أبرز هذه العوامل الانخفاض الكبير الذي يحدث في إنتاج النفط الفنزويلي، وتداعيات الظروف السياسية التي تعيشها البلاد على المعروض النفطي العالمي، والنمو القوي للاقتصادات العالمية الكبرى، إضافة للتوترات السياسية.
ومن بين العوامل كذلك محاولة احتواء قيام حرب تجارية بين أميركا والصين، وإعلان الصين اليوم الأربعاء، فتح قطاعها المالي أمام المستثمرين الأجانب والتصريحات الإيجابية التي صدرت من قبل الرئيسين، الأميركي دونالد ترامب والصيني جين بينغ شي. إذ إن من شأن حل النزاع الأميركي الصيني أن يزيح التوتر الاستثماري في الاقتصادات الغربية والآسيوية، ويرفع بالتالي الطلب على النفط.
أما العامل الثالث، فهو نذر انسحاب أميركا من الاتفاق النووي الإيراني. ويضاف إلى هذه العوامل عامل قصير الأمد وهو الضربة الجوية الأميركية المتوقعة على النظام السوري.
وعلى رغم أن سورية ليست دولة نفطية، فإن الضربة في حد ذاتها سترفع من حدة التوتر بين واشنطن وروسيا وتزيد من القلق في مشتريات الوسطاء من العقود المستقبلية للنفط.
وتدرس الولايات المتحدة وقوى غربية أخرى القيام بعمل عسكري لمعاقبة الرئيس السوري بشار الأسد على ما يعتقد بأنه هجوم بغاز سام، يوم السبت، على مدينة دوما في الغوطة الشرقية لدمشق.
وفي الصدد نفسه، قال فاتح بيرول، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، أمس، إن معروض النفط العالمي يظل مبعث قلق، وسط تخفيضات الإنتاج التي تقودها "أوبك" وروسيا، مع استمرار تراجع الإنتاج من الحقول النفطية المتقادمة.
وأضاف أن مبعث قلق كبير آخر يتمثل في تراجع إنتاج النفط الفنزويلي بمقدار النصف، منذ تنصيب الرئيس السابق هوجو تشافيز في 1999.
أما العامل الرابع، فهو تماسك "أوبك"، والتقيد الصارم لدول منظمة أوبك باتفاق خفض الإنتاج. وفي هذا الشأن، قال الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، محمد باركيندو، إن مستوى التزام الدول الأعضاء باتفاق تقييد الإمدادات تجاوز 100%، في فبراير/ شباط، وتوقع ارتفاع مستوى الالتزام أكثر، خلال مارس/ آذار. وأضاف أن الشراكة بين أوبك والمنتجين من خارجها تحقق نجاحاً، مشيراً إلى أن بيانات المنظمة تظهر انخفاض مخزونات السوق براً وبحراً.
لكنه قال إن المخزونات تظل فوق متوسط خمس سنوات، وإنه ما زال هناك ما ينبغي القيام به، مشدداً على أن العمل سيستمر في مراقبة السوق وتقييمها، بخاصة إثر إعادة التوازن إلى السوق.
وأشار إلى أن اللجنة الفنية المشتركة ستواصل اجتماعاتها خلال 2018، من أجل مواصلة تقييم البيانات. وحذّر من أن عودة التوازن إلى السوق لم تقابلها زيادة موازية في الاستثمارات.
وقال باركيندو إن المنظمة تظل متفائلة بأن المخزونات ستنخفض إلى متوسط خمس سنوات، ولكنه سيكون تفاؤلاً حذراً.
وأضاف أنه ينبغي النظر إلى ما هو أبعد من إعادة التوازن إلى السوق واستمرار الشراكة بين أوبك والمنتجين من خارجها.
من جانبه، قال وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه، اليوم الأربعاء، إن 60 دولاراً للبرميل سعر جيد للخام حالياً، إذ ينبغي أن تتحاشى السوق التقلبات. وقال زنغنه، الذي كان يحضر منتدى الطاقة العالمي: "أعتقد أن هذا الوضع حول 60 (دولاراً للبرميل) هو سعر جيد".
وأضاف: "أعتقد أن نظرتنا إلى السوق ينبغي ألا تكون للمدى القصير... من المهم للمنتجين والمستهلكين عدم حدوث تقلبات في السوق". ورد بالإيجاب عندما سُئل إن كان سعر 70 دولاراً لبرميل خام القياس العالمي برنت أعلى مما ينبغي.
وتابع أنه يأمل بأن تتمكن الهند وإيران من الانتهاء من الجوانب الرئيسية بشأن تطوير حقل الغاز الطبيعي "فرزاد ب"، خلال الشهرين القادمين.
وتراجعت أسعار النفط، اليوم الأربعاء، بعدما بلغت، يوم الثلاثاء، أعلى مستوى لها منذ 2014، بسبب تحذيرات من ضربات جوية ضد سورية خلال 72 ساعة. وبلغت العقود الآجلة لخام برنت 70.78 دولاراً للبرميل في التعاملات الصباحية، بانخفاض 26 سنتاً أو 0.4% عن آخر إغلاق لها. وبحسب رويترز، سجلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط، 65.38 دولاراً للبرميل، بانخفاض 13 سنتاً أو 0.2%.