أوروبا تهدّد صادرات أميركية قيمتها 294 مليار دولار

02 يوليو 2018
أوروبا تحذّر من تقييد صادرات سياراتها (Getty)
+ الخط -

حذّر الاتحاد الأوروبي من أن صادرات أميركية بقيمة 294 مليار دولار قد تتعرض لتدابير مضادة في حال نفّذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهديده بفرض رسوم على واردات السيارات، فيما قال ترامب اليوم أيضاً إن مسؤولين أميركيين سيجتمعون قريبا مع نظرائهم الأوروبيين لمناقشة خلاف بشأن رسوم تجارية، مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي يريد "عمل شيء".

وأبلغ ترامب الصحافيين في البيت الأبيض قائلا: "أعتقد أننا سنلتقي بالاتحاد الأوروبي قريبا جدا... هم يريدون أن يروا إذا كان بإمكانهم عمل شيء ما".

وجاء التحذير الوارد في رسالة مكتوبة موجهة إلى السلطات الأميركية نقلتها وكالة "فرانس برس"، في وقت اعتبر ترامب أن الأوروبيين يمثلون مشكلة لا تقل أضرارها التجارية على بلاده عن الصين، في أحد أبرز مواقفه الاستفزازية لحلفاء بلاده عبر الأطلسي. 

وكان تهديد ترامب الحلقة الأخيرة في سلسلة حرب تجارية متصاعدة فرض الاتحاد الأوروبي بموجبها رسوماً على منتجات الجينز الأميركية ودراجات هارلي ديفيدسون النارية رداً على الرسوم الأميركية على صادرات الحديد الصلب والألمنيوم الأوروبية.

وهدد ترامب بفرض رسوم نسبتها 20 في المائة قد يتم تطبيقها خلال الأشهر المقبلة على واردات السيارات الأوروبية مبرراً ذلك بمخاوف يشكك كثيرون بمدى صحتها تتعلق بالأمن القومي.
وقال ترامب في تصريح لشبكة "فوكس نيوز" إن "الاتحاد الأوروبي يسبب على الأرجح مقدار الأذى نفسه الذي تسببه الصين" للولايات المتحدة من الناحية التجارية "مع فارق أن الاتحاد الأوروبي أصغر". 

وأضاف "يرسلون إلينا سيارات مرسيدس في حين أننا لا نستطيع إدخال سياراتنا إلى هناك. انظروا ماذا يفعلون لمزارعينا. لا يريدون منتجاتنا الزراعية. بكل صدق نحن لا نحمي مزارعينا في حين يحمون مزارعيهم".

وتشكل هذه المقارنة صفعة مؤلمة للأوروبيين الذين يحاولون التوصل إلى أرضية مشتركة مع إدارة ترامب بشأن فكرة أن الصين هي التي تشكل الخطر الحقيقي للتجارة العادلة.
ومن المتوقع أن يزور رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر واشنطن بحلول نهاية يوليو/ تموز سعياً إلى حل النزاع التجاري.

وقال يونكر عقب قمة للاتحاد الأوروبي في بروكسل "نحن بحاجة إلى التقليل من حدة التوتر في هذه العلاقات". وفي رسالة موجهة إلى السلطات الأميركية، رسمت المفوضية الأوروبية، صورة قاتمة عن وضع الاقتصاد الأميركي في حال نفذ ترامب تهديده.

وقالت الرسالة "يؤكد التحليل الاقتصادي أن زيادة الرسوم على هذه المنتجات قد يعرض صادرات بقيمة 294 مليار دولار من كافة قطاعات الاقتصاد الأميركي إلى تدابير مضادة"، وهو ما يساوي 19 في المائة من مجموع الصادرات الأميركية في 2017.

وذكرت غرفة التجارة الأميركية اليوم الإثنين، أن الشركاء التجاريين للولايات المتحدة ردوا على الهجوم التجاري الذي شنه الرئيس دونالد ترامب بفرض رسوم على صادرات أميركية بقيمة 75 مليار دولار، ما يدفع شركات محلية الى الاستغناء عن موظفين.

والإثنين واصلت الإدارة الدفاع عن الحرب التجارية المتعددة الاطراف التي تخوضها، حيث قال وزير التجارة ويلبر روس إن أكبر اقتصاد في العالم قوي بما يكفي لمواجهة الضربات الاقتصادية.

ومن المقرر أن يبدأ الجمعة سريان الرسوم الأميركية المرتفعة على واردات صينية بقيمة تزيد عن 30 مليار دولار، ردا على سرقة الصين المزعومة للملكية الفكرية الأميركية.

وردت كندا من ناحيتها على فرض واشنطن رسوم على وارداتها من الفولاذ والألومنيوم بفرض رسوم على سلع أميركية بقيمة 12.6 مليار دولار ابتداء من الأحد.

واستهدفت أوتاوا الفولاذ والألمنيوم الأميركي، إضافة الى سلع من مناطق حساسة سياسيا مثل عصير البرتقال من فلوريدا والبوربون من كنتاكي.

وصرح رئيس غرفة التجارة الأميركية 
توماس دوهانهيو الإثنين، بأن الرسوم "هي ضرائب ترفع الاسعار على الجميع".

وأبرزت الغرفة الصادرات المهددة من ولايات دعمت الرئيس ترامب في فوزه في الانتخابات الرئاسية في 2016 وقالت انها تواجه عقوبات من شركاء الولايات المتحدة التجاريين وهي كالتالي: 2.3 مليار دولار من سلع الفولاذ والالمنيوم والسيارات في ميشيغين، و1.7 مليار دولار من سلع الفولاذ والحديد والقهوة والمخبوزات في بنسلفانيا، ومليار دولار من الجبن وورق التواليت والجنسينغ من وسيكونسون.

كما نشرت الغرفة خريطة تفاعلية على الإترنت تظهر تأثير النزاع التجاري على جميع الولايات الخمسين. إلا أن روس أكد لشبكة سي إن بي سي، أن الاقتصاد الأميركي لم يظهر مؤشرات على التباطؤ بسبب العوائق التجارية الجديدة، مضيفاً: "لذلك، أعتقد أن المزاعم من أن السماء ستسقط على الأرض هي سابقة لأوانها وربما لا تكون دقيقة".

(العربي الجديد، فرانس برس)
المساهمون