واستنفرت البنوك الإماراتية منذ مطلع الأسبوع الجاري، للإفصاح عن مدى انكشافها (ارتباطها) على ديون مجموعة "فينيكس كوموديتيز" التي تخضع للتصفية وتعمل في تجارة المنتجات الزراعية وبالأخص الأرز، بالإضافة إلى الفحم والمعادن.
وأفصحت 10 بنوك حتى اليوم الثلاثاء، عن انكشافها على المجموعة والكيانات التابعة لها، وفق رصد لـ"العربي الجديد"، حيث أعلن بنك "الإمارات دبي الوطني" في بيان أرسله إلى سوق دبي المالي، أن لديه انكشافا بمبلغ 23.66 مليون دولار على شركة "فينيكس غلوبال دي.إم.سي.سي" الفرعية، المملوكة بالكامل لشركة "فينيكس كوموديتيز".
كما ذكر بنك المشرق، المدرجة أسهمه في سوق دبي المالي، أن لديه انكشافا بقيمة 43.06 مليون درهم (11.73 مليون دولار) على الشركة الفرعية ذاتها. و"فينيكس غلوبال دي.إم.سي.سي" هي ذراع الشركة التي مقرها دبي والتي تقوم بتداول السلع الأولية عبر مركز دبي للسلع المتعددة.
وأشارت 8 بنوك مدرجة في سوقي أبوظبي للأوراق المالية ودبي المالي، إلى عدم انكشافها على "فينيكس كوموديتيز" أو أي شركات ذات صلة، بينما ذكرت صحف محلية، أن حجم انكشاف البنوك الإماراتية على الشركة المتعثرة يبلغ نحو 400 مليون دولار.
والشركة مملوكة بنسبة كبيرة لرجل الأعمال الهندي "غوراف داوان"، الذي غادر دبي إلى لندن في خضم الأزمة.
ولدى المجموعة التي تأسست قبل 20 عاماً مكاتب في دبي وسنغافورة، وحققت إيرادات بنحو 3 مليارات دولار خلال العام الماضي 2019، لكنها انهارت أمام تداعيات فيروس كورونا الجديد.
ومن المنتظر صدور المزيد من الإفصاحات في أسواق الإمارات، حيث أظهرت وثيقة، قالت وكالة رويترز في الثامن من مايو/أيار الجاري، إنها اطلعت عليها، أنه قبل تعيين المصفّين، كان لدى المجموعة تسهيلات مصرفية متاحة بنحو 1.6 مليار دولار مع عدد من البنوك الموجودة في الإمارات وسنغافورة وبريطانيا.
وتعمل مجموعة "فينيكس" في أنحاء العالم مع نحو 100 شركة في أوروبا وأفريقيا وآسيا وأميركا الشمالية وتوظف ما يزيد على 2500 موظف.
وتأتي أزمة "فينيكس" بعد أسابيع من ظهور فضيحة مالية كبيرة، تتعلق بهروب الملياردير الهندي "بى آر شيتى" إلى بلاده، بعد الحصول على قروض بنحو 6.5 مليارات دولار.
وتعرضت البنوك الإماراتية لضربة مالية كبيرة، إثر الكشف عن تعثر شركة "إن.إم.سي" للرعاية الصحية التي أسسها الملياردير الهارب، الذي خدع نحو 80 بنكاً إماراتيا وإقليميا ودولياً.
وخرجت الفضيحة إلى العلن بعد أن شككت شركة "مادي ووترز" الأميركية للتدقيق المالي في الأوضاع المالية لـ" إن.إم.سي" في ديسمبر/كانون الأول الماضي لتتوالى أحداث الانهيار.
واتسعت دائرة الفضيحة المالية، لتصل إلى العديد من الدول منها السعودية ومصر، حيث يعد الملياردير الهندي المالك الرئيسى لشركة الإسكندرية للخدمات الطبية، المقيدة والمتداولة فى البورصة المصرية بحصة تصل إلى 87.6 في المائة من أسهمها.
وتظهر العديد من الحوادث أن هناك أزمة تعثر كبيرة خلف الكواليس في الإمارات، حيث كشفت شرطة دبي في 29 إبريل/نيسان الماضي، عن انتحار رجل الأعمال الهندي جوي أركال (54 عاما) بإلقاء نفسه من الطابق الـ 14 في إحدى البنايات، وهو من بين رجال الأعمال الذين حصلوا على الإقامة الذهبية في الإمارات العام الماضي، بينما أشارت تقارير إعلامية إلى تعرضه لأزمة مالية أخيراً.