وأصدرت منظمة التجارة العالمية مؤخرا، تحذيرا لدول العالم من مخاطر أزمة غذائية مرتقبة بسبب جائحة كورونا وانعزال العديد من الدول وإغلاق حدودها، إلى جانب إجراءات بتقیید تصدير الحبوب ودعوة مستثمريها إلى تخزين ھذه المادة ضمن خطة رفع المخزون الاستراتيجي، ما يضع الدول الموردة لهذه المادة في مهب تقلبات السوق العالمية.
وقالت المنظمة، الأسبوع الماضي، إن "من شأن عودة الحمائية أن تتسبب بصدمات جديدة فوق تلك التي نعاني منها حاليا"، مؤكدة أن "إبقاء الأسواق مفتوحة أمام التجارة والاستثمارات الدولية من شأنه أن يساعد الاقتصادات على الانتعاش بشكل أسرع" مؤكدا: "سنرى انتعاشا أسرع مما لو تصرفت كل دولة على حدة".
وتتوقع منظمة التجارة العالمية أن "تنخفض التبادلات التجارية في 2020 بشكل حاد في جميع مناطق العالم، وفي كافة قطاعات الاقتصاد".
كما حذرت الأمم المتحدة من مخاطر نقص في المواد الغذائية بسبب اضطراب الإمدادات الذي سببه الوباء، موضحة أنها تخشى "موجة تقييد للصادرات".
مزيد من القيود
فرضت روسيا، أكبر مصدر للقمح في العالم، قيودا على تصديره، قبل أن تسمح بعد ذلك بتصدير شحنات متفق عليها.
أما رومانيا، إحدى أبرز الدول المصدرة للقمح أيضا، فقد أصدرت، الخميس الماضي، قرارا بحظر التصدير حتى منتصف مايو المقبل.
وقال وزير الداخلية الروماني، مارسل فيلا، إن رومانيا حظرت تصدير الحبوب إلى غير دول الاتحاد الأوروبي أثناء حالة الطوارئ المعلنة حتى منتصف مايو/ أيار، وذلك لتلبية حاجاتها المحلية في خضم تفشي فيروس كورونا المستجد.
تنازلات لزيادة المخزون
تجد دول مثل مصر والسعودية والجزائر، التي تستورد كميات كبيرة سنويا من الحبوب خاصة القمح، نفسها في هذا المأزق، خاصة مع إعلان دول مصدرة رئيسة للقمح عن وقف تصديره مؤقتا حتى منتصف مايو/أيار المقبل، مثل رومانيا.
وقدرت وزارة الزراعة الأميركية إجمالي واردات مصر من القمح للسنة المالية 2019-2020، التي تبدأ في يوليو/ تموز وتنتهي في يونيو/حزيران، بنحو 12.8 مليون طن.
وفي السعودية، من المرجح أن يظل الطلب من السعودية قويا، إذ يسعى كبار مستوردي المواد الغذائية إلى زيادة المخزونات الاستراتيجية بسبب كوفيد-19.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، قالت المؤسسة العامة للحبوب في السعودية إنها تطلب من المستثمرين السعوديين، الذين لهم أراض زراعية في الخارج، توريد 355 ألف طن من القمح إلى المملكة.
كما خففت السعودية، في أغسطس/ آب الماضي، مواصفات استيراد القمح الروسي، ويعد القمح القادم من منطقة البحر الأسود، والذي منشأه روسيا وأوكرانيا ورومانيا، عادة ما يكون أقل تكلفة بالنسبة للسعودية من حيث الشحن بسبب قصر زمن الرحلات. لكن أحجام الإمدادات في المستقبل ستتوقف على معايير الجودة في السعودية.
وقالت وزيرة الزراعة البرازيلية تريزا كريستينا إنه "في ضوء الوضع الحالي، فإن بعض القيود الصحية، التي عادة ما تطيل أمد العمليات وتستخدم كعوائق تجارية، يجري تجاوزها". وفتحت الكويت سوقها أمام لحم الأبقار البرازيلي، وستبدأ البرازيل أيضا في تصدير البيض المخصب إلى المغرب والإمارات العربية المتحدة، وفقا للوزارة.
وقالت الوزارة إن مصر أذنت لاثنين وأربعين مصنع لحوم بالتصدير إليها، بما في ذلك 27 مصنعا للدجاج و15 مصنعا للحم الأبقار.