الزي الموريتاني ينعش محلات الخياطة في رمضان

21 يونيو 2015
رمضان موسماً رائجاً لتجارة الملابس التقليدية في موريتانيا(أرشيف/فرانس برس)
+ الخط -

يجتهد محمد الأمين ولد الشيخ، لإنهاء طلبات زبائن من الزي الموريتاني التقليدي الذي تتزايد في شهر رمضان الكريم، حيث لا تتوقف آلة الخياطة التي يخيط بها الملابس في المحل الذي يعمل به، وضجيجها يملأ المكان لكنه أيضا يجذب الزبائن الجدد.

ويعتبر شهر رمضان موسماً رائجاً لتجارة الملابس التقليدية، يقبل عليها الكبار والصغار، ويتباهون بأنواعها في سهراتهم الرمضانية.

ويقول ولد الشيخ (35 عاما) في حديثه لـ "العربي الجديد" إنه يسابق الزمن لإنهاء العمل المتراكم، خاصة أن الطلبات لم تتوقف منذ منتصف شعبان، ويضيف أنه يعمل حاليا 16 ساعة يومياً، ليتمكن من الانتهاء من طلبات المحل الذي يبيع لتجار التقسيط وأيضا للزبائن العاديين.
 
ورغم دعوات البعض بالتخلي عن ارتداء الزي الشعبي خاصة أثناء العمل والدراسة، إلا أن الموريتانيين لم يعيروا هذه الدعوات أية أهمية، وظلوا متمسكين بالزي الشعبي حتى في أسفارهم وتنقلاتهم خارج البلاد، وتتميز الأزياء التقليدية بأنها تناسب المناخ وأسلوب العيش بالبلاد كما أنها تحافظ على الهوية.

ويقول إن الموريتانيين يختلفون عن المجتمعات الأخرى التي تعاني من تراجع أهمية الأزياء الشعبية لصالح الأزياء العصرية، فالعادات والتقاليد تؤثر بشكل مباشر على أذواق الناس، وتفرض عليهم ارتداء الزي التقليدي الذي يعتبر بالنسبة إليهم دليلا على الاحترام والمكانة الاجتماعية، كما إنه مريح ويناسب البيئة والمناخ الصحراوي.

ويشير إلى أن زي المرأة الموريتانية "الملحفة"؛ وهو عبارة عن ثوب فضفاض يغطي الجسم بشكل كامل من الرأس إلى القدمين، ينقسم إلى عدة أنواع من الخفيف إلى الثقيل ويتميز بألوانه المميزة، ويتراوح سعره ما بين 6 دولارات الى 90 دولارا، وهناك انواع خاصة بالأعراس والحفلات يتجاوز سعرها 400 دولار.

ويضيف أن تدني أسعار "الملاحف" أنعش تجارتها، حيث تقبل النساء على شراء أنواع منها، خاصة الرخيصة لارتدائها مرة واحدة فقط ما يساعدهن على التجديد بشكل دائم.

اقرأ أيضاً: بائع التمر..تجارة مزدهرة تحت ظلال النخيل في موريتانيا 
 
وتفرض العادات على الموريتانيات ألا يرتدين غير "الملحفة" كما أنها تلزم الرجل بدرجة أقل بارتداء "الدراعة"، وهي عبارة عن عباءة فضفاضة تتميز بأشكال التطريز الجميلة التي تظهر حرفية الخياط التقليدي، وهذا ما يعول عليه ولد الشيخ وزملاؤه من الخياطين التقليديين، للتغلب على المستورد الذي يباع بأسعار مغرية لكنه يفتقد الجودة.

ويقول الخياط الموريتاني إن الطقم الرجالي يتكون من "دراعة" وقميص وسروال ذي لون أبيض أو أزرق سماوي، فيما تختلف أنواع وجودة التطريزات التي نزين بها هذا الطقم، حسب رغبة الزبون فهناك أنواع مرتفعة الثمن تتطلب عملا مضنيا باليد وآلة الخياطة... وهناك أنواع ننهيها في ساعة واحدة فقط ولا نزينها بتطريزات دقيقة.

ويختلف سعر الدراعة حسب نوعية الثوب وجودة التطريز ويتراوح ما بين 40 دولارا و200 دولار، وعن أكثر الأنواع طلبا في رمضان، يقول ولد الشيخ إن الدراعة ذات الثوب الخفيف والصيفي هي الأكثر إقبالا حاليا بسبب ارتفاع درجة الحرارة، وانخفاض سعرها مقارنة مع الأنواع الأخرى.

وتحقق مبيعات الأزياء التقليدية أرقاماً كبيرة، وخاصة في رمضان ويتم استيراد الأثواب من الهند وإندونيسيا والصين، وبعد خياطتها من قبل الصناع التقليديين يتم تصديرها للمغرب والجزائر ومالي والسنغال.

وفي شهر رمضان تتضاعف أرباح متاجر الأزياء التقليدية، ويتقاضى الخياطون رواتب مضاعفة بسبب كثرة الأعمال التي يقومون بها في هذا الشهر، ويقول ولد الشيخ إنه يتقاضى عادة 250 دولاراً شهرياً، لكنه في رمضان يتقاضى الضعف ويعمل لساعات طويلة في المحل وأحيانا في البيت.

وقد استطاعت بعض الشركات أن تغزو ميدان خياطة الأزياء التقليدية، وأصبحت تعرض أزياء جاهزة بمقاسات مختلفة تتلاءم إلى حد ما مع الذوق الشخصي، وظهرت هذه الشركات بسبب غلاء تفصيل الثوب التقليدي الذي يتطلب مهارة كبيرة وجودة عالية، ويرتفع الإقبال في المواسم على شراء الأثواب الجاهزة؛ والتي تكون غالباً أرخص ثمناً من الأثواب المفصّلة، ورغم ذلك يظل الثوب المفصل مفضلاً على الجاهز.

وعن أسباب تفضيل الناس للمفصل على الجاهز رغم فارق السعر، يقول ولد الشيخ إن التفصيل يراعي مزاج الشخص وذوقه، فهو يختار المقاسات التي يراها مناسبة، ويختار اللون والتصميم والتطريز المفضل له.

اقرأ أيضاً: موريتانيا تنظم معرض التشغيل لمواجهة البطالة

دلالات
المساهمون