"الفراشة".. بيزنس لم تسعفه انتخابات مصر

20 أكتوبر 2015
سرادق للدعاية الانتخابية لأحد الأحزاب في مصر (أرشيف/فرانس برس)
+ الخط -


رغم انتعاش نشاط "الفراشة"، لا سيما إقامة السرادقات خلال العديد من المناسبات الانتخابية في مصر في أعقاب ثورة يناير 2011، إلا أن هذا الانتعاش بدأ في الانحسار وكاد يتلاشى في الدعاية للانتخابات البرلمانية الحالية، ليقتصر بيزنس محال الفراشة بشكل كبير على مناسبات العزاء والأفراح، خاصة في المناطق الشعبية والفقيرة في البلاد.

وشهدت محال "الفراشة" رواجاً خلال الانتخابات البرلمانية، التي جرت في أواخر عام 2011 وبدايات عام 2012، وكان مرشحو البرلمان يعتمدون علي السرادقات في مخاطبة الجمهور بشكل مباشر، بجانب حملاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات.

يقول محمد فوزي، رئيس شعبة تجار الفراشة في غرفة تجارة القاهرة، لـ"العربي الجديد"، إن حجم استخدام بوابات الدعاية الانتخابية، وهي عبارة عن ألواح خشبية مغلفة بطبقة من القماش الملون توضع عليها اللافتات في مداخل الشوارع والميادين الرئيسية، تراجع في الدعاية للانتخابات الحالية بنحو 60% عن الانتخابات البرلمانية في 2011، وذلك نظرا إلى قلة عدد المرشحين من جهة، واعتمادهم على حملات الدعاية عبر التلفاز من جهة أخرى.
 
ويشير فوزي، إلى أن عدد العاملين في مهنة الفراشة والصناعات المرتبطة بها يقدر بنحو مليوني عامل، بينما يبلغ عدد أعضاء الشعبة ورابطة مقاولي الفراشة نحو ألف مقاول على مستوى مصر.

وتوجهت أعداد قليلة من المصريين في عدة محافظات، يومي الأحد والإثنين الماضيين، إلى مراكز الاقتراع للتصويت في المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية التي يقول الرئيس عبدالفتاح السيسي، إنها خطوة مهمة نحو الديمقراطية، ويقول معارضوه إنها ستأتي بمجلس نواب يصدق فقط على قراراته.

وتجري المرحلة الثانية والأخيرة من الانتخابات يومي 22 و23 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل في 13 محافظة أخرى، من بينها القاهرة، وينتظر أن تعلن النتائج النهائية في ديسمبر/كانون الأول، ويزيد عدد الناخبين الذين يحق لهم الاقتراع في محافظات المرحلة الأولى على 27 مليون ناخب.

ويتناقض ذلك الإقبال المنخفض مع مشاهد الطوابير الطويلة والتكدس داخل وخارج اللجان في الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت في أواخر عام 2011 وبدايات عام 2012.

ومصر بلا برلمان منذ عام 2012، عندما أصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي أدار شؤون البلاد، بعد إطاحة ثورة يناير بالرئيس حسني مبارك، قراراً بحل مجلس الشعب ذي الأغلبية الإسلامية، تنفيذا لحكم أصدرته المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية قانون انتخاب المجلس آنذاك.

اقرأ أيضاً: مصر تخصص 1.5 مليار جنيه للانتخابات رغم العجز

ويرجع عاملون في قطاع الفراشة تراجع الإقبال على سرادقات الدعاية الانتخابية إلى علم الكثير من المرشحين بعدم اهتمام الكثير من الناخبين بهذه الانتخابات.

ويقول رئيس شعبة تجار الفراشة في غرفة تجارة القاهرة "هذه المهنة تواجه مشاكل كثيرة، وأكثر من 30% من محال الفراشة خرجت من السوق".

وانصرف تركيز نشاط الفراشة من جديد إلى المناسبات التقليدية، لا سيما إقامة سرادقات العزاء والأفراح في المناطق الشعبية، التي تعد الملاذ الرخيص للفقراء ومحدودي الدخل في إحياء مثل هذه المناسبات.

ويقول صبري عبدالجواد، عامل فراشة "أعمل في هذه المهنة منذ أكثر من 15 عاماً، وكان العائد من الدعاية الانتخابية الأفضل في مختلف المناسبات".

ويضيف عبدالجواد "يقل الأجر في سرادقات العزاء، ويزيد في الأفراح، بينما يرتفع أكثر في مواسم الانتخابات، حيث يحصل العامل علي مبالغ أكبر من الزبائن".

ويشير إلى أن عدد المقاعد المستأجرة في السرادقات الخاصة بالانتخابات تتخطى الآلاف وربما تصل إلى 20 ألفاً، بينما في سرادقات العزاء والأفراح لا تتجاوز المئات، كما أن الإنفاق يكون أكثر في تركيب لافتات الدعاية وغيرها من المستلزمات.

ويلفت إلى أن مهنة الفراشة تنشط بشكل أكبر في المناطق الشعبية، نظراً لأن أغلب سكانها لا يملكون المال الكافي أو لا يميلون إلى إقامة مناسباتهم في دور للمناسبات أو أندية اجتماعية.
ويقول إن مهنة الفراشة شهدت تطورات وتحديثات في الإضاءة وأشكال المقاعد والسجاد وتسجيل الفيديو في العزاء والأفراح وفي شكل السرادقات.

ويتابع أن مقاولي الفراشة استحدثوا الصور الدينية والتاريخية في سرادق العزاء، ويستخدمون التقنيات الحديثة للصوت والضوء في خيم الأفراح والمناسبات السعيدة من أجل زيادة العائد على هذا النشاط، مشيرا إلى أن كل صيحة جديدة يتم إدخالها على أعمال الفراشة لها سعرها الخاص، حيث تتنوع الأدوات المستخدمة، وكل له سعره الخاص به طبقا لمستوى أصحاب المناسبة وحالتهم المادية.



اقرأ أيضاً: عمّال مصر لا يرون بصيص أمل في انتخابات البرلمان

دلالات
المساهمون