الملياردير المغربي عثمان بنجلون يهاجم وزيراً بسبب صفقة جنوب أفريقيا

02 ابريل 2019
الملياردير المغربي عثمان بنجلون (تويتر)
+ الخط -
هاجم الملياردير المغربي، عثمان بنجلون، وزير الصناعة والتجارة والاستثمارات الحالي، مولاي احفيظ العلمي، معتبراً أنه ما كان يحق له أن يُقدم على بيع شركته المتخصصة في التأمينات لمستثمرين من جنوب أفريقيا، بسبب مناوأة ذلك البلد الأفريقي لوحدة أراضي المغرب.

وقال عثمان بنجلون، خلال المؤتمر الصحافي، الذي عقده اليوم الثلاثاء، من أجل تقديم النتائج المالية السنوية لمجموعته البنكية، البنك المغربي للتجارة الخارجية لأفريقيا، إن المغاربة غير راضين عن تلك الصفقة.

وقدرت "فوربس" ثروة عثمان بنجلون بـ1.8 مليار دولار في العام الحالي، حيث جاء في المركز الثاني، بعد وزير الزراعة والصيد البحري، عزيز أخنوش، الذي قدرت ثروته بملياري دولار.

وذهب بنجلون إلى أنه غير مقتنع بتلك الصفقة، معتبرا أنه ليس من الصواب بيع شركة تأمينات كبيبرة مثل "ساهام"، التي كانت مملوكة للوزير، لجنوب أفريقيا التي تعادي الوحدة الترابية للمغرب، عبر دعم جبهة البوليساريو.
وكانت جنوب أفريقيا رعت تنظيم مؤتمر في الأسبوع الماضي، حول دعم تقرير المصير بالصحراء، وهو ما رد عليه المغرب بتنظيم مؤتمر حضره مسؤولون أفارقة، جرى التأكيد خلاله على الاختصاص الحصري للأمم المتحدة في السعي لإيجاد حل لقضية الصحراء.

وتعتبر جنوب أفريقيا مع الجزائر من أشد الداعمين لجبهة البوليساريو التي تنازع المغرب على الصحراء منذ أكثر من 43 عاما.

وأكد بنجلون على أن مؤسسات اقتصادية مغربية كبيرة، مثل البنك المغربي للتجارة الخارجية والمجمع الشريف للفوسفات، هي مؤسسات ملك للمغاربة، ولا يمكن القبول ببيعها للأجانب، مؤكدا على أنه لن يتعاون مع شركات من جنوب أفريقيا ما دام ذلك البلد لم يعترف بمغربية الصحراء.

وكان مولاي احفيظ العلمي، المالك السابق لشركة التأمينات "ساهام"، قد فوتها كلية لشركة "سانلام" من جنوب أفريقيا، مقابل 1.05 مليار دولار، في عملية وصفت بـ"صفقة القرن". وجاءت تلك العملية بعدما بيعت 30% من "ساهام فينانس" عام 2016 للشركة الجنوب أفريقية، قبل أن ترتفع تلك المساهمة إلى 46.6% في 2017، ثم 100% العام الماضي.

ولـ"ساهام فينانس" العاملة في التأمينات، التي كانت ضمن مجموعة مملوكة لوزير الصناعة والتجارة مولاي احفيظ العلمي، حضور في 26 دولة في أفريقيا والشرق الأوسط.
وحولت الشركة الجنوب أفريقية مليار دولار إلى المغرب، حيث ساهمت في رفع الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى مستويات قياسية، وفقاً للحسابات الرسمية.

وتشهد الاستثمارات من جنوب أفريقيا حضوراً ملحوظاً في المغرب خلال السنوات الأخيرة رغم موقفها الداعم لجبهة البوليساريو، التي تنازع المغرب سيادته على الصحراء، ما كان سبباً في سحب المغرب لسفيره من جنوب أفريقيا في 2004.

وسعى البلدان إلى مد جسور التواصل بينهما منذ عامين، وهو ما توج بتعيين المغرب، في أغسطس/آب الماضي، سفيراً في جنوب أفريقيا، بعد 12 عاماً من القطيعة.
المساهمون