روسيا تقلص نفقات بناء الفنادق لكأس العالم 2018

14 يوليو 2015
بوتين في زيارة لأحد ملاعب كأس العالم 2018 (أرشيف/Getty)
+ الخط -

 سيجد مشجعو كرة القدم خلال نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2018 في روسيا أنفسهم ينامون في قوارب أو مخيمات على أحد الشواطئ، مثل تلك المخيمات الصيفية التي كانت منتشرة في حقبة الاتحاد السوفييتي السابق، بعدما قلصت روسيا الإنفاق على البطولة بخفض نفقات بناء فنادق جديدة.

وفي 2010 عندما فازت روسيا بحق استضافة كأس العالم، وعدت البلاد بتوفير 100 ألف غرفة للمشجعين الزائرين، وهو ما يتجاوز بكثير العدد الذي طلبه الاتحاد الدولي (الفيفا) وعدده 60 ألف غرفة فقط.

ومنذ ذلك الحين تعرضت روسيا لأزمة اقتصادية تفاقمت مع انهيار أسعار النفط العالمية والعقوبات الغربية المفروضة عليها، بسبب دورها في الأزمة الأوكرانية مما دفعها لتقليص طموحاتها.

وتخلت الحكومة الروسية في أبريل/نيسان الماضي عن خططها لبناء 25 فندقا لتوفر 27 مليار روبل (475 مليون دولار)، وخفضت الشهر الماضي من القيمة الإجمالية للإنفاق على البطولة لتصل إلى 631.5 مليار روبل، بعد أن وفرت مبلغ 30 مليار روبل كانت مخصصة لبند الإقامة.

ونقلت وكالة "رويترز"، عن مصدر قريب من اللجنة المنظمة للبطولة، أن المخططين لديهم عدة خطط بديلة أخرى لتقليل تكاليف الإقامة وقد ناقشوا استخدام المراكب كأماكن إقامة مؤقتة في المدن، التي تستضيف المباريات وتكون قريبة من نهر أو على شاطئ بحر.

وأضاف:" لا يمكننا تقليص عدد الإستادات أو ملاعب التدريب لكن عندما يكون لديك من 20 إلى 30 فندقا، حينها تكون لديك مرونة في التحرك بكل تأكيد".

وحذر المصدر من أن تقليص عدد الفنادق يعني أن المشجعين سيقطعون رحلات تبلغ مسافتها آلاف الكيلومترات، ما بين أماكن الإقامة وأماكن حضور المباريات.

ويخطط منظمون في مدينة نيجني نوفجورود، التي تقع على بعد 400 كيلومتر شرق موسكو، للسماح للجماهير بالإقامة في المدن الجامعية المخصصة للطلبة، قائلين إن هذا لن يقلص الميزانية المخصصة لسبل الإعاشة.

وقال نائب وزير التجارة والصناعة في المنطقة، ماكسيم بودوفينيكوف:" أحد ما ورثناه عن الحقبة الشيوعية هو تلك المخيمات التي يستخدمها الأطفال في فصل الصيف.. في الغابات بالقرب من الأنهار والبحيرات إلى جوار الماء توجد أماكن جميلة.. هذه الأماكن ستكون متاحة".

اقرأ أيضاً: بوتين يأمر بتقليص عدد العاملين في وزارة الداخلية 10%

وقال للصحافيين خلال جولة على مواقع تشييد الفنادق ذات الخمس نجوم:" في نيجني على الأقل سنملك عددا كبيرا من الغرف سيكون متاحا لكل شخص يريد الحضور. لا نتوقع حدوث أي مشاكل. في الواقع يمكنك القول إننا جاهزون الآن".

وسيحرص منظمو كأس العالم على تجنب الأزمة، التي حدثت خلال دورة الألعاب الشتوية الأولمبية، التي استضافها منتجع سوتشي العام الماضي، حيث كان يتم الانتهاء من تجهيز بعض الغرف بالفنادق بينما كان بعض الرياضيين والصحافيين ينتظرون الحصول على غرفة.

ومنذ انتهاء الدورة، يقول منتقدون إن الفنادق الفاخرة في المنتجع المطل على البحر الأسود، الذي يستضيف بعض مباريات كأس العالم، تعاني بسبب تراجع نسبة الإشغال.

وقال رئيس بلدية سوتشي هذا الأسبوع إن 20 ألف غرفة إضافية تم تشييدها منذ الأولمبياد، وإن نسبة إشغال الفنادق تبلغ نحو 76% منذ 2014.

وقال رئيس بلدية سوتشي للصحافيين، أناتولي باخوموف:" نأمل في حضور مليون مشجع في كأس العالم. ندرك أهمية البطولة للمدينة ولمكانتها ولصناعة السياحة والاقتصاد كذلك."

وهناك دلائل على أن شركات التشييد الخاصة مترددة في دخول مجال الاستثمار في سوق الفنادق التي تعاني بشدة.

وقال أندري ياكونين، الشريك المؤسس لشركة في.أي.واي للاستشارات الاستثمارية التي تملك استثمارات في سلاسل من الفنادق الفاخرة في كافة أنحاء البلاد، إن ارتفاع أسعار الفائدة جعل بناء الفنادق خصيصا لكأس العالم غير مجد.

وقال ياكونين للصحافيين:" في أي مكان في العالم يستضيف بطولات رياضية مهمة يتم تطوير البنية الأساسية الخاصة بالإقامة فيه، ومن ثم استرجاع ما تم إنفاقه خلال أسبوعين.. إنهم فاشلون".

وانخفض عدد السائحين القادمين إلى روسيا، التي تندرج ضمن أعلى 45 دولة في العالم من حيث عدد الزائرين الذين تستقبلهم سنوياً، بنسبة 10% على أساس ربع سنوي وذلك في الشهور الثلاثة الأولى هذا العام وفقا لوكالة السياحة الروسية، كما انخفض معدل الإنفاق الاستهلاكي في البلاد متأثرا بالركود الاقتصادي.

 
اقرأ أيضاً: انكماش الاقتصاد الروسي للمرة الأولى منذ 2009

المساهمون