المركزي التركي يتحدي أردوغان بتثبيت "الفوائد"

أعلن البنك المركزي التركي، اليوم الخميس، إبقاءه على معدلات فوائده الرئيسة دون تغيير، على الرغم من طلب رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بخفضها.

وقالت المؤسسة المالية في بيان بختام الاجتماع الشهري للجنة السياسة النقدية اليوم: إن معدلات الفوائد ستبقى "دون تغيير".

وكان قرار المركزي متوقعاً، وذلك رغم الضغوط السياسيّة لخفضها منذ الزيادة الكبيرة التي أجراها في يناير/ كانون الثاني الماضي.

وثبت البنك اليوم سعر الإقراض لأجل ليلة واحدة عند 12 بالمئة، وسعر إعادة الشراء (ريبو) لأجل أسبوع عند عشرة بالمئة، وسعر الاقتراض لأجل ليلة عند ثمانية بالمئة، وهو ما توقعه الجميع ما عدا واحد من بين 16 اقتصادياً في استطلاع أجرته رويترز.

وخفض البنك سعر الإقراض الطارئ فقط، إلى 13.5 بالمئة من 15 بالمئة.
وردت العملة التركية ايجاباً على قرار المركزي وتم تداولها بنحو 2.1302 مقابل الدولار الأميركي (+0,92 بالمئة) و2.9465 (+0,83 بالمئة) مقابل اليورو بعد ظهر اليوم. وكان الدولار قد وصل إلى أدنى مستوياته أمام الليرة خلال هذا العام في الثاني من أبريل/نيسان الجاري عند 2.1191 ليرة.

وكان أردوغان، الذي حقق فوزاً انتخابياً كبيراً في الانتخابات البلدية في 30 اذار/مارس الماضي، إثر فترة عدم استقرار بسبب اتهامات فساد طالت حكومته، حض البنك المركزي على خفض معدلات الفوائد التي ارتفعت بشكل كبير في كانون الثاني/يناير، لوقف تدهور سعر صرف الليرة التركية والعجز العام. وقال "آمل أن تدعو لجنة السياسة النقدية الى اجتماع عاجل لخفض الفوائد كما فعلت لزيادتها".

لكن حاكم البنك المركزي، اردم باشي، أعرب عن تحفظه حيال أي خفض كبير في معدلات الفوائد.

وفي منتصف ديسمبر/ كانون الأول الماضي، هزت تركيا، قضية فساد حكومية واسعة، اضطرت رئيس الحكومة، رجب طيب أردوغان، لتعديل وزاري واسع، لكن الاقتصاد تعثر من توابعها التي كبدته مليارات الدولارات، وفق مسؤولين في الحكومة.

واعتبر وليام جاكسون من مؤسسة كابيتال ايكونوميكس اليوم الخميس، أن "البنك المركزي قاوم حتى الآن خفض معدلات فوائده الرئيسة"، وأكد أن الخفض غير مبرر.

وخفضت وكالة التصنيف الدولية "فيتش"، في تقريرها بداية الشهر الجاري، توقعات النمو التركي إلى 2.5 في المائة في 2014، مقارنة مع تقديرات سابقة بنمو 3.2 في المائة، وأخرى بنمو نسبته 3.8 في المائة، علماً أن تركيا تهدف إلى تحقيق نمو اقتصادي بنسبة خمسة في المائة في المدى المتوسط، وقال المركزي التركي: إنه يتوقع تحقيق هذا الهدف بحلول منتصف 2015.