10 ملايين دولار خسائر هجمة إلكترونية على حسابات عملاء بنك كويتي

31 مارس 2019
القرصنة الإلكترونية على البنوك تمت من خارج الكويت(Getty)
+ الخط -

شهد القطاع المصرفي الكويتي هجمات إلكترونية جديدة تضمنت قرصنة على حسابات العملاء المصرفية، وذلك للمرة الأولى خلال العام الجاري، والرابعة خلال الـ 15 شهراً الماضية، حيث تمت القرصنة عبر رسائل إلكترونية للعملاء، فيما أعلن بنك الخليج، أحد البنوك الكويتية التقليدية، عن خسائر تصل إلى أكثر من 10 ملايين دولار، وذلك خلال 24 ساعة فقط، تمت القرصنة عليها إلكترونياً من خارج الكويت.

وفي تعليق البنك على الحادثة، قال إن ما حدث هو خلل تقني أثر على نظام التحويلات الدولية، مؤكداً أن حسابات العملاء في مأمن ولم تتأثر على الإطلاق، وأخذ البنك كل الإجراءات الفعالة بشكل فوري لمعالجة الموضوع.


وتزامن مع هذه الهجمات، إصدار اتحاد مصارف الكويت تعميماً يطمئن خلاله عملاء البنوك بالسيطرة على الوضع، ويؤكد على أن أنظمة المعلومات لدى البنوك المحلية تتمتع بمستويات الحماية المطلوبة للحفاظ على المعلومات والبيانات الخاصة بالعملاء.

وكانت "العربي الجديد" قد نشرت في شهر أكتوبر 2018، تقريراً يشير إلى أن البنوك العاملة في الكويت قد رصدت نحو مليار دولار لحماية أنظمتها من عمليات الاختراق الإلكترونية للعام المقبل 2019، مقابل 500 مليون دولار العام الجاري بزيادة تبلغ نسبتها 100%. 

استنفار المركزي

وأكد مسؤول بارز في بنك الكويت المركزي، أن الهجمات لم تتعد ما أعلن عنه بنك الخليج، مشيراً الى أن المركزي وجه البنوك برفع حالة الاستنفار القصوى في أقسامها التقنية لتحصين عملائها من أي هجمات محتملة خلال الفترة الحالية.

وأضاف المسؤول في تصريحات لـ "العربي الجديد" أنه "فور إبلاغ بنك الخليج عن الحادثة التي تعرض لها تم تفعيل إجراءات التأمين المتبعة بمثل هذه الحالات، وتم إرسال فريق متخصص الى البنك لمتابعة التحقيقات في الواقعة والمساعدة في تأمين شبكة البنك المصرفية الالكترونية، حتى لا تتعرض لأي هجمات أخرى".


وفي سياق متصل، يؤكد الخبير المصرفي وعضو مجلس إدارة بنك الدولي الكويتي جاسم زينل  في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد" على أن الوضع لدى البنوك الكويتية في الوقت الحالي هادئ، وليس هناك أي أمر مقلق، مشدداً على اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية حتى لا تتكرر هذه الهجمات مرة أخرى.

ويضيف زينل أن البنوك دائماً ما تواجه هجمات إلكترونية بشكل متكرر، ولكن 99% من هذه العمليات تنتهي بالفشل وهناك 1% فقط أو أقل من ذلك يتمكن من النجاح واختراق الحسابات البنكية، مؤكداً على أن جدار الحماية الأمني لدى البنوك الكويتية قوي وقادر على إفشال عمليات القرصنة على حسابات العملاء.

الهجمات قد تستمر
من جانبه، يقول المدير الإقليمي ومسؤول خدمات تكنولوجيا المخاطر في شركة كازبركسي طارق الحسيني لـ "العربي الجديد" أن الكويت كانت وما زالت عرضة للهجمات الإلكترونية والاختراقات الأمنية، فهي ليست محصنة من الاختراقات، والدليل على ذلك ما تعرضت له المؤسسات المالية والنفطية في الكويت من هجمات الكترونية خلال العامين الماضيين.

ويضيف الحسيني أن الكويت أصبحت هدفاً للهجمات الالكترونية لأسباب اقتصادية، فهي إحدى الدول الغنية بالنفط، وتتمتع ببنية تحتية حساسة، كمصافي النفط والمنشآت المتعلقة بصناعات البترول، ما يجعل من حمايتها أمراً بالغ الأهمية، مؤكداً على أن الكويت تتمتع بالأمن المالي الحصين، لكن أمن الشبكات لا علاقة له بالأمن المالي، فالهجمات تقع من خلال شبكات وأنظمة الحواسيب، لذلك على الكويت أن تتحصن إلكترونياً، وليس مالياً فقط.

ويتحدث عن أن الهجمات الإلكترونية أصبحت ظاهرة بارزة في المنطقة وأصبحت تتكرر باستمرار منذ نحو عامين، لافتاً إلى أن الأسباب وراء هذه الهجمات تتنوع، منها أسباب مادية وتجارية، كالهجمات التي تتعرض لها البنوك والشركات الكبرى، وأسباب سياسية تظهر في أوقات الصراعات في بعض المناطق.

ويشير الى أن حجم الاحتراف والإتقان في الهجمات الإلكترونية، التي وقعت أخيراً في المنطقة، إلى أنه لا يمكن تنفيذها على يد شخص واحد، بل تُنفذ في إطار مؤسسي منظم يقف خلفها أناس محترفون.


المساهمون