تعرضت محافظة المهرة اليمنية (جنوب شرق البلاد) على حدود سلطنة عمان، لأضرار مادية وخسائر اقتصادية جراء سيول الأمطار الناتجة عن العاصفة المدارية لبان، التي ضربت سواحل اليمن الجنوبية والشرقية.
وقال سكان محليون، إن فيضانات مياه الأمطار التي هطلت على مدى يومين، منذ أمس، تسببت في إحداث خسائر مادية بعدما غمرت المياه عشرات المنازل، ما تسبب في دمار جزئي وكلي وفي تلف ممتلكات المواطنين الذين اضطروا إلى النزوح نحو مناطق بعيدة عن مجرى السيول.
وتسببت السيول في جرف الأراضي الزراعية وتدمير الطرق وقطع التيار الكهربائي بحسب السكان، ونتج عنها خسائر كبيرة في الثروة الحيوانية في المحافظة التي تشتهر بتربية المواشي كمصدر دخل للعائلات.
وأعلن رئيس الوزراء اليمني أحمد بن دغر، مساء اليوم، محافظة المهرة منطقة منكوبة ودعا المنظمات العاملة في الإغاثة إلى مساعدة أهاليها، بحسب وكالة الأنباء اليمنية الحكومية (سبأ) التي أشارت إلى تعرض منازل السكان لأضرار كبيرة.
وكان محافظ المهرة راجح باكريت، أعلنها محافظة منكوبة جراء السيول المتدفقة إثر العاصفة المدارية (لبان)، التي ضربتها وتسببت بخسائر كبيرة في الممتلكات العامة والخاصة.
وأشار المحافظ باكريت في بيان، إلى أن عدداً من المنازل في منطقة المسيلة غمرتها السيول، وأن 50 أسرة عالقة على أسطح منازلها، مؤكداً أن الوضع كارثي في المحافظة ويفوق إمكانات السلطة المحلية المتواضعة.
وناشد محافظ المهرة الحكومة، والسعودية التي تقود تحالفاً عسكرياً لدعم الشرعية، إلى تقديم الدعم والإسناد الجوي لإجلاء الأسر العالقة.. مشيراً إلى أن مدينة الغيضة مركز المحافظة ومناطق "العبري" و"مونغ" و"وادي تنهالن" و"المسيلة" تعيش وضعاً كارثياً.
ولفت باكريت إلى أن مديريات المحافظة لا تزال تتعرض لتأثير العاصفة المدارية (لبان)، وأن السيول تحاصر مدن وقرى المحافظة، محذراً المواطنين والمسافرين من التنقل بين المديريات والمجازفة بعبور الأودية المتأثرة بالحالة المدارية (لبان).
من جانبه، قال صندوق الأمم المتحدة للسكان، مساء اليوم الإثنين، إنه دفع بإمدادات الطوارئ لمساعدة المجتمعات المحلية في المناطق المتضررة من الإعصار في جنوب شرق اليمن
وأشار الصندوق، في بيان اطلعت عليه "العربي الجديد"، إلى نزوح ما يقرب من 500 أسرة إلى مدارس ومباني أخرى بسبب إعصار (لوبان). وتوقع أن تزداد هذه الأرقام خلال الساعات القادمة، بعد توقعات هيئة الأرصاد الجوية استمرار هطول أمطار غزيرة وفيضانات وانهيارات أرضية محتملة.
إلى ذلك، قالت منظمة الهلال الأحمر اليمني في بيان، أن 2500 أسرة ما زالت عالقة لم تتمكن فرق الإنقاذ من الوصول إليها حتى الآن، بسبب السيول المتدفقة التي تحاصر المنازل من كل اتجاه.
وبحسب غرفة الأرصاد الجوية والإنذار المبكر، فإن الفيضانات الناتجة عن الإعصار ستستمر لـ48 ساعة القادمة مع هبوب رياح نشطة.
وباتت سواحل اليمن الجنوبية والشرقية عرضة للأعاصير والعواصف المدارية بشكل مستمر، وتعرضت لإعصار "مكونو" نهاية مايو الفائت، وكانت جزيرة سقطرى تعرضت لإعصارين عام 2015 هما "تشابالا" و"ميغ"، خلّفا خسائر كبيرة في البنية التحتية ومعدات الصيادين، فضلاً عن الخسائر البشرية.