استهلت أسعار النفط تداولات الأسبوع الجاري على هبوط كبير اليوم الإثنين، رغم قرب موعد اجتماع منظمة "أوبك" الخميس المقبل، وتكثيف الاتصالات بين المنتجين من داخل المنظمة وخارجها وسط ضغوط أميركية من أجل لجم انهيار الأسعار.
قفد وسّعت أسعار العقود الآجلة للنفط خسائرها مساء الإثنين، فانخفض سعر برميل عقود الخام القياسي الأوروبي برنت 5%، قبل أن يغلق منخفضاً 3.11% إلى 33.05 دولاراً. كما تراجع سعر البرميل في عقود الخام الأميركي 7% قبل التسوية، ليغلق نهاية التعاملات منخفضاً 7.97% إلى 26.08 دولاراً.
في غضون ذلك، ذكر مصدران لـ"رويترز" أن تخفيضات عالمية في إنتاج النفط قدرها 10 ملايين برميل يومياً لن تكون كافية لموازنة السوق، في وقت أبدت روسيا استعداداً لمناقشة تخفيضات كبيرة جداً في الإنتاج نظراً إلى انهيار الطلب العالمي.
وقالت وكالة الأنباء القطرية إن شركة قطر للبترول أعلنت اليوم، هبوطاً بلغ أكثر من 35% في أسعار خامي قطر البري وقطر البحري في مارس/آذار مقارنة بالشهر السابق، وذلك بعدما كانت أسعار النفط القطري قد سجلت انخفاضاً بلغ أكثر من 16.5% على أساس شهري في فبراير/ شباط.
وكررت الوزارة القول في رسالة بالبريد الالكتروني إلى رويترز إن أكبر منتج للنفط في أوروبا الغربية مستعد لإجراء تخفيضات إنتاجية بشكل منفرد إذا كانت ستعود بالفائدة على الاقتصاد، لكنها قالت إنه لا توجد محادثات جارية مع شركات النفط في النرويج.
في السياق، قال وزير الطاقة البرازيلي بينتو البوكيرك، إنه مستعد لحضور اجتماع لوزراء نفط دول مجموعة العشرين تخطط له السعودية لدراسة سبل تحقيق الاستقرار في أسواق النفط التي تلقت ضربة من جائحة فيروس كورونا المستجد.
وأضاف البوكيرك، في بيان، أن وزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان اتصل به الأحد، لتبادل الآراء حول الوضع في أسواق النفط ووجه دعوة للبرازيل لحضور الاجتماع، فيما لم يذكر الوزير البرازيلي موعداً للاجتماع.
وقال وزير الطاقة الأميركي دان برويليت، اليوم، إنه بعد حديثه إلى وزيري الطاقة السعودي والروسي يأمل أن ينهي البلدان حربهما على الحصص بسوق النفط الأسبوع الجاري.
وصرح لشبكة فوكس بزنس: "سيجتمعان في وقت لاحق من هذا الأسبوع ونأمل أن ينهيا الخلاف الذي بدأ قبل حوالي أسبوعين أو ثلاثة".
وقال برويليت إن الولايات المتحدة تشجع السعودية، رئيس مجموعة العشرين هذا العام، على عقد اجتماع لوزراء طاقة المجموعة قُرب نهاية الأسبوع، مضيفاً "أتوقع أن يحدث ذلك".
وقالت وزارة الطاقة إن برويليت تحدث مع نظيره السعودي خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث أبلغه أن النزاع السعودي الروسي على الحصص بسوق النفط العالمية له "تداعيات كبيرة" على الولايات المتحدة والعالم.
ويعني انخفاض سعر النفط أن عددا كبيرا من منتجي النفط الصخري ذوي المديونات العالية مهددون بالإفلاس والعاملين بالقطاع مهددون بفقد وظائفهم.
وصرح مفاوض روسي كبير في مجال النفط لتلفزيون سي.إن.بي.سي اليوم الاثنين، بأن السعودية وروسيا "قريبتان جداً" من اتفاق لخفض إنتاج النفط لتقليص تخمة السوق العالمية، لكن لا تزال تفاصيل مثل كيف سيجري تقاسم تخفيضات الإنتاج غير واضحة قبيل المحادثات المزمعة في وقت لاحق من الأسبوع.
كان اتفاق بخصوص الإمدادات بين أوبك وروسيا ومنتجين آخرين، في إطار المجموعة التي تعرف بأوبك+، والذي دعم أسعار النفط لثلاث سنوات، قد انهار في مارس آذار بينما يتراجع الطلب بفعل جائحة فيروس كورونا.
وتبادلت السعودية وروسيا الاتهامات بشأن الفشل في التوصل لحل وسط وبدأتا في معركة على الحصص السوقية أدت لتراجع أسعار النفط لأدنى مستوياتها منذ 20 عاماً مما أنهك ميزانيات الدول المنتجة للخام وألحق الضرر بالمنتجين مرتفعي التكلفة في الولايات المتحدة. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي إنه توسط في اتفاق بين موسكو والرياض.