قفز الجنيه الإسترليني لأعلى مستوى في شهرين اليوم الخميس، فيما تراجع سعر الدولار بعد خفض مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) سعر الفائدة ربع نقطة مئوية، وتزامناً مع هدوء القلق النفطي بعد الهجمات على منشآت "أرامكو" السعودية.
عاد المضاربون في أسواق الصرف لتركيز أنظارهم على السياسات النقدية لمصرف الاحتياط الفيدرالي "البنك المركزي الأميركي" الذي خفض سعر الفائدة مساء الأربعاء بمعدل ربع نقطة.
وانخفض الدولار بعد الصعود المتواصل منذ بداية الأسبوع الجاري بسبب القلق على إمدادات النفط السعودية واحتمالات الرد الأميركي على هجوم الحوثي على منشأتي نفط سعوديتين، في وقت استقر تقريباً سعر النفط، إذ ارتفع سعر البرميل في العقود الآجلة للخام الأميركي سِنتين فقط أو 0.03% ليسجل عند التسوية 58.13 دولاراً.
وبحسب رويترز، تراجع الدولار قليلاً مقابل سلة من العملات، إذ يواجه صعوبة في الارتفاع على الرغم من تبني مجلس الاحتياط الفدرالي نبرة أكثر ميلاً إلى التشديد النقدي عن المتوقع في اجتماعه مساء الأربعاء.
ولامس الجنيه الإسترليني أعلى مستوى في شهرين أثناء التعاملات اليوم الخميس، في أعقاب تعليقات من رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر بأنه يعتقد أن المفوضية يمكنها التوصل لاتفاق بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وصعد الاسترليني 0.67% أمام العملة الأميركية إلى 1.2552 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ 19 يوليو/ تموز. وأمام العملة الأوروبية، ارتفع الاسترليني 0.37% إلى 88.145 بنساً لليورو، وهو أعلى مستوى منذ 30 مايو/ أيار.
وأعلن بنك إنكلترا المركزي اليوم أن الضبابية التي تكتنف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تؤدي إلى عودة الفتور إلى اقتصاد بريطانيا وتضر بالإنتاجية، وإن عدم التوصل لاتفاق بخصوص الفترة الانتقالية بحلول 31 أكتوبر/ تشرين الأول قد ينتج عنه مزيد من الضعف.
وصوّت جميع الأعضاء التسعة في لجنة السياسة النقدية في بنك إنكلترا لصالح إبقاء أسعار الفائدة من دون تغيير عند 0.75% في قرار سبتمبر/ أيلول. وجددوا تحذيرهم من أن مغادرة الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق ستبطئ النمو وترفع الأسعار.
وخفض مجلس الاحتياط الفيدرالي الفائدة مرتين خلال العام الجاري وسط توقعات طفيفة بخفضها لمرة ثالثة قبل نهاية 2019، وهي سياسة نقدية بمثابة تحوط في مواجهة أضرار الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ومع ذلك، توقع عشرة أعضاء في البنك المركزي عدم خفض الفائدة لمرة ثالثة هذا العام.
وأبقى الفيدرالي على توقعاته بشأن نمو الاقتصاد الأميركي خلال السنوات القليلة المقبلة، متوقعاً عدم خفض الفائدة في عام 2020 وخفضها مرة واحدة في كل من عام 2021 و2022. وظهر انقسام بين أعضاء الفيدرالي بشأن المزيد من الخفض خلال 2019 نتيجة عدم اليقين بشأن النزاع التجاري ونمو الاقتصاد العالمي وحالة الاقتصاد الأميركي الذي لا يزال يبلي بلاء حسناً.
وأشار البنك المركزي إلى أن إنفاق الأسر لا يزال ينمو بوتيرة قوية، لكن استثمارات الأعمال والصادرات شهدت تراجعاً.
كما اتخذ الفيدرالي خطوة أخرى لتخفيف القيود في أسواق المال هذا الأسبوع وتجنب أي أضرار على الاقتصاد من خلال خفض معدل الفائدة على الاحتياطيات المفرطة إلى 1.8%، وجاء ذلك بعد ضخ 75 مليار دولار من السيولة عن طريق "الريبو".
وتشير توقعات البنك المركزي إلى أن الفائدة سوف تستقر عند 1.9% حتى نهاية 2020، ثم سترتفع إلى 2.1% عام 2021 وإلى 2.4% عام 2022، وهو ما يعد دون المستوى المحايد للفيدرالي (2.5%).