وقالت وسائل الإعلام الرسمية الصينية، اليوم الإثنين، إن الهدنة التي اتفقت عليها الصين والولايات المتحدة في حربهما التجارية في مطلع الأسبوع، قد تساعدهما على حل خلافاتهما بشكل ودي. ولكن أضافت أن تحسن العلاقات بشكل دائم يعتمد على مدى "صدق" الولايات المتحدة.
وكانت الصين والولايات المتحدة قد اتفقتا على وقف فرض رسوم جمركية جديدة، خلال محادثات جرت بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والصيني شي جين بينغ في الأرجنتين يوم السبت، بعد تصاعد التوترات بينهما على مدى أشهر بشأن التجارة وقضايا أخرى.
ووافقت الولايات المتحدة على عدم زيادة الرسوم الجمركية في أول يناير/ كانون الثاني، في حين وافقت الصين على شراء منتجات زراعية من المزارعين الأميركيين فورا.
واتفق الجانبان أيضا على بدء مباحثات بشأن كيفية حل قضايا تهمّ البلدان، من بينها حماية الملكية الفكرية والحواجز التجارية غير الجمركية والسرقة الإلكترونية.
ولكن صحيفة "تشاينا ديلي الرسمية" قالت، في مقال افتتاحي، إنه على الرغم من أن "التوافق" الجديد تطور يستحق الترحيب ومنح الجانبين "متنفسا" لحل خلافاتهما، ليس هناك "عصا سحرية" تسمح بإنهاء خلافاتهما فورا.
وأضافت: "في ضوء تعقد التفاعل بين الاقتصادين سيظل باقي العالم يحبس أنفاسه".
وفي مقال منفصل نُشر يوم الأحد، قالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إن التوافق الجديد "يظهر أنه ما دام الجانبان صادقين سيكون هناك مخرج".
ودعت الجانبين إلى "اتخاذ خطوات فورية" لمعالجة المخاوف وإعادة العلاقات التجارية والاقتصادية إلى مسارها الطبيعي، ولكنها حذرت من أنه ما زال أمامهما" طريق طويل يتعين قطعه قبل إمكان تحقيق أي شيء جوهري".
وقالت صحيفة "غلوبال تايمز"، واسعة الانتشار التي تصدرها صحيفة الشعب الرسمية الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الحاكم الصيني، إنه يجب أن تتحلى توقعات الناس بالواقعية.
وشرحت في مقال افتتاحي: "على الشعب الصيني أن يتذكر أن المفاوضات التجارية الصينية -الأميركية متأرجحة. رؤية الصين الواسعة للإصلاح والانفتاح تدرك أن بقية العالم يفعل الأمور بشكل مختلف".
وهناك أيضا اختلافات في الحسابات الصينية والأميركية لم يتم الاتفاق عليها. وقال البيت الأبيض أيضا إن الصين "مستعدة للموافقة" على صفقة لم تقرها من قبل لاستحواذ شركة كوالكوم الأميركية على شركة "إن.إكس.بي الهولندية" لأشباه الموصلات "إذا أعيد طرحها".
ولم تشر وسائل الإعلام الرسمية الصينية بشكل يذكر لمسألة كوالكوم، التي لم يتناولها وزير الخارجية الصيني خلال مؤتمر صحافي في بوينس آيرس مساء السبت.
وفي يوليو/تموز الماضي تخلت كوالكوم، أكبر شركة في العالم لتصنيع رقائق الهواتف الذكية، عن صفقة بقيمة 44 مليار دولار لشراء "إن.إكس.بي" بعد أن فشلت في الحصول على موافقة الجهات التنظيمية في الصين لتصبح من الضحايا البارزين للخلاف التجاري بين الصين والولايات المتحدة.
(رويترز، العربي الجديد)