توقع خبراء ومسؤولون استمرار سورية في استيراد القمح خلال عام 2019، رغم توقعات زيادة إنتاج القمح إلى 2 مليون طن، بعدما تراجع خلال عام 2018 إلى 1.2 مليون طن.
وكان 2018 هو الأسوأ في كمية القمح المنتجة في سورية منذ 29 عاماً، وفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة الدولية "فاو".
وبلغ إنتاج سورية من القمح قبل عام 2011 نحو 4 ملايين طن سنوياً، بينما تزيد حاجة الاستهلاك المحلي عن 2.3 مليون طن سنوياً، ما دفع البلاد إلى التحول إلى الاستيراد بعدما ظلت لسنوات بلداً مصدّراً للقمح.
ويتوقع الاقتصادي السوري حسين جميل لـ"العربي الجديد"، أنه وبعد أسوأ موسم عام 2018 هو الأقل إنتاجاً ربما منذ 29 سنة، من المتوقع أن يزيد موسم القمح للموسم المقبل عن 2 مليون طن، بسبب استعادة سيطرة نظام الأسد على بعض مواقع زراعة القمح شمال شرق سورية، وزيادة هطول الأمطار التي تبشر بموسم وفير.
ويوضح جميل أن مناطق سيطرة المعارضة السورية بانحسار مستمر، ولم تعد تنتج ما يكفي السكان، وخاصة بعد نزوح مئات الآلاف من مناطق حمص وريف دمشق، وبلغ سكان محافظة إدلب وريف حلب الجنوبي نحو 5 ملايين سوري، في حين أن إنتاج القمح بهذه المناطق لا يزيد عن 20 ألف طن، يذهب بعضها لمناطق النظام.
وتشير بيانات وزارة الزراعة في حكومة النظام، أن إجمالي المساحات المزروعة بمحصول القمح لموسم 2019، بلغت حتى الآن 757685 هكتاراً بنسبة تنفيذ 42% من الخطة المقررة، منها 303144 هكتاراً مروياً و454541 هكتاراً بعلاً، والمساحة المزروعة بمحصول الشعير بلغت 1065967 هكتاراً بنسبة تنفيذ 71% من الخطة، منها 53218 هكتاراً مروياً و1012749 هكتاراً بعلاً.
التحوّل للاستيراد
وأدى تراجع إنتاج القمح بشكل كبير في سورية خلال سنوات الحرب، إلى التحول من دولة مكتفية ذاتياً إلى مستوردة من الدول الداعمة للنظام، وخاصة روسيا.
يقول مدير فرع حبوب مدينة طرطوس الساحلية، محمد حسين أنه أمد مرفأ طرطوس خلال عام 2018 نحو 19 باخرة تحمل القمح المستورد، مشيراً إلى أن هذه السفن حملت كمية 423 ألف طن قمح وزّعت على فرع مطاحن طرطوس 105 آلاف طن، ودمشق 137.5 ألف طن، وحلب 111 ألف طن، وحمص 24.5 ألف طن وحماة بحدود 6 آلاف طن.
ولفت حسين خلال تصريحات اليوم الأربعاء، إلى أن المشتريات العام المنصرم بلغت من القمح المحلي المشول بحدود 4570 طناً منه 1470 طن قمح طري و3099 طن قمح قاس، وبلغت الكميات المسوقة تعاونياً بحدود 1148 طناً، كما اشترى فرع مطاحن طرطوس كمية 152 طناً وبلغت قيمة القمح المتسلّم من الفلاحين بحدود 803 ملايين ليرة تم تسديدها كاملة إلى الفلاحين عن طريق فروع المصرف الزراعي.
كان مدير مؤسسة الحبوب في حكومة المعارضة السورية، حسان محمد، قد كشف سابقاً لـ"العربي الجديد" عن تراجع كميات القمح المسوقة من المعارضة السورية، إذ "لم تزد الكمية خلال الموسم السابق عن 4500 طن"، مضيفاً أن "منع الفلاحين من بيع القمح لنا دفع كثيراً من المنتجين في محافظة إدلب، لتسليم محصولهم لمناطق نظام بشار الأسد، نظراً للسعر المرتفع الذي حدده النظام 175 ألف ليرة زائد أجور الشحن".
وقال تقرير سابق أصدرته منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، إن إنتاج القمح في سورية لعام 2018 لم يتجاوز 1.2 مليون طن، أي ثلثي إنتاج عام 2017، الذي بلغ فيه الإنتاج 1.7 مليون طن.
وأرجع التقرير سبب تراجع الإنتاج إلى عدة أسباب، أبرزها قلة الأمطار والجفاف خلال موسم زراعة القمح في سورية، في حين أدت الأمطار الغزيرة التي هطلت خارج الموسم إلى تضرره.
وعزت المنظمة سبب تراجع إنتاج القمح أيضاً، إلى تضرر مناطق زراعية واسعة في سورية وتشرد آلاف المزارعين بسبب النزاع، فضلاً عن عدم قدرة الفلاحين على دفع تكاليف الزراعة.
(الدولار 445 ليرة سورية)