الورشة التي تمتلئ بأكوام الورق، عرفت رحلة طويلة مع مهنة تصنيع كيس الورق خلال أكثر من 40 عاما قضاها "عطية" فيها، وشهدت كيف تصدى خلال تلك الأعوام لكيس النايلون.
توارث عطية صناعة أكياس الورق من خاله ووالده نقلا عن جده، إذ بدأ العمل في ورشة صناعة الأكياس الورقية في السادسة من عمره، وذلك لكثرة الطلب عليها في ذلك الوقت من أصحاب محلات الجزارة والعطارة والبقالة.
وتعتمد الصناعة بشكل رئيسي على ورق الكرافت، بجانب آلة لتقطيع الورق، ودقيق ونشاء ومياه مغلية لصناعة مادة طبيعية للصق الكيس الورقي، ولذي يمر في تصنيعه بخمس مراحل، هي التفصيل واللف والتطبيق والثني واللصق.
وبمرور الزمن بدأت صناعة الأكياس الورقية تندثر وتراجعت فيها الأيدي العاملة مع ظهور صناعة الكيس النايلون، إلى أن بدأت تتعافى من جديد خلال السنوات الماضية بسبب الأخطار الصحية الناجمة عن أكياس البلاستيك.
وزاد هذا الإقبال الملحوظ، بعد قرار محافظ البحر الأحمر في مارس/آذار الماضي حظر استخدام الأكياس البلاستيكية حفاظا على البيئة والكائنات البحرية، داعيا المواطنين للتعامل مع الأكياس الورقية، الأمر الذي أدى إلى زيادة الطلبات على ورشة عطية، ولكن العائق الأكبر أمامه لتنفيذ كل الطلبات كان قلة الإيدي العاملة في تلك المهنة.