قبلة حياة لشركات الطيران الأميركية في "يوم الشهيد"

28 مايو 2020
توقعات بانفراجة في قطاع الطيران الأميركي (Getty)
+ الخط -
لم تنتظر شركات الطيران الأميركية حسم الجدال المشتعل حالياً في الولايات الخمسين، بين الفريقين، المؤيد والمعارض للإسراع بإعادة الفتح الكامل للاقتصاد، واقتنصت فرصة عطلة "يوم الشهيد"، التي حلت يوم الاثنين من هذا الأسبوع، لتمنح الأميركيين عطلة مطولة، ولتشهد المطارات أكثر من 1.5 مليون مسافر من يوم الخميس إلى يوم الاثنين، للمرة الأولى منذ الأسبوع الأخير من مارس/ آذار الماضي.

وبعد أن تسببت أوامر الإغلاق الكبير في تراجع حركة السفر في المطارات الأميركية لأقل من 90 ألف مسافرٍ في اليوم في إبريل/ نيسان الماضي، وفي الأسابيع الثلاثة الأولى من مايو/ أيار الجاري، جاءت المناسبة التي يحتفل بها الأميركيون يوم الاثنين الأخير من مايو/ أيار كل عام، لتعيد الأمل في واحدة من الصناعات الأكثر تضرراً من أزمة كوفيد 19، رغم أن عدد المسافرين كان أقل كثيراً من الملايين الاثني عشر الذين استقلوا الطائرات خلال نفس الفترة من العام الماضي.

وللمرة الأولى منذ منتصف إبريل/ نيسان، سجلت المطارات الأميركية إقلاع أكثر من 8500 رحلة يومي الخميس والجمعة، وقالت شركة ساوثوست أيرلاينز إنها أضافت 119 رحلة خلال العطلة، وإن كان بعضها بغرض السماح بإجراءات المباعدة الاجتماعية بين المسافرين.

وفي حين تصور العديد من رؤساء شركات الطيران الأميركية أن الأزمة الحالية ستتجاوز في تأثيراتها الصدمة التي تعرضت لها صناعة الطيران بعد أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001، تسببت الطفرة النسبية في أعداد المسافرين، مع فتح أغلب المدن الساحلية، وما شهدناه خلال العطلة من امتلاء العديد من الشواطئ بالمصطافين، وحفلات حمامات السباحة التي يتزاحم فيها الأميركيون مستمعين إلى الموسيقى والغناء، وسماح مئات المطاعم للزائرين بالجلوس لتناول الوجبات، وارتفاع أسعار أسهم شركات الطيران الأميركية، بارتفاعات قوية لمؤشرات الأسهم في تعاملات أول أيام الأسبوع بعد انتهاء العطلة.
ويوم الثلاثاء ارتفعت أسعار أسهم شركات الطيران الأربع الكبرى في الولايات المتحدة بنسب تتراوح بين 12.64% - 16.30%، قبل أن تواصل الأسعار الارتفاع في مستهل تعاملات الأربعاء.

ولم تكن السياحة الداخلة هي الباعث الوحيد على التفاؤل في الصناعة، بعد أن تناقلت وكالات الأنباء أخباراً عن اقتراب موعد تخفيف القيود على السفر الدولي في العديد من بلدان العالم.

وتشير التوقعات إلى أن عودة النشاط لشركات الطيران لن تقتصر على العطلة التي انتهت، بعد أن أعلنت شركة ساوثوست ايرلاينز أن الأسبوع الماضي شهد تجاوز الحجوزات الجديدة للإلغاءات، في نقطة تحول واضحة لم تحدث منذ بداية إبريل/ نيسان.

ورغم تخفيض الشركة لعدد رحلاتها الشهر المقبل بنسب تصل إلى 55% مما كانت عليه في نفس الشهر من العام الماضي، إلا أنها توقعت أن يتسبب بدء موسم عطلات الصيف في زيادة الطلب على رحلاتها بصورة واضحة.

وقالت الشركة "ما زال الغموض يحيط بتوقعات الإيرادات، وقد يتطلب الأمر تخفيضات إضافية في السعة اعتماداً على طلب الركاب".

بدورها، أكدت شركة يونايتد إيرلاينز "ملاحظة تحسن معتدل في الطلب على السفر الداخلي والخارجي فيما تبقى من الربع الثاني من العام"، مشيرةً إلى أن تخفيضات السعة ستقل إلى 75% مقارنةً بالعام الماضي بحلول يوليو/ تموز، بعد أن وصلت إلى 90% في مايو/ أيار ويونيو/ حزيران.
وبينما قالت أميركان أيرلاينز إن طائراتها في مايو/ أيار الحالي تطير بنسب إشغال تصل إلى 35%، بعد أن كانت 15% في إبريل/ نيسان الماضي، أكدت دلتا أيرلاينز أن صافي مبيعاتها ارتفع بصورة متواضعة مقارنة بتوقعات الشركة المتحفظة التي تم الإعلان عنها من قبل.

وكانت دلتا قد أعلنت في وقت سابق من الشهر الحالي إعادة تشغيل 100 رحلة على خطوطها اعتباراً من بداية الشهر المقبل، مشيرةً إلى وجود رحلات من المدن الأميركية الرئيسية إلى أغلب العواصم في أوروبا، بالإضافة إلى مدن رئيسية في الصين وكولومبيا وكندا.

وتتزامن توقعات السماح بالسفر لأغراض السياحة والأعمال مع تقديم الحكومة الأميركية، كما العديد من الحكومات حول العالم، إعانات تقدر بمليارات الدولارات، لشركات الطيران، من أجل مساعدتها على تجاوز الأزمة الحالية، الأمر الذي ساعد على عودة بعض الثقة إلى القطاع الذي يساهم بأكثر من 5% من الناتج المحلي الإجمالي الأميركي، بما تقدر قيمته بنحو 1.7 تريليون دولار، ويعمل فيه ما يقرب من 11 مليون عامل.

ويرى مالتي شولز، محلل صناعة الطيران في كومرز بنك أن شركات الطيران ستنجو وتنتعش، ولكنها ستحتاج لبعض الوقت، مؤكداً أنها "ستفقد بعض النقدية خلال الأزمة، قبل أن يمكنها التعويض".

ونصح شولز المهتمين بالاستثمار في قطاع الطيران بـ "مراقبة القوة المالية لتلك الشركات، ومعدل فقدان النقدية فيها، وما سيكون عليه الحال بعد إلغاء إجراءات العزل".
دلالات
المساهمون