"أونروا" تتجاوز أزمتها المالية هذا العام

19 نوفمبر 2018
"أونروا" تتخوف من تجدد أزمتها المالية العام المقبل(فرانس برس)
+ الخط -
أعلن المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بيير كرينبول، أن المنظمة تمكنت من تجاوز أزمة التمويل الخانقة التي نجمت عن القرار الأميركي وقف التمويل، مشيراً إلى إمكان مواجهة ظروف مشابهة العام المقبل.

وفي مؤتمر صحافي عقده اليوم الإثنين على هامش اجتماعات اللجنة الاستشارية للوكالة المنعقدة حالياً في البحر الميت، برئاسة تركيا وبمشاركة 25 دولة مانحة ومضيفة للاجئين الفلسطينيين، و3 أعضاء مراقبين، قال كرينبول إنه بعد جهد جهيد استطاعت الوكالة خفض العجز إلى 21 مليون دولار فقط، نزولاً من 446 مليون دولار بداية العام، وهو ثلث ميزانية الوكالة البالغة 1.2 مليار دولار، منها 146 مليون دولار عجز العام الماضي، إضافة إلى غياب المساعدات الأميركية.

كما قال إن للأزمة المالية أبعاداً سياسية، وتشكل تهديداً وجودياً للوكالة، مشيراً إلى أن معاناة الشعب الفلسطيني على مدى 7 عقود من التشرد وامتهان الكرامة، زادت الطين بلة، وتحديداً على طلبة المدارس، ووُضعت الوكالة أمام مفترق طرق في مدى قدرتها على فتح المدارس للعام الدراسي الحالي.

وأضاف أنه ما زال هنالك العديد من الدول التي أعلنت تقديم المساعدات المالية، لكن حتى اللحظة لم تتحول التعهدات إلى أموال في البنوك، متوقعاً حل هذه القضية خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة.


وقال إن العام المقبل سيشهد غياباً تاماً للتبرّع الأميركي البالغ 360 مليون دولار، مشيراً إلى أن من المهم الإبقاء على مستوى الدعم المالي لعام 2018 واستمراره عام 2019، بخاصة أن غالبية هذه المساعدات سنوية وليست مبرمجة.

ونبه إلى أنه لا ضمانات لاستمرار الدعم، ولا يوجد شيء مضمون 100% للحصول على مثل هذه المبالغ، رغم اهتمام العديد من الدول التي أعطت إشارات إلى أن حجم الدعم المُحصّل سيتم توفيره العام القادم، وهذا ما سيتم نقاشه في هذه الاجتماعات.

وأشار إلى محاولات الوكالة للدخول في اتفاقات للأعوام المقبلة، موضحاً أنه تم الدخول في اتفاقية لأربع سنوات مع السويد، لكن غالبية الدول من الصعب الدخول معها في اتفاقيات، وهنالك محاولات لحث بعض الدول، تحديداً دولاً آسيوية وعربية، للحصول على دعم في السنوات المقبلة.

أوضاع الفلسطينيين بسورية

وحول أوضاع اللاجئين في سورية، قال كرينبول أن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في سورية صعبة، وهنالك دمار كبير، وإمكان عودة الأسر إلى منازلهم غير ممكنة حالياً، لا سيما بالنسبة إلى لاجئي مخيم اليرموك، مشيراً إلى أنه كان هناك 23 منشأة في مخيم اليرموك دُمّرت بالكامل، وعودة الحياة إليه صعبة جداً.

وكان في سورية 560 ألف لاجئ فلسطيني قبل بداية الثورة، بحسب كرينبول، الذي قال إن العدد انخفض حالياً إلى 430 ألفاً، منهم 280 ألفاً مشردون داخل البلد، و"سنسعى حالياً التركيز على تقديم خدماتنا المعتادة من تعليم وصحة لأن هذا ما يطلبه اللاجئ الفلسطيني".


وقال إن تخفيض العجز تطلب إجراءات صارمة وقاسية من خلال ضبط الصرف وتوجيه الأموال بدقة إلى الاحتياجات الأكثر إلحاحاً، مشيراً إلى الإجراءات التقشفية التي اتخذتها إدارة الوكالة أخيراً، وتبعاتها السلبية على مسار برامجها الخدمية وطبيعة خدماتها المقدمة للاجئين الفلسطينيين، مع تأكيد رفض تقليص الخدمات الأساسية، وضرورة تقديم الدعم لـ"أونروا"، كي تتمكن من الاستمرار بعملها.

وفي ما يتعلق بالقطاع الخاص، قال كرينبول إن الوكالة بدأت في هذا المجال حديثاً، و"بدأنا نعمل بنظام الصدقات والزكاة، وكانت هناك نتائج رائعة في تركيا، ونحاول العمل على الصدقات والزكاة مع دول مثل إندونيسيا وماليزيا".

دلالات
المساهمون