تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتوصل بلاده إلى "اتفاق تجاري مهم للغاية" مع بريطانيا بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي، فيما بدت انعكاسات بريكست أكثر إرباكا للشركات، حيث انكمش قطاع التصنيع البريطاني بشكل غير متوقع في مايو/ أيار الماضي، للمرة الأولى منذ الاستفتاء المباشر على الخروج من الاتحاد الأوروبي منتصف عام 2016.
وقال ترامب مازحاً لرئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي، التي أعلنت استقالتها، أن عليها "البقاء" وإقامة تحالف اقتصادي أقوى مع الولايات المتحدة عندما تغادر بلادها الاتحاد الأوروبي.
وأضاف خلال اجتماع في لندن، اليوم الثلاثاء، حضره رؤساء كبرى الشركات التجارية ووزراء: "أثمّن كثيراً العلاقة بيننا". وتابع "أعتقد أننا سنتوصل إلى اتفاق تجاري مهم للغاية. سيكون اتفاقاً منصفاً جداً. نريد إنجازه وسننجزه". ورغم انتقاده مراراً لاستراتيجية ماي بشأن بريكست، إلا أن ترامب قال إنها قامت بـ"عمل رائع".
وتتركز زيارة ترامب التي تستمر ثلاثة أيام حول إحياء الذكرى الـ75، الأربعاء، في جنوب بريطانيا لإنزال النورماندي. وقبيل وصوله، حضّ ترامب بريطانيا على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق، مشيرا إلى أن وزير الخارجية السابق المؤيد لبريكست بوريس جونسون سيكون خياراً "ممتازاً" لرئاسة الحكومة وإتمام عملية الانسحاب.
ويتوقع أن تتطرق المحادثات التي يجريها ترامب، وفق وكالة فرانس برس، إلى استخدام بريطانيا المحتمل لتكنولوجيا مجموعة الاتصالات الصينية العملاقة "هواوي" لتأسيس شبكات الإنترنت من الجيل الخامس.
وقال مسؤول حكومي بريطاني لصحيفة "ذي تايمز" إن ماي لن تقدم "أي اعتذارات" بشأن قرارها الذي تحدثت عنه تقارير إعلامية بالسماح لهواوي بصناعة بعض المكونات غير الأساسية في خدمة الهواتف المتحركة من الجيل المقبل، فيما لمّحت الإدارة الأميركية إلى أن ذلك من شأنه أن يحد من قدرتها على مشاركة المعلومات الاستخباراتية مع بريطانيا.
وبجانب المواجهة التجارية بين الولايات المتحدة والصين، فإن ثمة نزاعا في قطاع التكنولوجيا. فقد أدرجت واشنطن في مايو/ أيار الماضي هواوي على لائحة سوداء للشركات التي يمنع حصولها على تكنولوجيا أميركية.
وردت بكين بالإعلان عن وضع "لائحة سوداء" للشركات الأجنبية "غير الجديرة بالثقة". كما لمحت الحكومة الصينية إلى أنها يمكن أن توقف تصدير "المعادن النادرة"، التي تحتاج إليها الصناعة الأميركية لعدد من صناعات التكنولوجيا.
ووفق وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، يوم السبت الماضي، فإن بكين ستفتح تحقيقاً لتحديد ما إذا كانت شركة فيدكس لخدمات الطرود قد أضرت بمصالح عملائها وحقوقهم القانونية، مشيرة إلى أن الشركة الأميركية لم تسلم الأغراض إلى العناوين الصحيحة في الصين أخيراً، دون الخوض في تفاصيل.
وأعلنت شركة هواوي الصينية لمعدات الاتصالات قبل أيام، أنها ستراجع علاقتها مع فيدكس. وقالت إن الشركة حوّلت طردين موجهين إليها في آسيا إلى الولايات المتحدة وحاولت إعادة توجيه طردين آخرين، فيما لم تعلق فيدكس في الصين على هذه الاتهامات.