مكسيكو سيتي... عاصمة بألوان متعددة وثقافات قديمة

25 ابريل 2019
تضم مكسيكو سيتي الكثير من الآثار (Getty)
+ الخط -
في تسعينيات القرن الماضي، اقتحمت المسلسلات المكسيكية الشاشات العربية. تعرف الناس على بيئة جديدة، ثقافة مغايرة، وباتت المكسيك وجهة سياحية محببة عند العرب، رغم بعد المسافة.

إذ يقصد مدينة مكسيكو أكثر من 20 مليون سائح. وتمكنت هذه المدينة من حجز موقعها على خارطة السياحة العالمية، نظراً لما تحتويه من أماكن أثرية وطبيعية لا مثيل لها في أي مدينة أخرى. بحسب منظمة اليونيسكو، فهناك نحو 34 موقعاً أثرياً، منها 27 موقعاً تراثياً و6 مواقع طبيعية ضمن قائمة مواقع التراث العالمي، ولذا فهي مكان جدير بالزيارة ولو لمرة واحدة.

اكتشفت المكسيك عن طريق الغزو الاسباني، ولذا فإن ثقافتها متأثرة بشكل كبير بالحضارة الاسبانية. من يقصد المكسيك، يتعرف على مزيج رائع من الحضارات، فموقعها الجغرافي في قلب القارة الأميركية، وتعدد إثنيات سكانها، جعلاها منطقة جاذبة بكل المقاييس.

أماكن أثرية

تختزن مكسيكو سيتي ثقافة تعود لمئات السنين. المباني، الأحياء، والساحات العامة تروي قصصاً قديمة عن فترة الاحتلال الإسباني، التحرير، وغيرها. ويمكن للسائح أن يلاحظ هذه التفاصيل خلال زيارته للعاصمة. تبدأ الجولة من الساحات العامة، وهي مكان مناسب للتعرف على حضارة البلاد، وتقاليد الشعب.

ببساطة، لأن السكان يجتمعون يومياً، وهي فرصة مناسبة لتبادل الأحاديث معهم. تعتبر ساحة "زوكالو" من أكبر الساحات في العالم. كانت قديماً تستخدم في مصارعة الثيران. تحيط بالساحة العديد من المباني التاريخية، إضافة إلى وجود المقاهي والمطاعم، وهي فرصة مناسبة لتذوق الطعام المكسيكي. كما لا بد من زيارة ساحة الثقافات الثلاث.

تعتبر إحدى أهم الساحات التاريخية في المكسيك. تحتوي على أماكن تراثية هامة تعود لفترات تاريخية مختلفة، وأبرزها أهرامات الأزتك والمعابد، وغيرها من الأماكن التاريخية.

التنوع الثقافي

تتنوع الأماكن الثقافية والتاريخية في العاصمة. تعتبر كاتدرائية متروبوليتان واحدة من أقدم الكنائس في العالم الغربي وأكبرها، وهي وجهة هامة عند السياح. بدأ بناؤها على الجزء العلوي من معبد أزتيك القديم في عام 1525، ثم أضيفت إليها الأعمدة، وتماثيل الإيمان والأمل، وبرج الساعة في العام 1813. تتميز الكاتدرائية بعرضها نماذج مختلفة للفن المعماري على مدى ثلاثة قرون.

ومن الأماكن الجديرة بالزيارة أيضاً، القصر الوطني، وهو المقر الرسمي للرئيس المكسيكي، ويقع على الجانب الشرقي من ساحة زوكالو. يتميز القصر ببنائه الضخم، الذي يضم عشرات الغرف التي تم تصميمها في القرن الـرابع عشر، ويقصده السياح للتعرف على حياة المواطنين في تلك المرحلة، إذ ما زالت هذه الغرف محافظة على أثاثها القديم.

كما يضم القصر أيضاً قاعة تضم مئات الأعمال الفنية النادرة، إضافة إلى قاعة تضم أرشيف الدولة الذي يحتوي على العديد من الوثائق التاريخية المثيرة للاهتمام، ناهيك عن وجود مكتبة كبيرة مفتوحة للعامة.

التسلية والترفيه

الترفيه جزء أساسي في حياة المكسيكيين، فهم شعب ودود، محب للحياة. ويمكن للسائح أن ينعم بقسط من الترفيه عند زيارته مكسيكو. التنزه في حديقة ألامدا سينترال بارك، من الأمور الجميلة. تأسست الحديقة في عام 1592 على موقع سوق أزتيك المزدحم.

تتميز الحديقة بهندستها الفريدة، حيث تحتوي على الكثير من النوافير المائية. إضافة إلى ذلك، يمكن للسائح التنزه عبر الدراجات الهوائية، وتناول المأكولات الشعبية. كما تقام يومياً العديد من العروض الموسيقية، ومهرجانات الرقص المكسيكية التقليدية.

كذا، تعتبر مدينة مكسيكو من المدن الرخيصة نسبياً، لذا فهي مكان جيد للتسوق. تحتوي المدينة الكثير من الأسواق الشعبية، حيث يمكنكم شراء الهدايا التذكارية بأسعار منافسة، وننصحكم بزيارة سوق "لا زونا روزا". لا تفوتوا زيارة المتحف الوطني للأنثروبولوجيا، الذي يتميز بتصميمه المعاصر الحديث، حيث يعرض مجموعة رائعة من الكنوز الفنية القديمة.

المغامرات الاستثنائية

بعيداً عن العاصمة وأجوائها، ما رأيكم بالانتقال إلى قلب حضارة المايا، وتحديداً مدينة تشيتشن إيتزا، التي تعتبر من أكبر مدن المايا في شبه جزيرة يوكاتان. تحتوي المدينة على هيكل هرم كاتسيو، المعلم السياحي الأكثر شهرة بالمكسيك، كما تضم مئات المواقع الأثرية، ناهيك عن طبيعتها الخلابة، حيث تحيطها الغابات الكثيفة والشلالات المائية.

أضف إلى ذلك، لا بد من زيارة مدينة تيوتيهواكان، التي تحتوي على عدة أهرامات، منها هرم الشمس الذي بني عام 100 ميلادي، وهو أكبر هرم في المكسيك. كما تضم المدينة أصغر هرم أيضاً في البلاد، ويطلق عليه لقب هرم القمر. يمنكم التقاط الصور الفوتوغرافية، والتعرف على هذه العجائب المثيرة.

ولجعل رحلتكم مليئة بالمغامرات، ما رأيكم بالقيام برحلة سفاري، حيث يمكنكم حجز مقاعدكم، والقيام برحلة في الأدغال، والتعرف على الحياة البرية لمئات الحيوانات في القارة الأميركية.

الوجه الآخر

يحتل اقتصاد المكسيك مركزاً هاماً بين دول أميركا الجنوبية، حيث يأتي اقتصادها في المرتبة الـ15 في ترتيب أكبر اقتصادات العالم مع ناتج محلي اسمي يبلغ حوالي 1.142 تريليون دولار (2017).

نما اقتصاد المكسيك بنسبة 2% في عام 2018، مع نهاية عام اتسمت بضعف النشاط الصناعي بسبب انخفاض الطلب من الولايات المتحدة. وكان معدل النمو مشابها جدا لزيادة 2.1% المسجلة في عام 2017.


وفي الربع الرابع من 2018، زاد الناتج المحلي الإجمالي في ثاني أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية بنسبة 1.8% على أساس سنوي، متأثرا بانخفاض قدره 0.7% في النشاط الصناعي. ووفقا للتوقعات الحكومية، يمكن أن ينمو اقتصاد المكسيك بين 1.5 و2.5% في عام 2019.

يعتمد اقتصاد البلاد على التجارة مع الولايات المتحدة، والعائدات السياحية من جهة أخرى. وتعتبر السياحة في المكسيك رخيصة نسبياً. وبحسب مواقع الحجز الإلكتروني، يمكن حجز غرفة فندقية في فنادق مصنفة ذات خمسة نجوم بنحو 50 دولاراً أميركياً، وترتفع الأسعار في المنتجعات السياحية حيث الرفاهية، وتصل إلى 100 دولار في الليلة الواحدة. أما في الفنادق المصنفة ذات 4 نجوم، فتراوح الأسعار ما بين 25 و35 دولاراً.

أما بالنسبة لتكاليف الطعام فهي أيضاً مناسبة، إذ وبحسب موقع BUMBEO للأرقام، يمكن تناول وجبة فطور بسعر لا يتعدى 5 دولارات، كذا، يمكن تناول وجبة العشاء بسعر يراوح ما بين 5 و7 دولارات.

وإن كنتم تريدون التنزه واستخدام سيارات الأجرة، فهي أيضاً ذات تكاليف منخفضة. كذا تحتوي البلاد على شبكة من المواصلات العامة والحافلات التي تربط أجزاء البلاد ببعضها.

* الصور من وكالة Getty

دلالات