ساهم تقليص تناول المنتجات الحيوانية من قبل ما يزيد عن 800 ألف شخص، لمدة شهر على الأقل خلال العام الماضي، في انخفاض حاد في مبيعات اللحوم الحمراء، حسبما أوردت صحيفة "ذا تايمز" اليوم الخميس.
ونتج عن اتباع نظام غذائي نباتي من قبل المزيد من الأشخاص للمرة الأولى، تدني ذبح حيوانات وصل إلى 3.6 ملايين أقل في الأشهر الستة الأولى من عام 2019 في المملكة المتحدة، وذلك وفق تحليل أجرته مؤسسة قنطار الاستشارية بتكليف من الجمعية النباتية.
وأدّى هذا التوجّه إلى انخفاض مبيعات اللحوم الحمراء أكثر من أي فئة أخرى في محلات السوبر ماركت العام الماضي، بما يقدّر بـ 185 مليون جنيه إسترليني أقل، وفق بحث منفصل أجرته شركة نيلسن. حيث انخفضت مبيعات لحوم البقر بنسبة 4 في المائة ولحم الخنزير بنسبة 6.4 في المائة.
وعلى النقيض من ذلك، ارتفعت مبيعات بدائل الأطعمة الخالية من اللحوم بنسبة 18 في المائة وبلغت 405 مليون جنيه إسترليني، وهو أعلى معدل نمو مقارنة بأي فئة أغذية أخرى. وتحوّل بعض المستهلكين إلى تناول المزيد من الدواجن والأسماك، التي يُنظر إليها غالبًا على أنها أكثر صحة، وارتفعت المبيعات بنسبة 1.4 في المائة و 1.2 في المائة على التوالي.
وتخلّى ما مجموعه 832 ألف شخص في المملكة المتحدة عن بعض المنتجات الحيوانية لأول مرة في يناير/كانون الثاني 2019، وفقًا لأبحاث قنطار، وبالاستناد إلى تتبع مشتريات 30 ألف أسرة.
وعندما سئلت هذه العائلات بعد ستة أشهر عن التزامها بهذا النهج، قال أكثر من النصف (57 في المائة) أنها لا تزال تتجنّب المنتجات ذاتها. بينما عادت بقية الأسر إلى تناول المنتجات الحيوانية، وقال ثلاثة أرباعها إنهم باتوا يتناولون كميات لحوم أقل من ذي قبل.
وكان السبب الأول أو الأكثر شعبية في الابتعاد أو التخلّي عن تناول المنتجات الحيوانية، هو الرغبة في اتباع نظام غذائي أكثر صحّة، وصل إلى 55 في المائة من الناس. بينما قال حوالي 49 في المائة منهم، إنّهم أصبحوا نباتيين لاهتمامهم بالرفاه الحيواني، بينما بلغت نسبة أولئك المهتمين بحماية البيئة 30 في المائة.
وكتبت "ذا تايمز" أنّ النظام الغذائي الغني باللحوم الحمراء، يحتوي على بصمة بيئية أكبر بكثير من ذلك الذي يعتمد على النباتات، حيث أظهرت الأبحاث أن لحم البقر يولد ما لا يقل عن ستة أضعاف انبعاثات غازات الاحتباس الحراري لكل كيلوغرام من البروتين مثل حبوب الصويا.
وتتطلب اللحوم الحمراء أيضًا 28 مرة من الأراضي لإنتاجها أكثر من الدجاج، وهي أحد المحركات الرئيسية لإزالة غابات الأمازون. وحوالي ثلثي أولئك الذين يتخلون عن المنتجات الحيوانية هم من النساء والثلث من الرجال.
في المقابل، قال ستيوارت روبرتس، نائب رئيس الاتحاد الوطني للمزارعين، إن مزارعي الماشية قد ينتهي بهم الأمر إلى تصدير المزيد مما ينتجونه.
وأضاف أنّه كان من المتوقع أن يرتفع استهلاك اللحوم على مستوى العالم على مدار العشرين إلى الثلاثين عامًا القادمة وأنه من الأفضل إنتاجه في بيئة بريطانية كونها أكثر استدامة مقارنة بتلك الدول التي تم فيها تدمير الغابات لتحويلها إلى أراض للرعي.
ولفت إلى أنّه يحق لكل شخص اختيار النظام الغذائي الذي يريده. لكن ما يشعره بالإحباط في هذا النقاش هو أن الناس يعتقدون أنّهم حين يختارون منتجًا نباتيًا عوضاً عن منتجات اللحوم، سيتمتعون بحياة أطول وصحة أفضل. لكن في الواقع إنّ هناك منتجات أكثر أو أقل استدامة في جميع المنتجات سواء كانت من اللحوم أو النبات.
وقد تضاعف سوق النباتيين في بريطانيا خلال العشرين سنة الماضية وتجاوز المليار جنيه إسترليني لأول مرة.