من جنوب إسبانيا إلى أقصى أستراليا. ومن آسيا الوسطى إلى جنوب أفريقيا. ما الذي يجمع بين هذه الأماكن؟ إنها الرياضات الخطرة. من مصارعة الثيران، والغوص في أعماق المحيطات.
القفز بالحبال أو المظلات فوق شلالات فيكتوريا، وغيرها الكثير من المغامرات، تجمعها أماكن لم تخطر ببال السياح يوماً ما. تعتبر مدينة رندة الإسبانية، أو جبال تيان شان الآسيوية، أو المنطقة الحدودية بين زيمبابوي وزامبيا، من الأماكن الجاذبة للسياحة الرياضية. فقد باتت هذه الأخيرة واحداً من أهم أنماط السياحة في العالم، يقصدها من يريد خوض تجربة استثنائية، مع الكثير من المرح والقليل ربما من الخطر.
تتنوّع الأماكن الرياضية الجاذبة للسياح حول العالم، فإن كنت من محبي المغامرات، والسفر لقضاء عطلة لا تخلو من التحدي والتشويق، إليك هذه القائمة من الأماكن الرائعة والصعبة في آن معاً.
مصارعة الثيران في رندة
تستهوي مصارعة الثيران عددا كبيرا من الهواة حول العالم، لكن قلة منهم تتمكن من ممارسة هذه الرياضة الخطرة. في مدينة رندة الإسبانية، يمكن لمحبي مصارعة الثيران، تحقيق أحلامهم، ليس فقط بالاستمتاع بحضور المسابقات، بل أيضاً بالحصول على تدريبات خاصة من أشهر مصارعي الثيران، والدخول إلى الحلبة.
تمتاز مدينة رندة بتاريخها الرياضي الغني، وتمتلك أقدم حلبة لمصارعة الثيران في إسبانيا، حيث يعود تاريخ إنشائها إلى عام 1785.
القفز فوق شلالات فيكتوريا
لن تتخيل متعة القفز بالحبال، كتلك التي ستعيشها فوق جسر زمبابوي وزامبيا. يمتد هذا الجسر على نهر "زامبيزي" الواقع على الحدود بين هاتين الدولتين، وفوق "شلالات فيكتوريا"، ما يشكل متعة خاصة لهواة السقوط الحر في تلك المنطقة، حيث يمكن اكتشاف العديد من المناطق الخلابة.
تقوم فرق خاصة بتهيئة المتسابقين للقفز، وتجهيزهم بأحدث المعدات والأدوات، خصوصا أن القفز سيكون من ارتفاع 110 أمتار تقريباً.
يطلق على منطقة شلالات فيكتوريا أرض المغامرات وعاصمتها، حيث تتنوع الأنشطة الرياضية إضافة إلى القفز الحر، كالقفز بالمظلات، وهي واحدة من الرياضات المثيرة، التي لا بد من تجربتها.
كما يمكن ممارسة رياضة السباحة، لكن في الأماكن المخصصة، نظراً لوجود مئات التماسيح داخل النهر.
تسلق جبال تيان شان
السير لساعات وتسلق الجبال بهدف الوصول إلى القمة، من أكثر الهوايات التي تجذب السياح حول العالم. ورغم تعدّد الأماكن الجبلية التي يقصدها السياح، إلا أن قلة قليلة جازفت وعبرت جبال تيان شان الصخرية.
تقع سلسلة جبال تيان شان في آسيا الوسطى، وتمتد بين كل من قيرغيزيا وكازاخستان والصين. وتُعرف أيضاً باسم الجبال السماوية. خلال الرحلة، والتي تستغرق أياماً، يكتشف المتسلق خلالها متعة الطبيعة الصافية، من وديان وأنهار وبحيرات.
كما يحتضن الجبل الكثير من الينابيع الساخنة، إضافة إلى وجود مئات البيوت المنتشرة للضيافة، حيث يمكنكم الاسترخاء بعد نهار شاق.
في شمال التيبت، تقع أعلى قمة جبلية يُنصح بتسلقها رغم وعورتها، إلا أن القبائل التي تسكن الجبل تساعد المتسلقين للوصول إلى القمة، باستخدام الأحصنة والخيول.
الحاجز المرجاني في أستراليا
إذا كنتم من محبّي الغوص واكتشاف أعماق البحار، فزوروا الحاجز المرجاني العظيم. فهو يُعد إحدى عجائب الدنيا نظراً لما يمتلكه من كنوز نادرة. ويعود أصل تسميته إلى بروز الشعاب فوق سطح الماء.
يقع الحاجز المرجاني العظيم بالقرب من ولاية كوينزلاند شمال أستراليا، ويمتد لمسافة 2300 كيلومتر. يقصده هواة الغوص من حول العالم، حيث يحتوي على شعب مرجانية نادرة، يصل عددها إلى أكثر من 350 مرجاناً.
يضم الحاجز نحو 600 جزيرة قارية، حيث يمكن اختيار واحدة منها للانطلاق إلى رحلة بحرية نحو الأعماق، واكتشاف مئات الحيوانات البحرية والأسماك والنباتات النادرة.
ربما لا تكون الرحلة سهلة، فهي تتطلب السفر ساعات للوصول إلى سيدني، ومن ثم الانتقال عبر الطيران الخاص نحو منطقة الجزر في مقاطعة كوينزلاند الشمالية.
ورغم بُعد المسافة والمشقة، إلا أن الفرص الواعدة للقيام برحلات بحرية وممارسة العديد من النشاطات المائية والمغامرات الشيقة، لن تجدها في أي مكان آخر.
مفتاح لتنمية الاقتصاد
باتت السياحة الرياضية مفتاحاً لتنمية الاقتصاد المحلي، خصوصا أنها تحوّلت من مجرد فنون رياضية إلى قطاع مهم.
على سبيل المثال، يشير تقرير صادر عن المعهد الوطني الإسباني إلى أن عدد السيّاح الذين زاروا إسبانيا لأغراض رياضية عام 2017 بلغ 10 ملايين سائح درّوا على اقتصاد البلد 12 مليار دولار، منهم 1.2 مليون زائر لملعب "سانتياغو برنابيو" الخاص بنادي ريال مدريد الذي يعتبر رابع أكثر المعالم زيارة في العاصمة الإسبانية.
ووفق المجلس العالمي للسياحة والسفر، فإن نحو 10% من إجمالي عدد السياح عالمياً، يقصدون دولاً وأماكن لممارسة الرياضة، أو مشاهدة فاعليات رياضية. وتتنافس الدول في ما بينها لاستضافة الفاعليات الرياضية، نظراً لما له من تأثير إيجابي على اقتصاد البلد.
عربياً، تستضيف دولة قطر، كأس العالم 2022، ويعد هذا الحدث الأول من نوعه الذي يقام على أرض عربية. ومن المتوقع، وفق تصريحات رسمية، أن يجذب المونديال أكثر من 6 ملايين سائح، وأن يزيد الناتج المحلي الإجمالي عن أكثر من 2%.