واصل النفط مكاسبه، اليوم الثلاثاء، بفضل توقعات بتبني بنوك مركزية على الأرجح إجراءات تحفيز مالي لمواجهة أثر تفشي فيروس كورونا والتفاؤل المتزايد حيال تخفيضات أكبر لإنتاج أوبك هذا الأسبوع.
وزاد خام برنت 56 سنتاً للبرميل أو 1.1% إلى 52.46 دولاراً للبرميل. وصعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 71 سنتا، ما يعادل 1.5% إلى 47.46 دولاراً للبرميل. وارتفعت العقود الآجلة للخامين أكثر من 3% في وقت سابق من الجلسة. وتعافى الخامان إلى حد ما خلال اليومين السابقين بعد خسائر تجاوزت 20% من ذروة 2020 في يناير/كانون الثاني جراء مؤشرات على ضعف الطلب على الوقود بسبب فيروس كورونا.
وقالت متحدثة باسم وزارة الخزانة الأميركية، أمس، إن وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية في مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى سيعقدون مؤتمرا عبر الهاتف، صباح اليوم الثلاثاء، لبحث تدابير للتعامل مع تفشي الفيروس وتداعياته المتنامية على الاقتصاد.
ومع استمرار المخاوف بشأن الطلب على الخام، يدرس عدد من الأعضاء الرئيسيين في أوبك خفضا أكبر للإنتاج ربما بواقع مليون برميل يوميا. وكان الاقتراح السابق ينص على خفض إضافي 600 ألف برميل يومياً.
ومن المتوقع أن تعلن أوبك وحلفاؤها، في ما يعرف بمجموعة أوبك+، تخفيضات أعمق للإنتاج في اجتماعهم يومي الخامس والسادس من مارس/آذار في فيينا. وكانت المجموعة قد اتفقت على خفض الإنتاج بواقع 1.7 مليون برميل يوميا حتى نهاية مارس.
والإثنين، توقع بنك "أوف أميركا غلوبال"، بلوغ سعر برميل خام برنت 54 دولارا في المتوسط خلال 2020، منخفضا 8 دولارات عن تقديراته السابقة، الأسبوع الماضي، البالغة 62 دولارا للبرميل. وأعلنت الصين، الثلاثاء، ارتفاع عدد الوفيات في البلاد جراء الإصابة بفيروس كورونا الجديد إلى 2945، بينما بلغ عدد الإصابات 80.15 ألفا.
وقال ليونيد فيدون، نائب رئيس لوك أويل، ثاني أكبر شركة منتجة للنفط في روسيا، لوكالة رويترز، إن اقتراح أوبك بخفض إنتاج النفط بما يصل إلى مليون برميل يوميا يكفي لتحقيق توازن في السوق ودفع أسعار النفط مجددا إلى 60 دولارا للبرميل.
وتصريح فيدون قد يلمح إلى أن روسيا ربما تكون مستعدة للموافقة على مقترحات أوبك بتخفيضات جديدة للإنتاج. وتضمنت الدعوة الأولى لدعم الأسعار اقتراح خفض الإنتاج بمقدار 600 ألف برميل يوميا إلى جانب التخفيضات الحالية بواقع 1.7 مليون برميل يوميا وتنتهي في الشهر الحالي. واقترحت أوبك في ما بعد تخفيضات أكبر تصل إلى مليون برميل يوميا. ولم توافق روسيا بعد على أي تخفيضات جديدة.
وقال فيدون "فيروس كورونا عامل قصير الأمد يؤثر على أسعار النفط. سيكون هناك اجتماع لأوبك (والمنتجين المستقلين)، سيتم اتخاذ إجراءات تعويضية، وهو ما سيخرج فائض النفط من السوق وأسعار الخام ستنتعش".
وروسيا أكبر مصدر للنفط في العالم بعد السعودية. والشراكة مع أوبك ضرورية لميزانية روسيا وعلاقاتها مع قادة الشرق الأوسط، إذ تلعب موسكو دوراً مهماً في عدد من الصراعات في المنطقة.
واجتمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع شركات نفط، من بينها لوك أويل، يوم الأحد، وأشار إلى أنه يفضل تحركا مشتركا مع أوبك، ولكنه أكد أن مستوى السعر الحالي للنفط مقبول لدى موسكو، مشيرا إلى أن مشاركة روسيا قد تكون محدودة.
وتلمح تصريحات فيدون، وهو أيضا ثاني أكبر مساهم في لوك أويل، إلى أن روسيا ربما تنضم لأوبك في تخفيضات جديدة. وفي ساعة متأخرة من مساء أمس، صرح فيدون للصحافيين بأن من المتوقع أن تخفض روسيا إنتاج النفط بما بين 200 و300 ألف برميل يوميا. كما لمح إلى أن تخفيضات أوبك+ قد تزيد عن مليون برميل يوميا، ولكن في مقابلة نادرة مع رويترز لاحقا، قال فيدون إن المقترحات الحالية ينبغي أن تكون كافية.
وأضاف "رأيي أن خفضا (مشتركا) بين 600 ألف ومليون برميل يوميا كاف لتحقيق توازن في السوق". وقال إن هذا كاف لتعافي النفط إلى 60 دولارا للبرميل. وتضخ لوك أويل 1.8 مليون برميل يوميا تقريبا، وهو رقم مساو لإنتاج نيجيريا عضو أوبك، ومعظمه من روسيا. كما أن لدى الشركة عمليات في دول من الاتحاد السوفييتي السابق فضلا عن العراق وأفريقيا وأماكن أخرى.
وأضاف "مستعدون لخفض (إنتاجنا النفطي) بالقدر الذي سيتم إبلاغنا به. من الأفضل أن تبيع نفطا أقل بسعر أعلى".
(رويترز، الأناضول)