وجاءت الاستقالة، استباقاً لاجتماع مجلس إدارة "رينو" اليوم لعزل غصن واختيار بديل عنه لرئاسة الشركة، في خطوة قد تساعد في تخفيف التوترات مع شريك التحالف "نيسان" بعد إلقاء القبض على غصن في اليابان بدعوى ارتكاب مخالفات مالية.
ويدرس الاجتماع مقترح تعيين رئيس ميشيلان المنصرف جون-دومينيك سينار رئيسا لمجلس الإدارة وترقية تييري بولوريه نائب غصن لمنصب الرئيس التنفيذي، حسبما قالته ثلاثة مصادر مطلعة لـ"رويترز".
ويتمتع سينار بدعم الحكومة الفرنسية، المساهم الأول في المجموعة بـ15 بالمئة من رأسمالها، وحوالى 22 بالمئة من حقوق التصويت. وكان قد قرر التخلي عن رئاسة ميشلان في أيار/مايو، وفق "فرانس برس".
أما بولوريه فيتولى إدارة المجموعة بالنيابة منذ نهاية تشرين الثاني/نوفمبر، ويمثل الاستمرارية داخل المجموعة التي التحق بها في 2012 قادما من مجموعة "فوريسيا".
ويأتي تعيين بولوريه، وهو خبير في شؤون آسيا واليابان، في وقت تطرح فيه تساؤلات حتى داخل رينو عن العلاقات المقبلة مع مجموعة "نيسان".
وعلى الرغم من تأكيدات المدير العام لشركة نيسان هيروتو سايكاوا أن التحالف الذي بناه غصن بين "رينو" و"نيسان": "ليس في خطر إطلاقا"، تبقى التساؤلات كبيرة.
فمن سيرأس مثلا هذا التحالف الذي احتل المرتبة الأولى في العالم في 2017 في صناعة السيارات ببيع 10.6 ملايين آلية، بينها 3.76 ملايين من "رينو" و5.81 ملايين من "نيسان"؟
ويبدو أن هذه القضية ستكون صعبة، وفق "فرانس برس"، مع أن النظام الداخلي للتحالف المسجل في هولندا يقضي بأن تختار "رينو" رئيس مجلس الإدارة و"نيسان" نائب الرئيس.
وحتى توقيفه في 19 تشرين الثاني/نوفمبر، كان غصن رئيسا لمجلس إدارة رينو ومديرها العام، ورئيسا لتحالف رينو-نيسان-ميتسوبيشي ورئيس مجلسي إدارتي "نيسان" و"ميتسوبيشي موتورز".
وسيبقى غصن موقوفا حاليا بعدما رفضت محكمة في طوكيو الإفراج عنه بكفالة. وتتهمه النيابة اليابانية بعدم الإفصاح عن جزء من دخله يبلغ نحو خمسة مليارات ين (46 مليون دولار) في بيانات رسمية قدمها للمساهمين بين عامي 2010 و2015، في محاولة على ما يبدو لتجنب الشبهات بأنه كان يتلقى أجرا زائدا.
ويواجه تهمة ثانية مشابهة كثيرا تتمثل بأنه واصل القيام بذلك بين العامين 2015 و2018 حيث لم يعلن عن جزء من دخله بلغ أربعة مليارات ين إضافية. كما وجه إليه المدعون تهمة الضلوع في مخطط معقد يقولون إنه هدف لتحميل "نيسان" خسائر مالية تكبدها في مشاريع خاصة به إذ لجأ إلى شخص سعودي اعتبر كضامن له وقام بتحويلات مالية لحسابه من حساب تابع لأحد فروع نيسان.
(فرانس برس، رويترز)