طرحت شركات الاتصالات المحلية الثلاث في الكويت خدمة الجيل الخامس G5 للهواتف الذكية بسعر تجاري للعملاء يبدأ من 160 دولاراً في الشهر.
ووسط ردود أفعال غاضبة في الأسواق بسبب ارتفاع الأسعار، تدخلت الهيئة العامة للاتصالات الكويتية الحكومية المعنية بتنظيم القطاع، عبر إصدار بيان تُلزم فيه شركات الاتصالات بالخطط التسويقية المعتمدة من جانبها لتسعير خدمة الـ "G5" وما تتضمنه من شرائح تشمل جميع فئات المستخدمين.
وتعتبر الكويت أول دولة في الخليج والشرق الأوسط تطرح تقنية الجيل الخامس تجارياً للمستهلكين، وبعدها أعلنت شركة الاتصالات السعودية عن تدشينها رسمياً خدمة الجيل الخامس G5 بصورة تجارية ومتاحة للعملاء في عدد من مدن المملكة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية، أول من أمس السبت.
وتكمن أهمية هذه التقنية في كونها ستعود بالفائدة على المستخدمين ومقدمي الخدمات لتطوير سوق الاتصالات، وإحداث نقلة نوعية في عالم الإنترنت، إذ ستصل ذروة سرعتها إلى 20 غيغابايت في الثانية.
ويقول رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاتصالات الكويتية، سالم الأذينة، لـ "العربي الجديد"، إن الهيئة ستتخذ كل الإجراءات القانونية حيال الشركات المخالفة، في حال عدم طرحها الخدمة المذكورة بجميع الشرائح والفئات المعتمدة.
ويؤكد الأذينة ضرورة مراعاة شركات الاتصالات العاملة في السوق الكويتي المنافسة العادلة والشفافة، وإلا ستضطر الهيئة إلى اتخاذ الإجراءات الصارمة وفقا لقانون الاتصالات الكويتي.
ويضيف: "تبذل الكويت جهوداً حثيثة لتطوير قطاع الاتصالات الحيوي في الكويت، لذلك لن نسمح للشركات بالتلاعب بتسعير الخدمة والإضرار بالجهود التي تقوم بها الحكومة لتطوير البنية التحتية في البلاد، والتي يأتي قطاع الاتصالات في مقدمتها".
من جانبه، يقول الخبير الاقتصادي بدر العتيبي، لـ "العربي الجديد"، إن شركات الاتصالات المحلية تستغل حاجة المستهلكين لهذه التقنية الجديدة، كونها المتحكم الأكبر في خدمات الإنترنت، بعد استحواذ الشركات الثلاث على مزودي خدمات الإنترنت الأرضي، وبالتالي أصبحت جميع خيوط اللعبة بيد هذه الشركات لتتحكم في الأسعار كما تريد.
ويضيف العتيبي أن تأسيس هيئة الاتصالات جاء لتحقيق العدالة في أسعار خدمات الإنترنت والاتصالات في الكويت، ففي ظل وجود وزارة المواصلات سابقاً كمنظم للقطاع، كانت الشركات المحلية تقوم بتسعير الخدمات كما تريد وبأسعار مبالغ فيها تستغل حاجة المستخدمين.
ويشير العتيبي إلى وجود تسرّع في طرح خدمة الـG5 في الكويت، حيث لا تتوافر الأجهزة الذكية التي تتوافق مع هذه التقنية حتى الآن، وحتى إذا توافرت خلال الشهر المقبل، كما أعلنت بعض الشركات، لا نعلم إلى أي مدى ستكون هذه الأجهزة جيدة للمستخدمين، وسيكونون مجبرين على استخدامها لاستقبال الـG5.
ويتابع العتيبي أن المستخدمين "سيكونون مضطرين إلى تبديل هواتفهم الذكية بأخرى جديدة سيتم طرحها خلال الشهر المقبل من قبل شركات الاتصالات، وهي أجهزة مكلفة وقد تكون أقل كفاءة من الهواتف التي يستخدمونها حالياً، لذلك أرى أن التسرع في طرح الخدمة بهذه الأسعار المبالغ فيها، هو قرار خاطئ من شركات الاتصالات المحلية، ومن قبلها هيئة الاتصالات التي سمحت بذلك.
من جانبه، يقول أستاذ الاقتصاد في جامعة الكويت، نواف الصانع، لـ "العربي الجديد"، إن الجدل حول أسعار خدمة الـG5، قد يكون مبالغاً فيه بعض الشيء، مشيراً إلى أنه من الطبيعي لأي خدمة تطرح حديثاً، أن تكون أسعارها مرتفعة، نظراً لإقبال المستهلكين عليها بهدف استكشافها.
ويضيف: الجيل الخامس يأتي بالأساس لخدمة القطاعات الاقتصادية والتعليمية والصحية، فهي ليست مقتصرة على تقديم سرعات إنترنت عالية للمستخدمين، ولكنها شريك أساسي في بناء المدن الذكية، واستخدام تقنيات إنترنت متقدمة ستسهل أمورا كثيرة في حياتنا اليومية.
ويشير الصانع إلى أن خدمة الـG4 ستظل تعمل في الكويت كما هي دون تغيير لجميع المستهلكين، لذلك فإن من يرغب في استخدام تقنيات إنترنت أعلى كفاءة وسرعة عن الخدمة الحالية فعليه أن يدفع مقابل هذه الخدمة.
وعلى عكس تقارير عالمية مهتمة بمجال الاتصالات والتكنولوجيا، تحدثت عن وجود آثار سلبية لاستخدام الـG5، يقول المدير الإقليمي ومسؤول خدمات تكنولوجيا المخاطر في شركة كازبركسي، طارق الحسيني، لـ "العربي الجديد"، إن هذه التقنية لا تحمل أي مخاطر على المستخدمين، بدليل أن أي دائرة علمية أو مؤسسة مختصة بمجال الاتصالات والتكنولوجيا لم تسجل وجود أي أخطار لهذه التقنية على صحة مستخدميها، أو الأجهزة المحيطة بها.
ويضيف الحسيني أن تقنية G5 تعمل على أبراج الاتصالات العالمية مثل شبكات G4 الحالية، ولكنها تحتاج إلى أجهزة خاصة لتقوية الإشارات الصادرة عنها، "فهذه التقنية تعمل على تقسيم البيانات التي يتم نقلها إلى حزم صغيرة، وهو ما سيجعل نقل البيانات أسرع بأضعاف المرات من التقنيات الأخرى، فببساطة تقوم شبكات الجيل الخامس بنقل البيانات بمُتوسط وقت استجابة عال جدا، ما ينعكس إيجابا على المستخدمين".