الصادرات الأميركية، بريطانيا وإيطاليا وهولندا، ويشير بعض التجار إلى واردات كبيرة لشركات "بي.بي" البريطانية و"إكسون موبيل" الأميركيتين.

المساهمون