زيوت مغشوشة للسيارات تهدد حياة المصريين

23 يوليو 2019
سيارات غير آمنة يقودها المصريون (Getty)
+ الخط -
كشفت مصادر مسؤولة في الإدارة العامة للمرور التابعة لوزارة الداخلية المصرية، أن هناك انتشاراً كبيراً داخل الأسواق في مختلف المحافظات لزيوت مغشوشة للسيارات، يتم بيعها داخل عدد من الأكشاك في الطرق السريعة والمحالّ، وتحمل أسماء زيوت يجهلها أغلب سائقي السيارات. ولفتت المصادر إلى أن رخص سعر هذه الزيوت يدفع البعض لشرائها، مشدداً أنها وراء العديد من أعطال السيارات وحوادث الطرق وإزهاق الأرواح.

وأضافت المصادر، التي رفضت الكشف عن هويتها، أن مصانع "بير السلم" (مصانع غير مرخصة) لإنتاج الزيوت المغشوشة انتشرت بطريقة كبيرة في عدد من المناطق الصناعية والمدن والمناطق النائية. وحملت المصادر هيئة البترول ومباحث وزارة التموين بمسؤولية عدم مواجهة غش الزيوت، مشيرة إلى أن الزيت الفاسد يؤدي إلى التآكل السريع للمحركات.

وتحتل مصر مراتب متقدمة على مستوى العالم من حيث ارتفاع معدلات حوادث الطرق، الذي يؤدي بعضها إلى الوفاة، في حين أن عدد ضحايا الحوادث خلال العام الأخير بلغ 25 ألف شخص بين قتيل ومصاب، بالإضافة إلى أكثر من 30 مليار جنيه خسائر مادية، بين أعطال السيارات وأكلاف الصحة، وفق المصادر.

وإلى جانب "الزيوت المغشوشة" انتشرت كميات كبيرة من قطع غيار السيارات غير الصالحة للاستخدام، التي يتم استيرادها من الخارج وبيعها للمواطنين، وأصبحت لها أسواق معروفة من بينها "سوق التوفيقية" وتدر أرباحاً طائلة للتجار، ولكنها تندرج تحت مسمى "الغش التجاري" وهو ما يتطلب أحكام الرقابة على الصادرات والواردات لتتوفر الحماية والسلامة للمصريين.

وكان وكيل لجنة النقل في مجلس النواب المصري محمد عبد الله زين الدين، طالب الحكومة بسرعة مواجهة "الزيوت المغشوشة" و"قطع الغيار غير الأصلية"، التي انتشرت في الشوارع والمحالّ التجارية، موضحاً أنها سبب رئيسي لانتشار حوادث الطرق وإزهاق الأرواح. وشدد على أن المحافظات تغرق في بحر من الزيوت المضروبة، وخاصة في ظل عدم قدرة المواطن العادي على التمييز بين الزيت المغشوش عن الأصلي.

وأضاف أن هناك المئات من المصانع غير المرخصة، وأكشاكاً تقوم بتجميع زيوت السيارات المستعملة من قبل محطات الوقود ومنافذ بيع الزيوت، وإعادة تدويرها، من خلال تنقية الزيوت المستعملة من الشوائب، وخلطها إما بسولار أو زيت آخر أو موادّ لزجة لتبدو مثل الزيت الأصلي.

وحذرت عضوة مجلس النواب المصري أنيسة حسونة، من خطورة انتشار زيوت السيارات المغشوشة التي يستخدمها المواطنون من دون علمهم، ولا يكتشفون ذلك إلا وقت الحادث.

واعتبرت أن انتشار مسلسل حوادث الطرق بطريقة يومية أصبح مصدر قلق للجميع، وخاصة مع إزهاق الأرواح. وشددت على أن بعض ورش الميكانيك تستغلّ ضعف الرقابة والقانون والحكومة، للقيام باستخدام زيوت غير صالحة وقطع غيار مستعملة، مقابل الحصول على أموال إضافية، والنتيجة بعد ذلك حدوث الكوارث الكبيرة.

وتساءلت: "أين الدور الرقابي الذي تقوم به الجهات والهيئات المعنية في مواجهة الغش التجاري؟" مطالبة بضرورة مواجهة "نزف الأسفلت" بأسرع وقت ممكن.
المساهمون