أبلغ وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك الصحافيين، اليوم الثلاثاء، بأن موسكو تنوي اقتراح زيادة إنتاج الدول الأعضاء في اتفاق أوبك والمستقلين بمقدار 1.5 مليون برميل يوميا، وذلك قبيل أيام من توجهه إلى فيينا لحضور اجتماع تلك الدول.
وقال نوفاك إن "السوق تنمو، والطلب (على النفط) ينمو، ونلحظ بالفعل توازنا في السوق"، لكنه لم يذكر حجم زيادة الإنتاج التي قد تنفذها روسيا، قائلا إن الأمر يتوقف على طاقة كل شركة.
وأضاف أنه سيكون من المنطقي تنفيذ الزيادات في الربع الثالث من العام، حيث يكون الطلب على النفط في ذروته، على أن يُعقد اجتماع في سبتمبر/أيلول للنظر في رد فعل السوق.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين في "أوبك" أن أعضاء المنظمة، إيران والجزائر وفنزويلا، سوف يعارضون زيادة إنتاج النفط على نحو فوري.
وبرز اليوم موقف لوزير النفط الإيراني بيجن نامدار زنغنه، قال فيه إن المشاكل في سوق النفط سياسية وليست ناجمة عن اختلال العرض والطلب، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يرغب في سعر نفط مرتفع لدعم الإنتاج الصخري، لكنه يهاجم أوبك لإخفاء نياته.
في غضون ذلك، توقعت لجنة فنية في أوبك هذا الأسبوع أن يظل الطلب العالمي على النفط قويا في النصف الثاني من 2018، بما يشير إلى أن بمقدور السوق استيعاب المزيد من إنتاج المنظمة.
ومن المقرر أن تجتمع أوبك يوم الجمعة، لاتخاذ قرار بشأن سياسة الإنتاج، وسط دعوات من مستهلكين كبار مثل الولايات المتحدة والصين لخفض أسعار النفط ودعم النمو العالمي عبر إنتاج المزيد من الخام.
وقالت ثلاثة مصادر في أوبك، اليوم الثلاثاء، إن اللجنة الاقتصادية لأوبك، وهي لجنة فنية، اجتمعت أمس الإثنين لمراجعة توقعات السوق وعرضها على وزراء النفط بالدول الأعضاء في وقت لاحق من الأسبوع.
وقال أحد المصادر: "إذا استمرت أوبك وحلفاؤها في الإنتاج عند مستويات مايو (أيار)، فإن السوق ربما تسجل عجزا في الأشهر الستة القادمة".
وصرّح مصدر آخر قائلا: "توقعات السوق في النصف الثاني قوية"، فيما قال أحد المصادر إن بعض الدول، بما في ذلك الجزائر وإيران وفنزويلا، قالت خلال الاجتماع إنها ما زالت تعارض زيادة إنتاج الخام.
مساومة كبيرة
وقال وزير النفط الإكوادوري كارلوس بيريز إن روسيا والسعودية تقترحان أن تزيد أوبك والمنتجون المستقلون الإنتاج بمقدار 1.5 مليون برميل يوميا.
وتكاد تمحو مثل هذه الخطوة تخفيضات الإنتاج القائمة حاليا البالغة 1.8 مليون برميل يوميا والتي ساعدت في استعادة السوق لتوازنها في الثمانية عشر شهرا الفائتة ورفعت أسعار النفط إلى قرابة 80 دولارا للبرميل من مستوى 27 دولارا في 2016.
وقال بيريز لدى وصوله إلى فيينا حيث مقر أوبك التي تضم 14 عضوا: "هناك دول أخرى لا تريد تقليص التخفيضات... سيكون الأمر صعبا... سيكون اجتماعا صعبا".
وكان العراق وإيران، ثاني وثالث أكبر منتجين في أوبك، قالا إنهما سيرفضان زيادات الإنتاج على أساس أن تلك التحركات تخالف اتفاقات سابقة للإبقاء على التخفيضات حتى نهاية العام.
وسيواجه البلدان صعوبات في زيادة الإنتاج، إذ تواجه إيران تجديدا لعقوبات أميركية ستؤثر على قطاع النفط فيها، بينما يعاني العراق من اختناقات تكبح الإنتاج.
وقال مصدران في أوبك لرويترز إن الكويت وسلطنة عمان، وهما حليفان خليجيان للسعودية، تعارضان الزيادات الفورية في الإنتاج.
وذكر مصدر في أوبك أن المقترح السعودي لزيادة الإنتاج 1.5 مليون برميل يوميا "مجرد وسيلة" لإقناع بقية الأعضاء بالتوصل إلى تفاهم بشأن زيادة أصغر في حدود 0.5 إلى 0.7 مليون برميل يوميا.
وتقول روسيا إن كبح الإنتاج لمدة طويلة للغاية قد يشجع نموا مرتفعا لا يحظى بالقبول لإنتاج الولايات المتحدة غير المشاركة في اتفاق الإنتاج.
رئيس شركة لوك أويل، ثاني أكبر منتج للنفط في روسيا، وحيد علي كبيروف، قال اليوم، إن تخفيضات الإنتاج العالمية يجب أن تُقلص بمقدار النصف، وإن لوك أويل قد تستأنف إنتاج النفط عند مستويات ما قبل التخفيضات في غضون شهرين إلى 3 أشهر.
محلل أسواق السلع الأولية لدى كومرتس بنك، كارستن فريتش، قال إن اجتماع يوم الجمعة سيكون صعبا على الأرجح بالنظر إلى الاختلافات الكبيرة في مواقف أعضاء أوبك.
وقال فريتش إن "الإجماع مطلوب في أي قرار لأوبك. يستدعي هذا اجتماع يونيو (حزيران) 2011، حين تعذر على أوبك الاتفاق على زيادة الإنتاج لتعويض التعطيلات... في ليبيا".
وأضاف: "انتهى ذلك الاجتماع دون إعلان مشترك. ثم وصف وزير البترول السعودي آنذاك علي النعيمي الاجتماع بأنه الأسوأ لأوبك على الإطلاق".
وما يعزز التوترات، إصرار إيران وفنزويلا على أن تبحث أوبك يوم الجمعة العقوبات الأميركية على البلدين، لكن الأمانة العامة للمنظمة رفضت طلبهما، وفقا لخطابات اطلعت عليها رويترز.
(العربي الجديد، رويترز)