ارتفاع الأسعار يحوّل اللحوم إلى "كماليات" في سورية

17 ديسمبر 2014
الغلاء يحرم السوريين من اللحوم (أرشيف/Getty)
+ الخط -

"عن أي لحوم تسأل!". هكذا أجابنا العامل بالإغاثة في ريف إدلب المحرر، محمود عبد الرحمن، لدى سؤالنا عن
ارتفاع أسعار اللحوم في سورية أخيراً بنسبة بين 20 إلى 40% بحسب ما قالت المصادر لـ "العربي الجديد".
وأضاف عبد الرحمن: "لا تتضمن السلة الغذائية التي نوزعها لأسر الشهداء أي مادة بروتين حيواني، نظراً لارتفاع الأسعار وإمكانية استغناء المحتاجين عن اللحم لشراء الخبز والحطب للتدفئة، بعد انقطاع المازوت، أو غلاء سعر الليتر لأكثر من 200 ليرة سورية (1.2 دولار)".
وقال العامل بالإغاثة، في اتصال مع "العربي الجديد"، "تنتشر في مناطق إدلب المحررة اللحوم المثلجة مجهولة المصدر، وهي السلع الأكثر تداولاً نظراً لانخفاض سعرها، حيث يباع سعر كيلو الدجاج المثلج بنحو 300 ليرة سورية ولحم البقر المستورد بنحو 800 ليرة، في حين وصل سعر كيلو الدجاج محلي الإنتاج لأكثر من 500 ليرة وسعر كيلو لحم الخروف لنحو 1300 ليرة سورية".
وكانت أسعار اللحوم قد تصدرت قائمة السلع الأكثر ارتفاعاً في الأسواق السورية أخيراً، حيث وصل سعر كيلو الفروج الحي لنحو 575 ليرة وهو أعلى سعر منذ بداية الثورة في مارس/ آذار 2011، وتعدى سعر كيلو اللحم الأحمر "خروف" 1500 ليرة ولحم البقر 2000 ليرة سورية.
وعزا، رئيس لجنة مربّي الدواجن باتحاد غرف الزراعة السورية، نزار سعد الدين، ارتفاع الأسعار لأكثر من 40% عما كانت عليه إلى ارتفاع كلف الانتاج نظراً لارتفاع سعر المازوت وانقطاع التيار الكهربائي.
وقال سعد الدين، خلال تصريحات صحافية، "ارتفعت أسعار اللحوم الحمراء بالتوازي مع ارتفاع أسعار الدجاج من 1300 ليرة لحم مع العظم و2000 ليرة دون عظم، وسعر كيلو اللحوم "الرول المجمدة" إلى 750 ليرة، ولحم العجل إلى 1600 ليرة".

وأضاف المسؤول السوري أن من أسباب ارتفاع الأسعار، انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة واضطرار المربين الى استخدام المازوت في التدفئة، والذي يزيد سعر الليتر فيه عن 200 ليرة، إن توفر.
متعاملون من دمشق قالوا لـ"العربي الجديد": "إن الأسواق تعيش حالة فوضى واستقواء التجار بشكل يجعل الهجرة هي الطريق الوحيد للبقاء على قيد الحياة".
وأضافت المصادر، التي طلبت عدم ذكر اسمها، "نسمع عن تصدير نظام الأسد للخضار والفواكه إلى الأسواق الروسية وأسواقنا تعاني الندرة".
وعن أسباب فورة ارتفاع أسعار اللحوم، قالت المصادر: "ليست اللحوم وحدها ما ارتفع سعره، بل جنون الأسعار طال حتى الخبز وأجور النقل، وربما السبب الأهم في عدم توفر المشتقات النفطية في الأسواق السورية وانتشار السوق السوداء على مرأى ومسمع الجهات الرقابية، فسعر ليتر المازوت يزيد عن 200 ليرة، في حين تسعيرة الدولة 80 ليرة بعد الزيادة، وسعر أسطوانة الغاز يزيد عن 5000 ليرة إن توفرت. ونسمع من البائعين أن مزارع تربية الدجاج والخراف خاسرة لأنها تستخدم الفحم الحجري والمازوت في التدفئة، كما نسمع عن "دعم" مزارع الحكومة للأسعار وبيعها الدجاج بخسارة، لكن السوريين يعتبرون اللحوم من "الكماليات" نظراً لعدم قدرتهم على أسعارها".
وربط، المحلل السوري محمود حسين، الأسعار بشكل عام وأسعار اللحوم خاصة بتراجع الإنتاج في سورية بعد "الخراب والتدمير" وخروج معظم مزارع الدجاج عن الإنتاج، مذكراً بتراجع صرف الليرة الذي تشهده أخيراً، حيث وصل سعر صرف الدولار في دمشق إلى أكثر من 207 ليرات سورية بمكاتب الصرافة.
وأضاف المحلل السوري لـ "العربي الجديد": "صعوبة نقل الماشية على الطرقات التي لا يسيطر عليها نظام بشار الأسد سبب مهم في ارتفاع الأسعار، بالإضافة إلى أسباب أخرى تتعلق بارتفاع تكاليف الإنتاج، من علف ومواد تدفئة".
(الدولار = 176 ليرة سورية)
المساهمون