ألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باللوم، أمس الجمعة، في انهيار أسعار الخام، على انسحاب السعودية من اتفاق "أوبك+" بشأن الإمدادات، وعلى تأثير فيروس كورونا سلباً في الطلب. بينما أبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترامب الدولتين بأن تتوقفا عن "التواطؤ" وإغراق السوق، مؤكداً أنه سيتصدى لأي محاولات لـ"التواطؤ" في أسواق الطاقة تؤثر على الصناعة الأميركية.
وكشف ترامب أنه توسّط في اتفاق مع منتجي النفط الرئيسيين، روسيا والسعودية، على خفض الإنتاج ووقف هبوط سعر الخام، في ظل جائحة فيروس كورونا العالمية، حسب ما نقل عنه المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، لاري كودلو، بيد أنّ التفاصيل بشأن كيفية تنفيذ التخفيضات غير واضحة.
وقال ترامب، وفق ما نقله كودلو، لـ"رويترز"، إن البلدين قد يخفضان الإنتاج بما يتراوح بين 10 ملايين و15 مليون برميل يومياً، وهو رقم غير مسبوق، إذ يوازي 10 إلى 15% من المعروض العالمي، وسيتطلب مشاركة دول من خارج "أوبك" والدول الحليفة لها.
وقال إنه لم يقدم أي تنازلات إلى السعودية وروسيا، مثل الموافقة على خفض الإنتاج الأميركي المحلي، وهي الخطوة التي تحظرها قوانين مكافحة الاحتكار الأميركية.
وعاد ترامب إلى القول، في وقت لاحق الجمعة، إنّ ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان وبوتين كليهما يريدان أن يحدث "شيء ما" لتحقيق استقرار سوق النفط العالمية التي هبطت فيها الأسعار بحوالي الثلثين هذا العام.
وفي مستهل اجتماع في البيت الأبيض مع رؤساء شركات النفط الأميركية، قال ترامب، بحسب "رويترز"، إنّ الاجتماع سيتناول آثار فيروس كورونا على صناعة النفط. وأضاف "سنجتاز هذا المأزق وسنستعيد نشاط قطاعنا للطاقة".
وقال بوتين إن بلاده تريد أن ترى تحركاً مشتركاً بشأن أسواق النفط العالمية وخفضاً لإنتاج الخام بحوالى 10 ملايين برميل يومياً. ومتحدثاً في تعليقات مذاعة تلفزيونياً، قال بوتين إن روسيا مستعدة للعمل مع الولايات المتحدة، وإن موسكو ستكون راضية عن سعر للنفط عند 42 دولاراً.
السعودية تنفي
نقلت وكالة الأنباء السعودية عن الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز وزير الطاقة نفيه، اليوم السبت، ما ورد في تصريح لوزير الطاقة الروسي يوم الجمعة وجاء فيه رفض المملكة العربية السعودية تمديد اتفاق أوبك وانسحابها منه.
وأكد الأمير عبد العزيز سياسة السعودية البترولية التي تقضي بالعمل على توازن الأسواق واستقرارها، بما يخدم مصالح المنتجين والمستهلكين على حد سواء.
وقال الأمير عبد العزيز في بيان إن "وزير الطاقة الروسي هو المبادر إلى الخروج للإعلام والتصريح بأن الدول في حل من التزاماتها اعتباراً من الأول من إبريل، مما أدى إلى زيادة الدول في إنتاجها لمقابلة انخفاض الأسعار لتعويض النقص في الإيرادات".
يأتي ذلك فيما قفز سعر برميل عقود برنت عند التسوية 13.93% متجاوزاً 34.11 دولاراً، بدعم من آمال في اتفاق جديد لخفض الإنتاج، وعقود الخام الأميركي أكثر من 11.93% إلى مستويات فوق 28.34 دولاراً. وأنهى برنت الأسبوع على مكاسب 36.8%، وهي أكبر زيادة أسبوعية بالنسبة المئوية في تاريخ عقود خام القياس العالمي.
محادثات "أوبك" والمنتجين يوم الاثنين
تعقد منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" وحليفاتها من خارج المنظمة، اجتماعاً عبر الفيديو، الاثنين، إثر إعلان ترامب، الخميس، أنّ السعودية وروسيا قد تخفضان إنتاجهما، ما أدى إلى تحسّن الأسعار.
وأكد مصدر قريب من المنظمة في فيينا، لوكالة "فرانس برس"، عقد الاجتماع. وبصفتها رئيسة المنظمة، دعت السعودية، الخميس، أعضاء "أوبك" والدول النفطية الشريكة لها، إلى اجتماع "عاجل" للوصول إلى "اتفاق عادل" يعيد "التوازن" إلى أسواق الخام.
ويتعرض سوق الذهب الأسود لضغوط جراء ضعف الطلب؛ بسبب القيود المفروضة على نقل الأشخاص والبضائع حول العالم لمكافحة انتشار جائحة "كوفيد-19". وفي الوقت نفسه، ما زال العرض وفيراً، وسط حرب أسعار بين الرياض وموسكو.
بالمثل، قال بيان صادر عن وزارة الطاقة الأذربيجانية إن "أذربيجان دعت إلى اجتماع لوزراء أوبك والدول النفطية غير الأعضاء في المنظمة عبر الفيديو، في السادس من إبريل/نيسان، من أجل إعادة الاستقرار إلى السوق النفطي".
وأوضحت باكو، وهي من شركاء "أوبك"، أنّ الاجتماع يُعقد بناء على دعوة من الرياض وبعد محادثات بين السعودية والرئيس ترامب، ويهدف إلى تبنّي "إعلان جديد حول التعاون".
ونقلت وكالة الأنباء الروسية "ريا نوفوستي" عن مصدر روسي، أنّ موعد الاجتماع هو السادس من إبريل/نيسان، مشيرة إلى أنّ المحادثات ستتناول إمكان خفض الإنتاج بحوالى 10 ملايين برميل في اليوم.
وكالة الطاقة الدولية
وقال رئيس وكالة الطاقة الدولية، الجمعة، إنّ تخفيضات عميقة للإنتاج من "أوبك" ودول أخرى منتجة للنفط، لن تحول دون تراكم هائل للخام عالمياً، مناشداً دول العالم ذات الاقتصادات الأكثر ثراء مناقشة طرق أوسع نطاقاً لتحقيق الاستقرار في أسواق النفط.
وأبلغ فاتح بيرول، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، "رويترز"، أنّ الإجراءات الرامية إلى احتواء انتشار فيروس كورونا أدت إلى فاقد "لم يسبق له مثيل" في الطلب قد يصل إلى ربع الاستهلاك العالمي.
وتحدّث بيرول، لـ"رويترز"، بعد أن تحدث مع وزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان قبيل اجتماع أوبك وحلفائها، في إطار ما يعرف بمجموعة "أوبك+"، يوم الاثنين، لمناقشة الإنتاج لوقف انهيار أسعار النفط.